جديد الأخبار
عرار العرب ولكل
العرب
عرار الإخبارية.. الزيارات(110 ): ميرفت هليل عبر الزمن والمكان، تأخذنا رواية «سمرقند» للكاتب الفرنسي، من أصل لبناني أمين معلوف في رحلة مشوقة تمتزج فيها الأحداث التاريخية بالحب، الفلسفة والشعر، وتنقلنا الرواية بين زمنين مختلفين: القرن الحادي عشر في بلاد فارس، والقرن العشرين في زمن المفكر الإسلامي ورائد الحداثة وأحد دعاة الوحدة الإسلامية جمال الدين الأفغاني. ترتكز الرواية على تنوع الأحداث التي تعكس تعدد ثقافة الكاتب، حيث تجري الوقائع في مدينة سمرقند الفارسية (جوهرة آسيا) ويظهر فيها البعد التاريخي للدولة السلجوقية والشخصيات التي عاصرت ذاك الزمن، حيث تنتقل الأحداث في الرواية بين سمرقند، اصفهان، وقلعة «آلموت»مركز الدعوة الإسماعيلية شمال ايران. يقوم السرد على تقنية الراوي العليم، الذي يحمل اسم بنجامين لوسانج، وهو أمريكي الأصل، وهي تقنية تسمح للقارئ التركيز مع الشخصيات، وتقديم الأحداث والتفاصيل من زاوية واحدة مما يجعل القارئ أكثر انتباها». ولم تكن هناك مغالاة في التوثيق أو التخيل بل كانت طريقة لتوظيف كل من التاريخ والخيال بطريقة سردية محبكة، حيث مزج الكاتب بين قصص الحب ورباعيات الخيام مع الأحداث التاريخية، وجمعت الرواية بفصولها ما بين التاريخ، السياسة، الحب والتصوف فكانت رواية غنية بأحداثها وشخصياتها التاريخية المثيرة للجدل والتي كان لها دورا محوريا» في فترة الدولة السلجوقية. تنقسم الرواية إلى أربعة كتب: الأول: شعراء وعشاق، الثاني: فردوس الحشاشين، الثالث: نهاية الأعوام الألف، والرابع: شاعر تائه. في كتاب شعراء وعشاق يروي قصة عمر الخيام الشاعر النيسابوري، نابغة فارس والمولع بالعلم، الفلك، التنجيم، والفلسفة، والذي وضع في ذلك الوقت التقويم الفارسي بناء على طلب من الملك شاه، جاء إلى سمرقند تلبية لرغبة القاضي أبي الطاهر بوضع مخطوط سري لحفظ الرباعيات «رباعيات عمر الخيام»، والتي ترجمت لعدة لغات، «الرباعيات: هي قصيدة شعرية وتشكل قالب من قوالب الشعر الفارسي، وتتكون كل قصيدة من أربعة أبيات تتناول موضوعا معينا مع فكرة كاملة.. ومن الرباعيات: سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحر نادى من الغيب غفاة البشر هبوا املأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأسَ العمر كفُّ الَقَدر(*) من الشخصيات التاريخية المحورية في الرواية الوزير نظام الملك، وكان من أتباع المذهب السني وحارب المذاهب المتطرفة وأنشأ المدارس النظامية وجلب خيرة العلماء والشعراء، منهم: الغزالي، عمر الخيام، الأصفهاني، الشيرازي، وكان صديقًا لحسن الصباح وقريبًا منه ومعجبًا بعلمه، وعندما جاء الصباح إلى أصفهان أصبح أكثر قربًا» من نظام الملك. وأسس الصباح فرقة عرفت باسم «الحشاشين»، وتميزت هذه المجموعة بتكنيكاتهم الخاصة في تنفيذ الاغتيالات لتحقيق أهدافهم السياسية والدينية وكانوا يعتبرون أنفسهم محاربين مقدسين يدافعون عن الإسلام والإمامية. ولما علم نظام الملك عن أفكار حسن الصباح التدميرية وخططه في نشر مذهب الإسماعيلية ومحاولته حياكة الدسائس أصدر قرار باعتقاله فأصبح نظام الملك هو العدو الأول لحسن الصباح ولم تفلح محاولات عمر الخيام للإصلاح بينهم، وكان تأسيس حسن الصباح لهذه الطائفة كجزء من مخططاته لتوسيع نفوذه ونشر مذهب الإسماعيلية. وعمل على استخدام الحشاشين لتنفيذ مهامه السرية والاغتيالات، اتخذوا من قلعة «آلموت» التي تقع بوسط جبال الديلم في بلاد فارس، حصنًا لهم لأنها كانت قلعة حصينة منيعة يوجد بها طريق واحد لهذا كان من الصعب