|
عرار:
استعرضت مجلة "الناشر الأسبوعي" في عددها الجديد، أبرز الإنجازات الثقافية الكبرى التي حققتها الشارقة خلال نصف قرن، ضمن مشروعها الثقافي التنويري والنهضوي، منذ تولّي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مقاليد الحكم في إمارة الشارقة. وكتب رئيس هيئة الشارقة للكتاب، رئيس التحرير، أحمد بن ركاض العامري افتتاحية العدد بعنوان "50 عاماً من التنوير"، والتي جاء فيها أن صاحب السمو حاكم الشارقة "كان منذ البدء وضع الثقافة بكل حقولها حجر الأساس للتنمية الشاملة والنهضة والتنوير، إذ ركّز سموه على بناء الإنسان قبل بناء العمران، لأن من يملك المعرفة، يستطيع أن يبني ما يتوافق مع حياته وقيمه وتطلعاته أيضاً". وذكر في الافتتاحية "خلال نصف قرن أصبحت الشارقة جوهرة ثقافية"، مضيفاً "منذ ذلك اليوم 25 كانون الثاني 1972، وسموه يواصل العطاء برؤية ثاقبة، تقوم على قراءة التاريخ ومعرفة الحاضر واستشراف المستقبل". وتابع أحمد العامري أن "سموه يعي بعمق أن الثقافة هي من أجل الإنسان، ومن أجل بناء الوطن، ومن أجل تعزيز الهوية العربية الإسلامية، ومن أجل تصحيح الصورة المغلوطة للعرب لدى الغرب، ومن أجل تحقيق إنجازات لنهضة شاملة تؤكد حضورنا العربي الفاعل في خريطة العالم". ووصفت المجلة التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب سِجلّ إنجازات الشارقة عاصمة التنوير الثقافي، بأنه "ملحمة ثقافية تمتد في الزمن لخمسة عقود مشرقة من العمل، وتمتد في الجغرافيا ليصل حلم الحاكم الحكيم إلى وطنه الكبير، وإلى جهات العالم المختلفة". ونشرت المجلة في عدد شباط الجاري حواراً مع الكاتبة الفلسطينية حنان عواد، ومقالات عن الروائية البلجيكية مونيكا فان بايميل، والمخطوطة العربية التي أشار إليها الأديب الإسباني ثيربانتس في رائعته الروائية "دون كيخوته"، والعلّامة اللغوي العراقي مصطفى جواد، وظاهرة المجايلة الأدبية والفنية، وموليير في الذكرى المئوية الرابعة لميلاده. واستعرضت المجلة الدور الحضاري والتنويري لمطبعة بولاق التي تأسست في القاهرة عام 1820. كما اشتمل العدد الجديد من "الناشر الأسبوعي" على موضوعات تتعلق بصناعة النشر ومراجعات للكتب. وفي زاويته "رقيم" كتب مدير تحرير المجلة، علي العامري مقالاً بعنوان "الكتابة في درجة الجائحة" جاء فيه "أتاحت هذه العزلة الجبريّة التي فرضتها الجائحة، اللجوء إلى الكتب وقراءة المؤجلات منها، وفي الوقت ذاته أتاحت استكمال مشروعات كتابية معلّقة، كما فتحت الباب للكتابة عن يوميات الحَجْر الصحي ويوميات الفقدان ويوميات الموت الذي لا يحتاج إلى مترجم، وهو الوحيد الذي لم يلتزم بمسافة التباعد. إنها الكتابة في درجة الكارثة، نحن نكتب، والموت يمحو"، واصفاً أثر جائحة كورونا بقوله "فجأة تحوّلت الأرض إلى مقبرة كوكبية". وتابع "في لحظة قاتمة، صرنا رهائن الجائحة"، مضيفاً "ونحن نرى قائمة خساراتنا، نعرف أن خطواتنا كتبت عتمتها، لكن قلوبنا رسمت لنا ضوءاً ينوسُ من بعيد". وتحدث علي العامري عن التغيرات السلوكية في زمن كورونا بقولة "أعدنا الاعتبار للصابون والمواد المعقمة التي صارت رائحتها في كل مكان تذكّرنا بالخطر من جهة، وتمنحنا الشعور بأمان نسبيّ من جهة ثانية. أعدنا اكتشاف المجال الحيوي لأجسادنا، إذ أصبح التقارب تهديداً لوجودنا، وصارت مسافة التباعد علامة سلوكية أساسية، وأصبحت إشارة (ممنوع الاقتراب) موشومة بحبر سرّي مقروء على أجسادنا، كما لو أننا نتحرك في حقل ألغام". الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-02-2022 09:33 مساء
الزوار: 718 التعليقات: 0
|