|
المشهد الإنتخابي في محافظة الزرقاء ...بقلم الإعلامي حمزه الشوابكه مما لا شك فيه أن المشهد الإنتخابي في محافظة الزرقاء يختلف إختلافاً كلياً عن غيره من المحافظات الأخرى في المملكة ، ذلك أن المرشحين في هذه المحافظة هم خليط من العشائر الأردنية التي قطنت تلك المحافظة بحكم ظروفها الحياتية أو الإجتماعية أو العملية وبالتالي فإن أصوات الناخبين تتأتى وفق مفهوم المحسوبية والعلاقات الإجتماعية والروابط الأسرية بإستثناء بعض العشائر الأردنية التي تجذرت أصولها في محافظة الزرقاء كعشائر الغويريين والخلايله وبني حسن وغيرهم . وعليه فإن نسبة نجاح المرشح تكون وفق هذه المعطيات وفي ظل هذه الأحوال وفي حكم العلاقة والصداقة والتفاضل فقط بخلاف عشائر المحافظات الأخرى إذا ما استثنينا العاصمة عمان حيث تنسجم علاقة الناخب بالمرشح بحكم القربى والمحسوبية والعشائرية ، بيد أن هذه المعطيات أيضاً لها سلبياتها حيث لا يحالف الحظ العشيرة الواحدة التي يتنافس فيها عدة مرشحين من منطلق الغيرة والحسد والتحدي الأمر الذي يبعثرالأصوات هنا وهناك . هنا في محافظة الزرقاء ولدى إستقرائي لآراء بعض المواطنين والمواطنات تبين لي أن هناك تفاوت في طرح الأفكار والقضايا حيث إنقسم الناس لثلاث فئات . الفئة الأولى وهي شريحة واسعة جداً قررت عدم خوض غمار الإنتخابات بأي شكل من الأشكال وحجتهم في ذلك أن نواب الأمة وعلى مر الأعوام السابقة لم يخدموا المواطن بل خدموا مصالحهم الشخصية فقط وتنكروا تماماً لناخبيهم ولم يعيروهم أدنى إهتمام وضربوا بهمومهم ومشاكلهم وقضاياهم وطلباتهم عرض الحائط . أما الفئة الثانية فهي شريحة متحمسة جداً لخوض الإنتخابات النيابية وممارسة حقها الديمقراطي والإدلاء بأصواتهم يقيناً منهم أن الصوت أمانة ومن حق كل مواطن أن يمارس حقه الوطني بكل نزاهة وشرف ومن غير الممكن التزام جانب الصمت حيال هذا العرس الوطني الكبير وبعكس ذلك سيكون الباب مفتوحاً على مصراعيه لأصحاب الأصوات والضمائر المريضة والخسيسة لإنجاح نماذجاً غير مؤهلة لتمثيل المواطن الأردني تحت قبة البرلمان . وهناك فئة ثالثة من السيدات آثرن عدم المشاركة في هذه الإنتخابات نهائياً لعدم الجدوى وشريحة أخرى منهن تنظر إلى المجلس النيابي القادم بمنظار التفاؤل والأمل .
ومن المفارقات الغريبة التي واجهتني في هذا الإستقراء أن هناك أعداداً لا بأس بها من الرجال في محافظة الزرقاء تدعو إلى إنتخاب المرأة وتشيد بالدور الريادي الذي تلعبه المرأة في المجتمع وأنها أقدر من الرجل في تحسس هموم وقضايا المواطن ، وهناك فئة من السيدات تستهجن دخول المرأة في المعترك السياسي والإجتماعي والبرلمان وأن المرأة لها بيتها وما تيسر لها من العمل في حدود المعقول ويطلبن أن تترك هذه الأمور لمعشر الرجال فقط .
أعتقد أن لكل منا آرائه الخاصة به وهناك خصوصيات وميول في قضايا الطرح الأيديولوجي الذي قد يتأتى أحياناً مغايراً تماماً للواقع الحياتي المعاش بصرف النظر عن جدلية التناسب الفكري في منظومة التصور العام . فمثلاً وعلى سبيل المثال لا الحصر نجد كثيرا ًمن الناس تنساق وراء أهوائهم الخاصة بهم دون واعز من ضمير بغية الوصول إلى مآربهم وغاياتهم الشخصية بغض النظر عن العواقب الوخيمة التي قد تترتب على ذلك ،، وما أكثرهم . من هنا نجد أن لزاماً علينا أن نتخذ قراراتنا بوحي من إيماننا المطلق وبواعز من ضمائرنا وديننا الحنيف . إرتأيت فقط أن أبين هنا وفي هذه العجالة أهمية الدور الوطني المناط بكل منا خدمة لهذا الحمى العزيز وولاءاً لقيادتنا الهاشمية الحكيمة الملهمة . hamzehsaleem@yahoo.com الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 06-11-2012 09:18 مساء الزوار: 7177
التعليقات: 0
|