|
عرار:
عربة اليوم الأول من أيام العيد ذهبت، وغادرت عربة اليوم الثاني، وجاءت عربة اليوم الثالث، فما أجملها من لحظات جميلة عندما نجتمع مع لفيف من الأحبة والأصدقاء والأهل والجيران بتبادل التهاني والتبريكات. ومن كان بعيداً ولم نصل إليه فواجباً أن نبادله التهاني والتبريكات عبر رسائل الواتساب أو غيره من مواقع التواصل الإلكتروني، وهي أدنى درجات التواصل لإظهار مشاعر الحب وأحاسيس الوداد الجميلة، لتلامس عنان السماء فرحةً بالعيد. على نقيض فرحة العيد .. تفاجأت بصفعة من شخص عزيز على قلبي عند معايدتي له بأسلته القاسية قائلاً لي: ثم اتبع حديثه قائلاً: كيف لي أن ابتسم في وجهك والعيد هو يوم مثله مثل سائر الأيام، فأنا أربأ بنفسي أن اتحول إلى طفل لا يستشعر بما يجري حوله! وما تعيشه الأمة من احداث مؤلمة! فليس بإمكاني أن اتجاوز همومي ومشاكلي بعيد قد حلّ وأتى، فهو أيام معدودة وستمر بسرعة وسنعود إلى ما كنا عليه! قلت له: قد يأتي العيد ليجدد محبتنا لأنفسنا التي ذابت في ملفات الهموم ودهاليز الأحزان وقضايا الأوجاع، فتلك الإفرازات السلبية التي حاصرتنا طوال العام اثرت سلباً على نفيساتنا وتعاملاتنا، فجاء العيد ليكون متنفساً لتغيير النفسيات وتلطيف الأجواء والتعايش مع اللحظات الجميلة. وجاء العيد لمحو رحلة الأوجاع والقصص المؤلمة في حياتنا ليجعل حياتنا مليئة بالتفاؤل، وينسينا ولو قليلاً التشاؤم المزعج، فالعيد من أجمل اللحظات وأرقها وأعذبها، فلماذا نشوهها بالعبوس والحزن؟! في يوم كله فرح ونشوة للسعادة ومعانقة الحياة. فكل لحظة تمر علينا يجب أن نستوقف فيها ذكرياتنا الجميلة بالبحث عن ماذا تحمل من كلمات الجمال وعبارات الوجدان برونق ولطف، فلنفرح بالعيد حباً ووداً ودعاءاً وسلاماً واشتياقاً لبعضنا، حتى تنطوي صفحاتنا من مآسي إلى لحظات جميلة. ولحظات التواصل أيام العيد مع من نحب هي أجمل تواصل إنساني جسدياً وروحياً، لأن فيه من التراحم والتعاطف وفتح صفحات من الحب وتجديد المودة مع اشخاص غابوا عننا طويلاً فلم نجدهم طوال العام إلا في هذه الأيام المباركة.! وجاء العيد لننثر عبير الياسمين على محيانا، ويكتب بعضنا إلى بعض رسائل السلام والاحترام وتبادل التهاني والتبريكات.. فكم نحن بحاجة إلى صور اللقاءات الحميمة لنلمس معاني الحب والمودة ونحرك إيقونة البهجة والسرور ونتذكر من أبعدتنا مشاغل الحياة عن لقاءاتهم لنقترب منهم أكثر فأكثر. قد لا يتواجد الكثير منبقلم الفرح في حياتنا على حد قول البعض، لكن من المؤكد هناك الكثير من الحياة والأمل، فالعيد لحظة جميلة لاكتشاف السعادة، والعيد فرصة للمحبة واعادة صياغة النفس ومراجعتها ونثر الحب والتسامح، ونعش الفرح بكل تفاصيله. ومضة: الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 06-06-2019 12:25 مساء
الزوار: 928 التعليقات: 0
|