|
الحلقة السادسة من شاعر المليون :جو اتسم بالمفاجآت.. وقصائد انغمست في السياسة وفي هموم الوطن والإنسان
عرار: في الحلقة الـ6 والأخيرة من المرحلة الأولى من "شاعر المليون 5" .. جو اتسم بالمفاجآت.. وقصائد انغمست في السياسة وفي هموم الوطن والإنسان .. شعراء حمّلوا نصوصهم التاريخ والحضارة ...الدهيّم وبن قمرا المري يتأهلّان عن الحلقة الـ5 من خلال التصويت ...لجنة التحكيم تؤهل غازي المغيليث العتيبي وخالد الهبيدة العازمي عن الحلقة 6 عرار :حلقة أقل ما يمكن القول عنها إنها مُدهشة، مع تألق وإبداع الشعراء الذين شاركوا في الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى من مراحل مسابقة "شاعر المليون" بدورتها الخامسة، والتي نقلتها على الهواء مباشرة قناة شاعر المليون وقناة أبوظبي ـ الإمارات. مع انطلاق الحلقة السادسة التي تميزت ليلة أمس 7/2/2012 بالتألق وبالحضور وبالشعر الجميل؛ التقى الإعلامي عارف عمر في فقرة التحليل مع د. ناديا بوهنّاد لتتحدث عن الشعراء الثمانية المشاركين في تلك الحلقة، وهم: الكويتيان خالد الهبيدة العازمي وماجد لفي الديحاني، والسعوديان عاطف الحربي وغازي المغيليث العتيبي، والبحريني عبدالرحمن خالد المدفع، والعماني فيصل الفارسي الجنيبي، والإماراتي محمد أحمد بالعلا الحارثي، والأردني مدالله سليمان الحويطي. وحسب نتائج الاختبارات التي وصلت إليها د. بوهنّاد عن الشعراء تبيّن لها أن خالد الهبيدة العازمي قائد اجتماعي مخاطر ومكتشف ومتواضع، أما عاطف الحربي فهو اجتماعي ومبدع، معتد بنفسه وملاحظ، يحب الأضواء، ويشد الناس دائماً بتصرف أو بكلام، في حين بدا لها عبدالرحمن خالد المدفع ملاحظاً جيداً وغير متصنّع، وهو عملي ومتذوق للفن ولطيف وملفت للنظر، ولا ييأس إذ أنه يحاول باستمرار، غازي المغيليث العتيبي وحسب نتائج الاختبار تبيّن أنه منظّم، وهو مستقل بطبعه، غير أنه يعتقد دائماً أن طريقته هي الصح، كما ظهر فيصل الفارسي الجنيبي أنه منظم أيضاً، وهو إلى جانب ذلك اجتماعي ومقدام وممتع، كذلك بدا ماجد لفي الديحاني منظماً واجتماعياً، وهو منتج ومبتكر ويملك مهارات للتواصل، لكنه عنيد، محمد أحمد بالعلا الحارثي يقوم بما هو مناسب أن يقوم به، وهو يحب قوننة الأمور، كما أنه مسؤول ومهني ويقاوم الصدمات التي يمكن أن يتعرض لها، وأخيراً يبدو مدالله سليمان الحويطي بأنه خدوم، ولديه مبادئ صارمة، وهو روحاني وحركي وواضح، ويمكن أن يجذب الجمهور، لكنه متحفظ. وبالعودة إلى المسرح رحب حسين العامري وحصة الفلاسي بأعضاء لجنة التحكيم د. غسان الحسن، سلطان العميمي، حمد السعيد، ثم تم عرض تقرير عن الحلقة الماضية من المسابقة وعن الشعراء الستة الذي كانوا بانتظار التصويت التي منحت الفوز لكل من مشعل دهيّم من السعودية بدرجات وصلت إلى 67%، وحمود بن قمرا المري الذي حصل على 61%، فيما غادر الشعراء الأربعة البقية المسابقة على أمل أن يكون النجاح حليفهم في القادم من أيام، وهم الذين أكدوا أن ذلك بدأ بالتحقق منذ اللحظة التي ظهروا فيها على مسرح شاطئ الراحة. العازمي.. شاعر محترف مع الشاعر خالد الهبيدة العازمي من الكويت أصبح لكل مقام في الحلقة مقال، وكان المقال هو الشعر ولا شيء سواه، ومما جادت به قريحته ليلة الأمس: ياداني الليل دام الصبح مسك الختام بسامر البوح عن وحشتك وسهر معه بعانق الحلم في عين الرجاوي