أمسية قصصية لنبيل عبد الكريم وآسيا طعامنة في «كتّاب إربد»
عرار:
إربد نظم ملتقى إربد الثقافي بالتعاون مع فرع رابطة الكتاب في اربد، امسية قصصية للقاصين: نبيل عبد الكريم وآسيا طعامنة، وأدار مفرداتها القاص والمصور الفوتوغرافي محمد الصمادي وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهل القراءة القاص نبيل عبد الكريم قراءته من مجموعته «مصعد في بناية خالية» حيث قرأ منها:» السكر زيادة، وكلاب حراسة» وكما قصة حملت عنوان «القرينة» من مجموعة تحت الطبع اسمها «الجمل الإنجليزي» قصص حازت على إعجاب الحضور، لفنيتها العالية ولغتها الموحية المعبرة عن شؤون الحياة وشؤون المرأة، والقاص عبد الكريم لديه حبكة قصصية وخيط قصصي متماسك إلى جانب السرد المتقن الذي يكشف عن دارية واسعة في البناء القصصي والمعمار الفني الذي يواكب تطور القصة القصيرة. من قصته «كلاب حراسة» نقتطف منها هذا المقطع حيث يسرد لنا هذه الوقائع:»بمجرد أن أرخت له الحبل على البوابة انطلق (عنتر) يعدو بأقصى سرعته في الممشى، وقبل أن تزايلها الدهشة كان قد دار حول البيت دورة كاملة وعاد يقف أمامها مستنفراً ولسانه الصغير يتدلّى من فمه المغطى بشاربه الأشهب، ثم أطلق نبحتين متحديتين وأدار لها مؤخرته وهزّ ذيله القصير بعصبية واتجه نحو الأصيص الملاصق للبوابة ورفع ساقه وأطلق رشاشاً من البول على قاعدته، وعاد يهز ذيله بالطريقة ذاتها ثم انطلق يعدو في الممشى مجدداً، متوقفاً كلّ بضعة أمتار مطلقاً دفعات محسوبة من رشاشه الغزير على تربة الحديقة ، وحين ظهر من الناحية الثانية وقف أمامها بزهو ولم يتركها إلا بعد أن أطلق دفقته الأخيرة بين ساقيها مبللاً حذاءها الرياضي وأطراف بنطالها الجينز». القراءة الثانية للقاصة آسيا طعامنة حيث قراءة طويلة حملت عنوان «السر الأسير» قصة لا تخلو من شؤون الذات الساردة والتي تقترب كثيرا من الواقع الذي تعيشه المرأة وضمن لغة لا تخلو أيضا الثأر والأحلام والخوف الذي يكتنف هذه المرأة، قدرة في الحبك وبناء حوارات تنم عن إيقاع الحياة التي نعيش عذاباتها ومؤمراتها التي تفتك بالناس وبأحلام،..قصة موشحة بالحزن والخراب الداخلي للإنسان، قاصة متمكنة من ترتيب أفكارها لتسردها على القارئ بلغة تقترب من ذهنيته، برؤيتها وحبكتها القصصية المطعمة بلغة شعرية جعلت من النص أو القص بعدا آخر للسرد كما أيضا القاص نبيل عبد الكريم. من أجواء قصتها نقرأ هذا المقطع:» استمحيك عذرا يا سيدي فليس بمقدوري أن أفي بعهدي لك، فالطير ينزف، والجوارح ترتوي،فتنبت أشواكا مطعمة بالثأر، تغرس الأسافين في كل العهود،، فالثأر لا يفتأ يشاطرني أحلامي، يطفئ أعقاب سجائره في منفضة أيامي، يشير لي من بعيد بيد ممدودة وأنا منكمشة أتلصص من عقب باب الخوف والظنون». وفي نهاية الأمسية قرأ الشاعر السوري عبد المنعم جاسم غير قصيدة بناء على طلب الحضور حازت على تفاعل الجمهور معها