أرهقتنا العروبة و أتعبتنا السياسة بحبال معلقة بين حقّ و باطل
بين حرب و سلام في منطقة ثائرة كبركان يحاربنا فيه الصديق قبل العدوّ الذي نشر أذنابه في عقر دارنا و أطلق حممه بيننا نحارب بعضنا البعض ووقف متفرجا يستمتع بشتاتنا و يرقص كشيطان مقهقه بهجرنا للدين. هي معركة الأمة بين ظلم حالك يقف بأساور قلعتنا ونور يسطع فاتح من بعيد بسيف الحقّ. كانت القواعد مقيتة ، أخقت رغبتنا في العيش و قتلت الأمل بحواجز شائكة ملغمة جعلتنا نرى أنه بيننا وبين الحرية مستحيل لن يتحقق. الشام كانت أولى محطات التحرير ، والتطهير من دنس الظلم و التكفير و الخراب. الياسمين عاد لأزقته معطرا ،فواحا يعانق حاراته بروح الحرية والسلام. كانت معركة ضنكة لم تكن سليمة في بدايتها كانت تنزف بإنتقام وحقد متعجرف. حملت كل الأعمار في كسر نور حريتها ،بكت فيها المرأة و الطفلة والرضيعة ،انقهر فيها الرجل والشاب والرضيع والشيخ. جرح الوطن لامس كل من وطئت رجلاه سورية . كانت النيران تلتهب كل نفس يريد السلام ،يريد أن يعيش ٱدمي على أرضه ، أن يكون ملتمما بين أحبته. عمر الفراق والشتات اشتد وامتد لسنين وجرح القهر والووجع والفقد تراكم لزمن. اليوم ضمدت جراح حتى لمن رحلوا ، وفتحت أبواب كل من اعتقلوا ،وتحررت ٱراضي لمن تكبلوا فكانت الحرية تمشي برغد وسلام في كل ربوع الوطن. كان الثمن باهظ لهذه الحرية العطرة ،كانت الضريبة مؤلمة ولكن الوطن كان يستحق هذا الإنجاز و هذا النصر.