مدام للحين باقي بصدر ايام عمري سعه مديت للجرح كفيني وطار المنام سرابي العمر وظروف القدر تدفعه اشعلت شمعه وسولفك الوله للملام تمتم لي ابصوت حزنٍ ماقدرت اسمعه ومما قاله د. غسان الحسن عن القصيدة إنها غاية في الجمال، وكتلة من التصوير الشعري، فتميزت بوجود صور ممتدة، أي أن كل 4 أو 5 أبيات شكّلت صورة واحدة، إلى جانب وجود صور جزئية في ذات الأبيات، وقد جاء التصوير كثيفاً، لكن الشاعر كان حذراً من الوقوع في الغموض، لذلك وقف عند عتباته، وفتح نوافذ تشف عن الموضوع الأساسي، كما جاء في البيت (نبتت غصون الحزن وجروح بعده حمام/ هديله البين وعيون الشعر تدمعه) الذي يشف عن معانٍ جميلة، وما يميز أبيات النص أنها متماسكة وواضحة من ناحية الموضوع ومن الناحية الفنية كذلك، سيما وأن الشاعر اختار قافية (العين) الصعبة التي تتطلب سعة في المفردات، ومن مشيراً أن حروف العين هو من الحروف النُّفَّر التي يبتعد عنه الشعراء. من جهته أثنى سلطان العميمي على الشاعر وعلى نصه بالقول: بداية هذا المساء مسك، وأضاف: إن القصيدة مكتوبة بحرفنة، وفيها تماسك ووعي ونضج، وتبرز قوتها في الصياغات وفي الصور الشعرية المكثفة، ثم إن القصيدة تنتمي إلى أسلوب الشاعر ذاته، ولأن الموضوع ليس فيه تطور درامي لهذا اعتمد الشاعر على الصور التي ميزت القصيدة، مثل (صب الدفا في خفوقن بين. عوج العظام/ يحوفه البرد واكفوف الشتا تلسعه). فيما أشار حمد السعيد إلى ذكاء الشاعر لأن تلك القصيدة هي أول قصيدة عاطفية في هذه الدورة من المسابقة، إذ أن الشعراء الآخرين السابقين كانوا قد ذهبوا إلى موضوعات أخرى غلب عليها موضوع الربيع العربي، وبرأيه أن المطلع (ياداني الليل دام الصبح مسك الختام/ بسامر البوح عن وحشتك وسهر معه) يدل على شاعرية الشاعر، فيما يدل البيت (تعال عذرك كريم ودمعتينك حشام/ تعبت ارتب سؤال الغيبه المفجعه) على الجمالية، ولفت السعيد إلى البيت المتميز (امطرت من فوقها حبر وشعور وغرام/ إلين بيّن علي وجه الورق منقعه)، وإلى البيت (نبتت غصون الحزن وجروح بعده حمام/ هديله البين وعيون الشعر تدمعه) الذي فيه صورة ممتدة تدل على الفصول، وهي مسألة اكتسبها الشاعر من بيئته، حيث أن الصورة في البيت تدل على أن الحبكة هي حبكة شاعر، وكذلك النص لا يكتبه إلا شاعر. ومن الأمور التي لاحظتها د. بوهنّاد على العازمي من خلال حضوره على خشبة المسرح حركة يديه اللتين كانتا معبرتان عما جاء في النص، لكن عض الشاعر على شفته وضغطه على يديه إنما كان يدل على ترقب وعدم راحة لم يذهبا إلا بعد أن تنفس وابتسامة. نص الحربي.. نقاء وانفراد الشاعر السعودي عاطف بن سعد الحربي ألقى نصه "قبلة الشعر" الذي قال في فاتحته: أنا وريث القصيد وكل حيٍ يطلب الثار لي في الكتابة حياة ولي بها موته شريفه الله خلقني وسوّاني كذا ما كنت ابـَ اختار والحمدلله ما اعطاني أبد شي واعيفه جيت ووصايا هلي زاد المسافر وين ما طار عيني على البيرق اللي فالسما يغوي رفيفه هذا الفضا رحب ما بيني وبينه ليل واسوار والشاعر اشتاق للتحليق وحموله كليفه فقال عنه سلطان العميمي إنه من النصوص التي لا هي مباشرة، ولا هي غامضة ومتكلفة، فذلك النص متوازن، وهو أمر لا يتيسر لكل الشعراء، أما المطلع (أنا وريث القصيد وكل حيٍ يطلب الثار/ لي في الكتابة حياة ولي بها موته شريفه) فيفتح أبواباً كثيرة للتأويل، وفيه ما يلفت النظر، ومن الممكن القول إن المطلع مجنون وجميل، وثمة ذكاء في صياغة الفكرة التقليدية، حيث أوجد الشاعر نفسه في كل عنصر من عناصر النص، وهو ما أعطاه التميز، مشيراً إلى أن الأبيات الجميلة فيه كثيرة مثل: (واسأل عن اللي أشوفه في وجيه الناس الابرار/ ليه أتذكّر معه زايد وابن زايد خليفه؟)