"بائع الهوى"... ينتمي حيدر قنديل إلى هذا الجيل المستقيل. طلّق السياسة بعد إيمان، وزهد في الناس رغم محبته لهم، واعتزل النساء وعاشر وحدته، وكفر بالكلمات وقد كان مولعاً بالأشعار. يداهمه ربيع العرب بغتة، ولا يكترث به؛ فكل المواسم عنده صارت خريفاً، حتى تقتحم الانتفاضة عالمه الصغير الذي حرص على الكتمان عليه، وجعل منه القدر بلطجياً رفقة جمع من المجرمين، يخرّب مدينته ويخون طفولته، وقد كان ذات يوم ينظّر لتحرير الوطن. كان دليلاً سياحياً مطارداً بتهمة قتل سائح روسي يدعى "ميهيلوف فيدوفسكي". دعاه ذلك السائح إلى الكازينو للهو حتى كاد أن يجعل منه مدمناً على القمار، فتحوّل اللعب بينهما إلى رهان حول رقعة شطرنج من أجل جسد امرأة حسناء تدعى "ماريا". في ذاك الربيع الذي حلّ قبل موعده يزوره شخص غريب عن المدينة يدعوه إلى للإصغاء إلى تعاليم "الأستاذ" الذي يُكنّى "طاووس الجنة"، وقد جاء من مكان سحيق ذات يوم ملعون، فعرض عليه المجد مقابل قصيدة مدح ينظمها على شرفه، علّه يجعل منه شاعراً، وما عاد ذاك طموح حيدر قنديل. تضع الثورة التونسية حيدر كالجميع في مواجهة خيار حتمي ما بين حب النفس وحب الوطن. "بائع الهوى"... رواية تطرح إشكالية الإرادة الإنسانية في هذا الكون، وتحاول أن تحيي فكر المعتزلة، ولعلّها أيضاً خرافة عن الحب وعن الهوى. (المؤلف) حكيم بن رمضان، كاتب من تونس. أخصائي نفساني وباحث في علم النفس السريري في باريس. كتب للمسرح المدرسي والجامعي، وشارك في فعاليات عدة للأقصوصة والرواية، كما قام ببعض التربّصات في الكتابة المسرحيّة، وكتب وأخرج فيلماً قصيراً للمعهد العالي للصورة والصوت بباريس "فيميس" سنة 1998. لا يحمل مشروع استيراد أطروحات غربيّة ينوي تسويقها، وإنما يطمح إلى المشاركة في ترميم الذاكرة العربيّة، التي منها يستوحي شخصياته، ومنها يستلهم بعض المفاهيم للتساؤل وإعادة التفكير فيها. |