اختراقها .. ويلقي الكاتب الضوء على تاريخ الحشاشين وحسن الصباح الذي يعكس تعقيدات السياسة، الدين، والمرحلة الدموية المرعبة في تلك الفترة. والحقيقة، أن كلمة (الحشاشون) أطلقها الغرب على هذه الطائفة، وكانوا يقصدون بها فرقة منفذي الاغتيالات أو القتلة، وأصلها «Assasins « بالفرنسية «أساسنس» لكنها لما عُرّبت أصبحت تلفظ «حشاشون».. وبقي حسن الصباح في قلعة «آلموت» 35 عاما»ونفذت على يده في ذلك الوقت أعظم اغتيالات شهدها التاريخ، ليعرف بمؤسس الاغتيال السياسي في التاريخ. ويشتمل كتاب فردوس الحشاشين: «الجنة والنار هم في ذات نفسك» (عمر الخيام) ويتناول كتاب فردوس الحشاشين علاقة عمر الخيام بزوجته الشاعرة جيهان وأجمل قصة حب دامت لسنوات فكانت جيهان» تلتهم الزمن وعمر يحسوه». وفي هذا القسم يتم اغتيال ملكشاه من قبل حسن الصباح، وتتعرض سمرقند وفردوس الحشاشين قلعة «آلموت» لهجوم المغول بقيادة جنكيز خان، حيث هدمت مدن برمتها مثل: بكين، بخارى، وسمرقند، وفي هجوم آخر على القلعة تم تدميرها بالكامل على يد هولاكو حفيد جنكيز خان وظلت مكتبة قلعة «آلموت» تحترق سبعة أيام بلياليها، ويزعم أنها كانت تحتوي على أفضل ما حفظ من أسرار الكون ويعتقد أن مخطوط سمرقند قد هلك الآخر في محرقة «آلموت». أما كتاب نهاية الأعوام الألف وشاعر تائه «وقم ولسوف تطيل المنام» (عمر الخيام) وهنا يرتفع صوت الراوي بنجامين ليسرد تفاصيل رحلته إلى فارس بمساعدة صديق جده للعثور على مخطوط الخيام، ويلتقي بالقسطنطينية جمال الدين الأفغاني والأميرة شيرين التي ستصبح زوجته فيما بعد، وتتشابك مصائرهم في رحلة طويلة من التنقلات، تنتهي على ظهر سفينة «تيتانيك» بغرقها واختفاء مخطوطة سمرقند ونجاة بنجامين وشيرين من الموت، حادث غرق السفينة واختفاء المخطوطة في قاع المحيط يربط ما بين العالم القديم والعالم الحديث ويزيد الرواية حركة مثل أمواج البحر التي حملت أسرار الماضي وأسرار الحاضر. «رباعيات الخيام على الـ»تيتانيك».. زهرة الشرق تحملها زهيرة الغرب، ليتك ترى يا عمر اللحظة الحلوة التي كتب لنا أن نحياها» (*) ترجمة الشاعر المصري أحمد رامي.
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 30-08-2024 11:07 مساء
الزوار: 110 التعليقات: 0 المشاركة السابقة : المشاركة التالية
محرك
البحث جوجل
مجلة عاشقة الصحراء
عرار للتراث الشعبي العربي والعلاج بالاعشاب" البرية"::
مجلة المبدعون العرب التي تعنى بقضايا
التربية والتعليم والثقافة::
وكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية
العناوين المشابهة
الموضوع
القسم
الكاتب
الردود
اخر مشاركة
في استقلالك وطني لكَ شوكةٌ ردّت إلى ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
السبت 23-05-2020
«دراسات الشرق الأوسط» يصدر تقرير ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 06-08-2018
انطلاق فعاليات مهرجان الزرقاء الثقافي ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الثلاثاء 29-08-2017
أمسية في الزرقاء تناقش دور القصة ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الأحد 26-08-2018
مشاركة مميزة و متألقة لمركز تونس الدولي ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 17-06-2022
«دراسات الشرق الأوسط» يصدر كتاب «تركيا ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الإثنين 25-09-2017
لم تفقد مروءتها الخيام!
ثقافة وأدب وشعر
اسرة التحرير
0
الأربعاء 22-11-2017
غاستون باشلار بين الخيال المُخطّط ...
ثقافة وأدب وشعر
اسرة النشر
0
الجمعة 24-05-2024