أمطِر يا سحاب
-
أَمْطِرْ سحابَ الحبِّ غيثَ سلامي
فمشاعري ظمأى، وقلبي ظامي
وقصائدي العطشى يحرِّقها لظى
حــزني، وقافـــيتي بلا أنغامِ
والريح مازالت تثير الرمل في
وجهي, وراحلتي بغير خطامِ
عقدت غيوم الحزن بين جوانحي
حلفاً، لتمطر خاطري بسهام
أخشى على القلب الحزين تمزقاً
أخشى انهيار الصرح بعد قيامِ
أخشى غروب الشمس بعد شروقها
أخشى انتكاس الـبدر بعد تمامَ
مابالُ عين محابري قد أعرضت
عني فلم تنظر إلى أقلامي؟
ودفاتري، ما بالها قد أحجمت
عمّا أسطّر أيمّا إحجامِ؟!
وأنوف أمتنا لماذا أصبحت
بعد الشموخ ضحية الإرغام؟!
أمطر سحاب الحب إن قصيدتي
تخشى جفاف منابع الإلهام
أمطر، فإن لسان حالي ناطقٌ
يغنيك عن قولي وطول كلامي
أمطر فأوردتي يكاد جفافها
يسري إلى القلب الحزين الدامي
وحديقة الأشواق، وآأسفا على
وردٍ يكاد يموت في الأكمامِ
أمطر سحاب الحب إن حدائقي
أمــست تتـوق إلى حديث غمامِ
سلني عن الريحان كيف ذوى، وعن
عطش الأراكِ، وعن حنين بشامِ
سلني عن الحب الصحيح فإنه
عنـدي يدقُّ على ذوي الأفهامِ
الحب ليس هوى "جميل بثينةٍ"
أو حب " قيـس" أو هوى " ابن حزام "
هذي قشور الحب في دنيا الهوى
تُـفضي إلى وجدٍ وطول هيامِ
سلني فقد مرّ اللهيب بخاطري
فشكوت منه أسىً وطول سقامِ
أسقيت شتلته فلما فرّعت
أغصانها حجبت عليَّ منامي
الحب حبُّ الله، حبُّ رسوله
فبه السمو إلى المقامِ السامي
حبٌّ تنال به القلوب سعادةٌ
وبه يغرد عندليب وئامِ
أمطر سحاب الحب إن جوانحي
تشكو من الأحداث حر ضرامِ
أوما رأيت قطار حزني جارياً
قضبانه في النائبات عظامِي
أوما رايت شحوب وجه عراقنا
أوما رأيت دموع عين الشامِ
أوما ترى أرض الكنانة أصبحت
تقتات عظم شبابها المقدامِ
سل وجهها القمحي أصبح شاحباً
مما تشيع وسائل الإعلامِ
أوما ترى الأكراد كيف تشردوا
والغرب يلجؤهم إلى صدامِ
أوما سمعت صراخ مسلمةٍ ولم
تفرح بغيرة فارس ضرغامِ
أولست تسمع ألف تصريح ولم
تفرح مسامعنا بقول حذامِ
أوما سمعت بطاجكستان التي
حفرت لها الأحداث بئر ظلامِ
سبعون ألفاً حدثت أشلاؤهم
عنهم فأين مسامع الحكامِ؟
سل ألف ألف عفيفة قد هتًَّكت
أعراضهن مبادئ الأقزامِ
قالوا النظام العالمي؟!ومانرى
إلا التآمر في ثياب نظامِ
أو هذه بالله أنظمةٌ لها
في النفس منزلة من الإعظامِ
أو يستحق القائمون بأمرها
شيئاً من التقدير والإكرامِ؟
يا لائمي والليل يرسل نظرة
سوداء تمسح موقف الأقدامِ
وعباءة الليل الطويلة لم تزل
منشورة فوق الربوع أمامِي
والنجمُ يبلغني سلام وداعه
ويغيب عني ما بعثت سلامِي
والمسجد الأقصى يغلّق بابه
دوني وتفتحه يد الحاخامِ
والمبعدون حكاية نسجت على
أطراف ثوب مخطط الإجرامِ
مالي أراك تلومني وكأنني
قارفت عندك ما يقر ملامي؟
أنصت إلى الدنيا فلست بسامع
إلا ضجيج تساقط الاعوامِ
أنظر إلى قلب الكريم ودعك من
لون الثياب ورونق الهندامِ
قل ما تشاءُ عن الثياب فإنها
ستظل دون ملابس الإحرامِ
إني لأسأل و الجواب مُعلقٌ
بالصمت فوق علامة إستفهامِ:
أنّى نصوغ الشعر لحناً باسماً
وأنا أشاهد حرقة الأيتامِ؟
أنّى تريد مكانةً مرموقةً
يامن لبست عباءة استسلامِ؟
أنّى تريد من المهيمن نُصرةً
يامن تبارزه بكل أثامِ؟
أنّى تسير إلى المعالي خطوةً
يامن تبارز صحوة الإسلامِ؟
أمطر سحاب الحب غيث سعادةٍ
فلعلني أمحو بها آلامي
أيامُنا تمضي فأمطر، ربما
أحييت لي حلماً من الأحلامِ
عبدالرحمن بن صالح العشماوي