في ظل انتشار الاجرام والادمان وتراجع القيم في مجتمعنا الذي ما عهدناه الا مجتمع محبة ومودة وتاّلف للخير والوفاق، لم يعد مقبولا ان نختزل الاحداث بكونها مجرد حالة عابرة لا يمكن تعميمها؛ فالقضايا كثرت، والحالات التي يشار لها بأنها حالات فردية قد اصبحت لا تحصى، وفي كل صباح نستيقظ على خبر جريمة اخرى...

  ومن السهولة ان نحمل الحكومة مسؤولية الردى الجاري، ولكن اليس هنالك جهات اخرى يجب عليها ايضا ان تتحمل ذلك؟   هل هناك مجرم يولد في جزيرة منعزلة عن العالم؟ اليس كل مجرم هو وليد بيئة فاسدة واسرة متهالكة القيم؟

الم يكن الخلل بيننا نلمس معالمه ونتعايش معه ثم ننكر نتائجه الوخيمة؟

نور فتاة اردنية مهذبة من اسرة محافظة، وهكذا هن بناتنا، واسرتنا الاردنية على اتساع الوطن، وللصدفة كانت نور هي الضحية، فكان بالإمكان ان تكون كل فتاة اردنية مكان نور.

الحكومة تتحمل جزء كبير من مسؤولية الحدث، لكن ذلك يجب الا يكون مشجبا يجعلنا نغفل عن تربية ابنائنا وبناتنا على القيم العربية الاسلامية التي سادت هذه الرحاب عبر الزمن.

وليت قضية نور تكون معلما بارزا لانطلاقة حقيقية جادة نحو اليقظة للخطر المحيط بنا جميعا، لتتظافر الجهود من الاسرة والمجتمع والدولة بسلطاتها الثلاث، واعادة النظر بأمور كثيرة مما دخل علينا، ومنها المؤسسات والتشريعات التي جعلت التربية لدينا محكومة بقيم الغرب وادواته، حتى غدى الاب يعد للعشرة قبل ان يلقن ولده درسا في الاخلاق والقيم..

التوصيف القبلي للحدث بأن اطرافه قبيلتان من اعز القبائل الاردنية هو توصيف ماجن وخليع، لأنه كان بالإمكان ان تستبدل الاسماء الاخيرة للمجرم والضحية، فالجريمة ما هي الا انعكاس للخلل المستشري في منظومة القيم عبر الوطن كله.

    المصدر شبيب  بقلم علي عبدالسلام المحارمة