حكايات الحب بقلم / الكاتبة أمل جمال النيلي
مرت ساعات الدراسة، لا أفكر إلا فيه، أتخيل حياتنا لو أصبحنا واحد، لم يعد يفرق كلنا منا بيت ، أصبحنا كيان واحد ، لا يفرقنا غير الوقت لأوقات أقصر مما تكون .
ـ الدروس اليوم كانت أسهل من الأمس.
ـ أجل .. أسهل.
ـ “منى” عقلك ليس معى… عقلك معه… حسنا هو ينتظرك هناك… يحبك بجنون والشوق واللهفة يطلني من عينه… لا يحتاج لإبراز حبه ظاهر دون أي مساعدة
، يا له من شاب لا يقاوم… نجح فى مهمة صعبة.
ـ يعني … أنا لا أتوهم حبه ظاهر عليه.
ـ أجل… كيف حدث ذلك؟؟…. هيا إروى لى.
ـ ليس الآن ستعودِ معِ… وفى البيت سأروى لكى كل صغيرة وكبيرة.
ـ حسنا سأتصل بأمى وأخبرها…
أكملنا الطريق والصمت يهيمن علينا، وفور وصولنا للبيت قبلت أمى ثم دخلنا غرفتى.
ـ هيا خبرينى ولا تنسى صغيرة… هيا الفضول يقتلنى.
ـ حسنا… سأبدأ… بدأالأمر حين………………………
ـ كل هذا يحدث وليس عندى علم سوى بالقليل .. عقابك لن أساعدك فى البحث عن أصله وفصله.
ـ ماذا تقولِ … أتستطيع ِ فعل ذلك؟… قول ِ نعم… هيا.. هيا.. أرجوك ِ نورهان.
ـ حسنا.. لدى صديقة من أقاربه… سأحاول معرفة أكبر قدر ممكن منها ..
مرت الأيام والأمل فى المعرفة يراقص عقلى، أسبوع لا جديد فيه غير اللهفة، وذات يوم تغيبت عن المدرسة فقلقت نورهان، جاءت لرؤيتى فى السادسة مساءا.
حينما سمعت الجرس توقعت والدى، لكن تبددت توقعاتى برؤية نورهان.
ـ لما لم تأتى للمدرسة اليوم؟… أراكى بصحة جيدة؟!! إذا ما الأمر؟…
ـ إستيقظت متأخرة.. هذا كل ما فى الأمر.. نورهان ألا توجد أخبار جديدة…. تعبت من الإنتظار.
ـ أتعرفى رأيته اليوم.
ـ بجد.. كيف حاله؟… بصحة جيدة… مشتاق… أين رأيته؟؟؟؟
ـ هو بخير.. رأيته جالس أمامى بسيارة الأجرة.. حينما رآنى ابتسم ثم نظر لى وبجانبى… تحول وجهه فجأة… بعدما الفرحة ملأته تمكله الحزن.
ـ لم أكن أعرف أنه سيفتقدني بهذه الطريقة.
ـ من الواضح أنك لست الوحيدة المشتاقة… بيشتقلك هو أيضا وبجنون.
ـ أحيانا أتمنى العودة بالزمن للوراء… ليتنى لم أتعلق به.. كنت مرتاحة وفى أتم سعادتي… لكن دخوله جمل حياتى أكثر.. إيمانى بالحب أصبح من واقع تجربة… لم يظل حبر فى الروايات فقط.
ـ على قدر السعادة التى تملكتك… مرتاحة لتعرضك للحب… لكنى خائفة عليكِ كثيرا.. فالحب مثلما يعرف الفرح يعرف الحزن… ضحكات وآهات… دموع وهمسات.. القلق من المجهول.
ـ حينما دخل حياتى تخليت عن القلق.. سأترك المجهول يأتى بما فيه.. يكفينى هذا الشعور.. لم أتخيل أننى سأرتوى منه.
ـ حسنا لقد تأخرت… أراك ِ غدا.. ومن الواضح أن والدك عاد من عمله… إلى اللقاء.