الغماز يوقع روايته «أسيليا» في منتدى الرواد الكبار
عرار:
ياسر العبـادي
أقام منتدى الرواد الكبار أول من أمس حفل توقع لرواية «أسيليا»، للروائي والكاتب الأردني أحمد الغماز، شارك في الحفل وقدمت ورقة الناقدة الدكتورة نهال عقيل، وأداره المستشارة الثقافية في المنتدى القاصة سحر ملص. قالت مديرة المنتدى هيفاء البشير عن الرواية التي صدرت بدعم من وزارة الثقافة، عن دار شهرزاد للنشر والتوزيع، إنها الرواية الثالثة في مجموع روايات الغماز، وستلقي الدكتورة عقيل ستلقي الضوء على أبرز محطات هذه الرواية المميزة، مبينة أنه من خلال الاطلاع على الروايات التي تعطي القارئ ميزات فريدة حيث تحمله من عالمة الواقعي إلى عالم آخر، وزمان ومكان آخر، كما أن الروايات تطلعنا على حياة فئة من الناس تتناولها تلك الرواية ويتعرف القارئ على نمط تفكيرهم فيحلق بخياله مع أبطالها ويستقى من بعض تجاربها. من جهتها رأت الناقدة الدكتورة نهال عقيل إن رواية «أسيليا»، هي رواية اجتماعية إنسانية تكشف عن تناقضات الإنسان ونوازع الخير والشر والحب والكراهية على حد سواء. كما يتكشف من خلال أحداثها صراع اجتماعي له جذور في الذاكرة الإنسانية ترتبط بالجريمة الأولى التي عرفتها البشرية لهابيل وقابيل. وأشارت عقيل إلى أن هذه الرواية تتجاوز فيها الأمكنة «نابلس، فرنسا، عمان»، ويلتقي بالهم الإنساني والتاريخي ونلتقي مصائر شخوص عائلة مختار وزوجاته وأبنائه والطبيبة أسيليا بحثا عن مخرج لليأس والكراهية؛ والنجاة بأنفسهم وأقدارهم من بذرة الشر المتأصلة في الإنسان، والانتصار بالحب الذي يربط أسيليا الطبيبة النفسية وخالد مختار الفنان التشكيلي. تعرف الناقدة أسم «أسيليا»، فقالت هو اسم يوناني أحد معانيه «المرأة النبيلة»، وفي هذه رواية الغماز «أسيليا»، تمثلات بالمرأة نبيلة التي لا تعرف اليأس، تحب الحياة رغم إخفاق حياتها الزوجية وطلاقها، تواجه ظروفا مادية صعبة لكنها تقاتل لتحقيق طموحها الإنساني للحصول على شهادة الطب وتحقيق حلمها. وخلصت عقيل إلى أن «أسيليا»، هي أرق إنساني يسعى للانتصار لفكرة واحدة هي الحب، الحب الذي انتصر على المؤامرة والموت والمرض والكراهية، الحب بوصفه قوة إنسانية لا يمكن للمكائد أن تصمد أمامه مهما كان أثرها. الحب هو شفاء الإنسان وطاقة الكون النبيلة، ومن خلاله تمكنت أسيليا إنقاذ خالد مختار من مؤامرة الأخ وزوجته للاستيلاء منفردين على ثروة الأب وتجارته وحرمان أبنه خالد مختار من هذه الثروة، فالإدمان كان ان يودي بحياته للموت، فكانت أسيليا رواية المرأة حين تكون طاقة إشعاع للحب والثقافة والحرية. من جانبه قال الروائي أحمد الغماز إن رواية أسيليا هي رواية الواقعية الاجتماعية التي انسجمت مع التاريخي والسياسي، حيث تحررت الشخوص من واقعها العادي وذهبت إلى أبعد من ذلك، فنجد مثلا مختار السعيد الذي تهجر من فلسطين وخالد مختار الشخصية التي جاءت بأجواء فرنسا وقلبت مفاهيم كثيرة خاصة فيما يتعلق بديمواقرطية الغرب، لافتا إلى أن أسيليا هي الشخصية المركزية بالرواية والتي من خلالها أصبح «الحكي»، الروائي فكانت المحور الذي دارت حوله الأحداث المتتالية لاحقا، وهي رواية الواقع والتاريخي والسياسي، قالها الكاتب بانسجام تام مع دواخل شخصياته الروائية.