عمان – سبع وعشرون لوحة فنية تتناول الواقع الفلسطيني والمجازر التي ارتكبت بحقه على امتداد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وصولا الى المجارز التي وقعت على شواطئ غزة.
هذا اللوحات كانت ضمن المعرض الفني الذي اقامه الفنان الفلسطيني عبدالرحيم واكد، اول من امس في منتدى الرواد الكبار بعنوان «تأملات في الطبيعة»، وافتتحه مندوبا عن وزيرة الثقافة بسمة النسور مدير برنامج مكتبة الأسرة د. احمد راشد، ومديرة المنتدى هيفاء البشير والمستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص والعديد من الفنانين.
تميل اللوحات ذات الاسلوب التعبيري الواقعي الممزوج بالتكعيبة التجريدية، وجميعها رسمت بالزيت وعلى القماش، تتحدث عن معاناة وواقع الشعب الفلسطيني وخصوصا شواطئ غزة، حيث قام الفنان برسم البيوت الفلسطينية القديمة، بيوت طبريا، والعرس الفلسطيني، وامراة مقدسية، من اجل التأكيد على اظهار الهوية والتراث الفلسطيني العربي قبل ان يوجد الكيان الصهيوني.
اما القلب النابض لفلسطين الاردن فقد رسم الفنان مهد الحضارات «جرش والبتراء وعمان القديمة والحديثة، وبائع السوس الذي يجوب الازقة، على انغام موسيقية»، كما حضرت بعض الدول العربية في هذه اللوحات مثل مراكب في نهر النيل، وحروف عربية «1-2»، وبيوت قروية في السعودية.
د. احمد راشد اشار الى ان المعرض يتضمن مجموعة من اللوحات الفنية تمثل عددا من الدول العربية بالإضافة الى الأردن، فهي تعكس معايشة الفنان على ارض الواقع، فهي بمجملها لوحات واقعية لمناطق عاش فيها ورآها الفنان.
قال واكد انه يرسم من الواقع الحياة التي يعيشها وكل ما تقع عليه عيناه، فهناك لوحات رسمت في فترات متفاوتة منها بيوت مثل لوحة «بيوت قروية 1-2-3-4-5»، وهي عبارة عن البيوت القديمة في السعودية حيث عاش هناك «20»، عاما وبقيت صورة هذه البيوت راسخة في مخيلته حتى قمت بافراغها على شكل لوحة فنية.
وعن عنوان المعرض اوضح واكد :لارتباط لوحاتي بالأرض والإنسان، مبينا انه ينطلق في اعماله من «ان المبدع هو الله»، فيما ظهرت المدارس الفنية قديما وحديثا للتعبير عن الطبيعة التي هي مصدر لي ولكل فنان يأخذ منها ما يوافق ادراكه، وإحساسه، مشيرا الى انه خلال الخمسين عاما بقى واكد محافظا على جماليات اللوحة وتجسيد المكان والزمان الاثري وما صنعه الانسان فيهما من حضارات.
الفنانة التشكيلية سامة الزرو التي حضرت المعرض واشارت الى العديد من اللوحات التي تناولت الواقع الفلسطيني وخصوصا ما يحدث على شواطيء غزة من منظور من عاش تجربة الشتات وشاهد المجازر؛ فهناك لوحة تظهر حجم المجازر التي وقعت على شواطئ غزة واخرى ترصد التهجير القسري للفلسطينيين؛ فهو فنان يعبر عن حياته وحياة الاخرين كما رآها.
وأشارت الزرو الى ان واكد قدم في معرضه لوحاته التي تتضمن الشتات الفلسطيني، بحرفة عالية فهو متمكن من معالجة المساحة في اللوحة فهو يرسم من قلبه؛ والفن اذ لم يخرج من القلب فهو ليس فنا.
ويذكر ان واكد الحاصل على دبلوم الدراسات الفنية من جامعة القاهرة اقام العديد من المعارض الفنية التشكيلية في دول كثيرة منها: معرض في القاهرة، وبينالي الاسكندرية، وحصل واكد على جوائز منها الميدالية البرونزية في معرض بينالي الاسكندرية، وجائزة مسابقة الحرب والسلام بالقاهرة ايضا. وقد عمل فترات طويلة في المملكة العربية السعودية مدرسا.