|
عرار:
محمد صبيح/ كاتب وسينارست أظنها بدايات 2007، حين بدأت التعاون مع (شركة أبو محجوب)، وكنت أرسل رسائل نصية لخدمة (هلا عمي).. وبعد مدة ذهبت إلى أطراف جبل اللويبدة، والتقيت فنان الكاريكاتور المعروف آنذاك عماد حجاج، أيام (شركة أبو محجوب) (الله يسهل عليها).. وكان أول عمل لي.. ويصدف أن يكون إذاعيا (« fmهلا عمي») وكتبت بمعية الكاتبين المبدعين وفاء بكر وأحمد المغربي ثلاثين حلقة إذاعية وكانت حلقات رمضانية جميلة، وناجحة.. بثت على أثير إذاعة (فن اف ام) الشهيرة آنذاك المرحومة لاحقا! و(كرت) مسبحة (أبو محجوب)، وكان أن تعرفت أيضا على الفنان الشهير (زهير النوباني) الذي سيجسد بصوته الدرامي المبدع شخصية (أبو محجوب) الكاريكاتورية ويحمله على كتفيه لوقت طويل! وهكذا أصبحت ولا فخر من (عائلة المحاجيب).. ولا مجال هنا لأسترسل في تعداد أفرادها المميزين الظرفاء وعلى رأسهم رب العائلة الشهير (أبو محجوب) وتلك العائلة الأردنية التي ابتكرها حجاج، وفي مقدمتها كابتن خط الوسط وهداف الدوري «أبو محجوب» الشخصية العتيدة.. ذات المواصفات والصفات الأردنية الخاصة بكل تناقضاتها وآمالها والأمها! ثم تشرفت بالانتساب لهم واستلمت بطاقتي الشخصية مفتخرا بذاك النسب! كتبت وشاركت كتابا آخرين.. وآخرها المسلسل الكرتوني على شاشة «رؤيا» الذي قمت بكتابة حلقاته الثلاثين ضمن (ساعة كوميديا)، (حين كانت ساعة وكوميديا فعلا!).. وعبر مسيرة محجوبية طويلة، أعمال توعوية بشتى المناسبات وأفلام قصيرة، دعايات وإعلان.. الخ، لامست وعايشت فيها مدى (إبداع وحرفية وحب واحترام واهتمام بأدق تفاصيل (بو محجوب وعائلته من قبل أبو ورد).. وأدركت مدى التصاق عماد حجاج بهم لدرجة أن البعض وأنا منهم كان يشكو أحيانا من مدى هذا الالتصاق، فعماد المثقف الخلّاق يشعر (أن هذه العائلة تمشي وتتنفس هواء الأردن وهو حريص كل الحرص على تفاصيل ومواصفات هذه الشخصية.. فهي من لحم ودم عنده).. فـ(أبو محجوب) أكبر من لوحة ورسم.. ودراما.. هو هوية وشخصية كل أردني يشبهنا ونشبهه.. ذلك (أبو محجوب) بالنسبة لحجاج الذي حين تعمقت برؤيته وبفلسفتها عنده أصابتني العدوى الجميلة بمرض التعلق والحب والاحترام لهذه العائلة وهذه الشخصية (أبو محجوب) هذا هو عماد حجاج.. وذلك سر الحب والإبداع والابتكار المذهل.. الذي امتد به من المحلية إلى العربية والعالمية.. وما الجوائز والتكريم له والاحتفاء به الذي حصل عليها إلا تقديرا واحتراما لهذا الفنان.. وتكريما لمسيرته الطويلة وجرأته وابتكاره، ولا أبالغ حين أقول إن عماد حجاج أضاف وانتج كاريكاتيرا جديدا في عالم الرسوم الكرتونية ولاسيما «فن الكاريكاتير الأردني» شكلا وجوهرا وفن الرسم بشكل عام (شعار كلنا الأردن الشهير.. والفضاء العربي والعالمي لاحقا) وحجاج الذي حجز حيزاً مهماً في عالم الكاريكاتير، وكان من بين 100 شخصية مؤثرة في العالم العربيّ، ونال عشرات الجوائز، وكان آخرها جائزة «محمود كحيل» عن فئة الجوائز الفخرية، بعنوان «إنجازات العمر»، في المكتبة اللبنانية الوطنية في بيروت ومع أن «المدرسة المحجوبية» بشكل خاص وشكل الكاريكاتير والأسلوب الذي ابتدعه حاول أن ينافسه الآخرين (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) فقد دخل عليه الجديد المتأثر به المقلد له (وبعضه مكث في الأرض.. واغلبه صار في طي النسيان).. إلّا أن الجائزة الأخيرة التي حصل عليها من لبنان الحبيب الحزين تبرهن على جودة وحرفية وإبداع هذا الفنان الأردني العالمي وتقدير المعنيين بهذا الفن ومبدعيه لفنه. ويكفيني فخرا أنني كتبت (أبو محجوب)، وأحيانا استوحيت وبطلب منه الكثير من الرسومات المحجوبية! ويجدر الإشارة والإشادة أخيرا بإضافات الفنان المبدع زهير النوباني الذي أضاف اعتقد جازما، والحديث هنا عن الدراما، فقد أضاف «بصوته الرخيم والقدرة على التلوين للشخصية العتيدة وسبر أغوارها وأبعادها الاجتماعية النفسية» ما أضاف للشخصية ونجح في تجسيدها بأغلب الأعمال.. الذي يدلل مدى استيعابه وحبه لـ(أبو محجوب) فجسده وأضاف للرسم صوتا أخاذا ولصيقا جدا بشخصية رب العائلة صاحبنا! ولا يفوتني هنا أن أنوه بشخصية «أم محجوب» التي تعاقب على تجسيد صوتها العديدات.. إلاّ أنني أعتقد أن أكثرهن نجاحا وتجسيدا لشخصيتها هي الفنانه أمل الدباس، وأيضا الفنان نديم سراج بشخصية (أبو محمد) صديق (أبو محجوب) اللدود!.. ولا أنسى هنا الفنان هشام حمادة في صوت (أبو ربحي) الذي أبدع فيه مما منح الشخصية أبعادا جديدة واسعة، وأظن أن الأستاذ غسان عقل والمبدع الشامل أحمد المغربي هما أفضل من أخرج وأشرف على تحريك الرسومات إضافة لشركة (باندورا) عبر الصديق مصطفى المرايات الذي أبدع في الرسومات التوعوية وغيرها! ..وأخيرا لابد من شكر الفنان عماد حجاج على كل ما قام ويقوم به من جهد وفن أضناه ولم يضُن يوما على عشاقه ومريديه.. ولا يزال. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 09-05-2023 08:56 مساء
الزوار: 243 التعليقات: 0
|