|
عرار:
المعلم ليس موظفًا تنتهي عملية تقييمه ومتابعته ببرنامج حضور وانصراف أو مشرف ممر يلحظ دخول وخروج الطلاب، أو تدريس مادته وكفى، المعلم هو المسؤول عن عجينة الأرواح الغالية في الفصل، وعن صناعة أرواح الجيل القادم، بجدارة واهتمام وحب وإخلاص، المعلم لغة الثقة، وتعزيز المكانة، وإعطاء الصلاحيات التي تليق به.. المعلم هو الإنسان الوحيد الذي تتاح له من الفرص لخيانة الأمانة ما لا تتاح لغيره! هناك إمكانيات كبيرة يستطيع من خلالها أن يخون الأمانة، لو أراد ذلك! ولكنّه دائمًا وأبدًا لا يريد ذلك، لأنه إنسان قبل أن يكون معلمًا، ولا قيمة للأبراج العالية، ولا قيمة لناطحات السحاب، مثل بناء الإنسان، فهو القيمة الحقيقية في هذه الحياة. يقول أحد المعلمين: منذ ذلك اليوم راهنت عليها، فتكفلت برعايتها وبكل مايلزمها من مصاريف على نفقتي ومن مرتبي القليل، وعلى قدر ما أستطيع من أمور بسيطة تساعدها على التعلم، واتفقت مع مدير المدرسة على أن يتم إعادة تسجيلها بالمدرسة وكانت المفاجأة في نهاية السنة عندما ظهرت نتائج الاختبارات، كانت هي الأولى على المدرسة.!! وأثناء دخولي الجامعة مع صديقي مكثت بعض الوقت في الكافيتريا، فإذا ببنت شابه تحدق بي بشوق، وقد تغيرت معالم وجهها عندما رأتني، وأنا لا أدري لماذا تحدق بي بهذا التأثر؟ فسألت إبن صديقي إن كان يعرف هذه المرأة وأشرت إليها خُفية؟ فأجابني: نعم بالطبع، بالرغم من عمرها الصغير إلا إنها البروفيسورة التي تُدرس طلاب كلية الطب.. أنا البنت التي كنت السبب في رجوعها للمدرسة، وصرفت عليها من حرِّ مالك حتى وصلتُ إلى ما وصلت إلي اليوم! وذلك بفضل الله ثم رعايتك وإهتمامك وموقفك الإنساني الفريد، أنا إبنتك لمياء "بائعة الخبز"!! فكدت أن أقع مغميًا عليَّ من دهشتي وشدة تأثري من جانب، وفرحي بها من جانب آخر، ترويقة: ومضة: رابط: ✒️ صَالِح الرِّيمِي كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 04-10-2024 08:11 مساء
الزوار: 135 التعليقات: 0
|