وإذ لا مجال هنا لتناول مختلف الميادين التي نشط موريس فيها، وتألّق، نتوقف بسرعة عند مغامرة الطباعة والنشر التي خاضها انطلاقاً من عام 1890، إثر شرائه مطبعة يدوية وتأسيسه في منزله "دار كيلمسكوت للنشر". مغامرة أثمرت كتباً رائعة، محدودة النسخ، اعتمد لطباعتها مواد ثمينة وحروفاً فنية صمّمها بنفسه وما زالت معتمَدة إلى حد اليوم. أما السياسة التحريرية للدار فتحكّم بها ذوقه الخاص، إذ تضمّن كاتالوغها كتبه، كتباً لرفاق دربه، مثل نصوص جون راسكين وقصائد روسيتي، وأيضاً أعمالاً كان يصفها بـالـ "أثرية". كتب استوحى خصائصها الشكلية من المخطوطات الرومانية (romanes) والغوطية، وهو ما يفسّر هوامشها المزيّنة بتشبيكات زهرية فاتنة تستحضر تلك التي تعلو ورق الجدران والسجاد الذي أنتجه.
باختصار، أبدع موريس في ميادين الفن والأدب والفكر والسياسة وحتى الاقتصاد، وكان أول مَن دعا إلى ضرورة إلغاء الحدود الفاصلة بين هذه الميادين، والاهتمام، من دون تمييز، بجميع الفنون التي "سمحت للبشر، على مرّ الزمن، بتجميل الأشياء المألوفة للحياة اليومية". دعوة التزم بها، وتبيّن ثمارها كم كان رائداً في مقاربته للفنون الزخرفية، نظراً إلى تبنّي عدد كبير من فناني الديكور والديزاين اليوم رؤيته لعالم يكون بمثابة "نشيد للتعايش والمجانية وتحقيق الذات وحب العمل المتقن والجمال. عالم أقرب إلى الإنسان والطبيعة، أقرب إلى أثر اليد منه إلى أثر الآلة".