وتعالت الأصــوات بالقرآن
عربية يا قدس مهما زيفــوا
وتقولـوا بالـزور و البهتـان
من مطلع التاريخ كنت منـارة
للائذيــن بظـلك الفينـان
وبنورك الفياض أيقظت الدنـا
من قبل سفر العهد و الطوفـان
يا زهرة البلدان يا قطر النـدى
ما زال جرحك في الصدور يعاني
يا مرتقى المعراج يا ألق الضحى
هلا رقـأت مدامـع الأحـزان
في غابر حشدوا إليك جحافلا
و الآن جاءوا بالحديد القاني
قد أطفئوا شمس العقول بكيدهم
و تسللوا كالداء في الأبدان
في ملتقى اليرموك زلزل خالد
صرحا من الجبروت و الطغيان
فتقهقروا تحت السيوف و أصبحوا
يتعاورون ملاءة الخذلان
وتقدم الفاروق يمشي خاشعا
من غير حاشية ولا ركبان
فتسلم القدس الشريف فأصبحت
بلد َ السلام وجنة الإنسان
وغدت لكل الخلق حلما دافئا
بين الضلوع و لمسة التحنان
حتى أتت أمم الفرنجة عنوة
و تفننوا في البطش و العدوان
فتحول الأمل النبيل إلى لظى
وتباعد الحلم الجميل الحاني
يا قدس ، يا صوتا ً تفجّر راعدا
جمع الفلول بقوة الإيمان
فتماسكوا في صحوة بدريّة ٍ
تسمو على الولدان و التيجان
فغدوا بحمد الله فوق عدوهم
وغدا الأذان يجول في الآذان
حطين ، يا قدس المعارك لم يزل
صوت السيوف يصول في الأذهان
ما زال صوتك يا صلاح ُ يهزنا
ويزف هام النصر للأوطان
لما أزلت عن النفوس صغارها
عادت إلينا القدس دون توان
و تزينت أرض العروبة وانتشت
تستقبل ُ الأحلام في استحسان
لكنما العدوان عاد مجللا
بالنار و البارود و القطران
فأعاد للأسر العروس فأصبحت
تحت القيود وسطوة السجان
لكننا لم نستكن أو ننحن ِ
حتى عبرنا النصر في رمضان
عربية يا قدس مهما بدلوا
في الإسم والتاريخ و العنوان