عليهنَّ تبكي البيوتُ
ويخجلُ منْ حُزنِهنَّ الحياءُ
نساءُ المخيَّمِ يقبعنَ في سجنِ
هذي الحروبِ اللئيمةِ
يرسمنَ فوق جدارِ المنافي قلوباً
لتلمحَ أوجاعَهُنَّ ويبكين خوفاً
يُصافحنَ أقدارهنَّ صباحاً على قلقٍ
ثمَّ يُطعمنَ سربَ الحمامِ فُتاتَ الحنانِ
ويخبزنَ أشواقهنَّ فيبتسمُ الكبرياءُ
إلى آخر القصيدة.. وعن معاناة الأمهات في الحروب بقصيدتي (تذوب أمامي ) أقول فيها :
تحاولُ كتمان أوجاعها
والدُّموعُ على خدِّها لاتتوبُ
تحاولُ رسم ابتسامتها كي
تمدَّ الضياعَ بقوَّةِ عُمرٍ
قضَتْهُ على مدِّ أحلامنا بالتعب
وكانت ستنساهُ لولا .. ولولا
وكيف ستنسى البيوتَ التي
عمَّرَتْها هناكَ
وقد فرَّقتها الحروبُ
وقد دمَّرتها الخطوبُ ..
تحاولُ كتمانَ أوجاعها كي ..
وأوجاعُها مثلها مثل كلِّ النساء
اللواتي انكسرنَ
ودمَّرتِ الحربُ أحلامهنَّ
وصرنَ أراملَ أنقاضِ تلك البيوتِ ..
ثكالى عصافيرهنَّ ... لبسنَ الحدادَ
وصرنَ منافي لمنفى العذابِ
وغصَّتْ بغربتهنَّ القلوبُ .
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
هي كالقصيدةِ لا يحدُّ فضاءَها ألمٌ
ويعشقُ حزنَها القرَّاءُ , قلْبُ حنانِها المُعتادُ
أبيضُ كالورقْ
هي أمُّ كلُّ الأمنياتِ , الليلُ شابَ حنانُهُ
مُذْ نامَ في عَرَباتِها
جرَّتْهُ نحو الحلْمِ ,فاستشرى الأَرَقْ
والخيرُ مدَّ إلى يديها روحَهُ
وأدوا مشاعرَها وقالوا :
" محضُ أنثى " لَمْ تُدِرْ لترابِهمْ وجهَ الأنا
نَفَضَتْهُ وارتكَبَتْ خطيئةَ حلْمِها
ومَشَتْ على أشواكِ غربَتِها ,
تلمُّ الريحَ تنسجُ شوقَها
لوليدِها , ... إنْ كانَ أنثى
خوفُها العاري شَهَقْ
هي طفلةٌ , رسّامةٌ , بنّاءَةٌ , عرَّافةٌ ...
إنْ عاقَبوا بالصمتِ شالَ ودادِها ظلماً ,
تُطرِّزُ بالحروفِ حضورَها
ليُقالَ ما كَتَبَتْهُ أصدَقُ مَنْ صَدَقْ .