، أما الشطر (لي في الكتابة حياة ولي بها موته شريفه) ففيه دلالة على علاقة الشاعر بالشعر والتي تعتمد على الكتابة، أما الشطرين (شاعر ولي في عيون اللي قروني دمع واسرار)، و(أشيل همّ الجميع ليا كتبت لنفسي امرار) فإنهما يعكسان النظرة إلى الحياة وإلى الآخرين، ويدلان على أن الشاعر كائن بصري. حمد السعيد أكد من خلال رأيه أن عاطف تخلى عن أسلوبه الحداثي والرمزي الذي عرفته اللجنة به، وذهب إلى أسلوب أروع وأجمل، فكتب شعراً نقياً، وبأسلوب منفرد حتى وإن كان الموضوع تقليدياً، ولفت السعيد إلى البحر الذي اعتمده الشاعر، فهو خاص بالمحاورة، حيث استخدام بحراً أطول من الهجيني، والكثير من الشعراء لا يستطيعون الكتابة على هذا البحر، وقد بدا التجانس بين الصدر والعجز في النص واضحاً، كما أشار إلى بيت الختام (ما اقول أنا شاعر الدنيا واللي ما بعد صار/ أقول انا من بـ وجه السيف كان الورد سيفه) الذي اعتبره جميلاً، وجاء بمثابة قفلة متميزة من شاعر مميز. د. غسان أشاد بالنص الذي استخدم فيه الشاعر أسلوب الاستقصاء والإحاطة بالشعر وبالمسابقة وبأجوائها، حتى أنه في مدح الإمارات استخدم دلالات زمانية ومكانية، فأجاد الشاعر في ملء النص بالصور الشعرية، مما أثراه بشكل منقطع النظر. فيما وصفت د. ناديا حضور الحربي بأنه كان جيد الحضور، وكانت لديه ثقة واعتداد بالذات اتضح من خلال النظرات، أما حركات يديه فجاءت كمن كان يريد القول من خلالهما: أنا أولاً، وهذا يطابق ما جاء في النص من نرجسية. وقفة خليج عظيم.. رأي سياسي الشاعر البحريني عبدالرحمن المدفع وقبل أن يلقي قصيدته "وقفة خليج عظيم" الذي قال في بدايته: التجارب عمار القاع لّي أمست رميم نستفيد العبر من جملة آثارها والمواقف عن المستور تنفي السديم تنكشف للنواظر غامض اسرارها المطالب ذريعة والنوايا هشيم واضح وش تطورها وتيارها مر عامٍ على المصاب الجسيم واكره من المصيبه حفظ تذكارها كان قد قدم عرضة بحرينية، ثم بدأ بقصيدته التي قال حمد السعيد عن قائلها بأنه شاعر متميز، أما النص فقد كان بمثابة رد جميل للبحرين ولأبناء الخليج، مركزاً السعيد على البيت (وانتخى خادم البيتين نعم الزعيم/ حين شاف الخبيثه جالت انظارها)، وأكد أن في ذلك البيت رمزية واضحة. في حين رأي د. غسان أن القصيدة جميلة جداً، وتنم عن وجود أناس وشباب قلوبهم على البلد، وفي النص تحسس الشاعر الألم في البحرين، وهو الذي ذهب إلى أسباب ذلك، وإلى كيفية العلاج سواء بالرأي أو بالتطبيق، كما حمل النص طروحات حماسية، وتصوير شعري جميل تمثل في البيت (والقناعه تجاره ما تريح لئيم/ من ظفر باللآلئ عاف محّارها)، أما عبارة (من ظفر باللآلئ عاف محّارها) فيمكن أن تدرج على الألسن، أما ما جاء في الشطر الأول من البيت الثالث (المطالب ذريعة والنوايا هشيم) والشطر الأول من البيت السابع (عاثوا بها فساد وخلفوها جحيم) فرأى أن فيه تكراراً في المعنى يبرره الحماس، وهو تكرار بدا أيضاً في الشطر الأول من البيت الثاني (والمواقف عن المستور تنفي السديم). فيما رأى سلطان العميمي أن القصيدة جميلة، وفيها توازن، حيث لم يطغَ الموضوع على الشاعرية، كما في النص إضاءات وإشراقات جميلة، فيما اختزل البيت (وقفة شرفتنا.. ضربةٍ في الصميم/ أزمة وحدتنا حدة اضرارها) الكثير مما يمكن أن يقال في وحدة منظقة الخليج. وعن حضور عبدالرحمن المدفع على المسرح قالت د. ناديا إنه جميل وفيه ثقة، وقد تفاعل الشاعر مع القصيدة، فيما كانت تدل طريقة جلوسه على الاستعداد. هل ابتكر العتيبي وزناً؟ الشاعر السعودي غازي المغيليث العتيبي ألقى نصاً قال عنه د. غسان إنه جميل، وقد بدأ العتيبي نصه بالمطلع: يا حادي العيس حذّ الخيل والمسرى تواريخ ومشاهير الشعر صفّد جناحين الغياب بشرهتينٍ سرمديه لو كنت تملك عروش الأرض مالك في القضا ناقه ولا طير واخاف تفرض على انفاس الحياه انفاس ناس مخمليّه وأخاف تقطع يدين الكادحين وتقبض أرواح العصافير ويستوطن الكذب في صدق المسيح ودمعتينٍ مريميه وانا أتحمل غثا الشارع وتدرشين الفقارا صبح وعصير واتوزّع هناك وهنيا قضايا داخليه خارجيه وأضاف د. غسان: إني أرى في البيت (الناس راسين راسٍ يحمل أصحابه وله مبدا وتأثير/ وراسٍ يحملونه أصحابه زوايد عفش مع حمل المطيه) من المعاني ما يملأ صفحات، ثم إن الوزن طويل جداً، وهو إما أنه يستعمل في المحاورات، أو أنه من ابتكار الشاعر، وهو وزن يفرض على الشاعر ملء النص مع الحذر من الحشو، لكن العتيبي نجح في كتابة نص ليس فيه ترهلاً أو حشواً، كما جاء متماسكاً سواء من ناحية بناء الأبيات أو من ناحية النص ككل، أما الموضوع فجميل لأنه يذهب إلى تأييد الإيجابيات، وثمة أبيات غاية في الجمال مثل (وأتشكل دروب بعض احيان واحياناً مقاسات ومعايير/ لجل الفراشات تلقى مع شياطين البشر لقمه هنيّه)، حيث فيه تصوير بأشكال مختلفة، كما استعان الشاعر في نصه بالموروث الديني والشعبي مثلما ورد في الشطر الثاني من البيت الثالث (ويستوطن الكذب في صدق المسيح ودمعتين مريميه)، وفي الشطر الأول من البيت التاسع (وأنا تعلّمت من قصة نبي الله وأولاده مع البير)، وفي الشطر الثاني من البيت الأخير (لطفاً تشبّعت من قصة كليب وقيس وليلى العامريه). سلطان العميمي أشار إلى الأسلوب الخاص الذي يميز الشاعر ويميز نصه وزناً وموضوعاً، فقد جاء النص مزيجاً جميلاً من ناحيتي الثقافة والعمق، وكُتب بنفس شفافة ونقية، أما البيت (الله رزقني قصيد وقلت ويش الراي قالوا خص فالخير/ الشعر دوار فيه القادمين من اليسار الأفضليه) فشطره الأول قمة في البساطة، وشطره الثاني يحمل صورة شعرية جميلة، مثلما جاء الشطر (وأنا تعلّمت من قصة نبي الله وأولاده مع البير) عادياً، لكنه اكتمل بالشطر الثاني (أن الخيانة فضيله عند من ترتاح نفسه للأذيه)، وهي صورة من أجمل ما يمكن، وأبدع الشاعر كذلك عندما قال (الناس راسين راسٍ يحمل أصحابه وله مبدا وتأثير/ وراسٍ يحملونه أصحابه زوايد عفش مع حمل المطيه)، فهو بيت يوزن بالذهب، وبالتالي فإن كل ما في النص يستحق الوقوف عنده. وهذا ما أكده حمد السعيد، مشيراً إلى تميز الشاعر ذلك المساء، فالنص يبرز ذات الشاعر وإنسانيته، كما تتضح وحدة النص، أما المدخل (يا حادي العيس حذّ الخيل والمسرى تواريخ ومشاهير/ الشعر صفّد جناحين الغياب بشرهتينٍ سرمديه) فهو يعطي انطباعاً عن المخزون اللغوي، فيما انعكست ثقافة الشاعر في عدة أبيات منها: (يا كثر ما قلت يا بن آدم تجبّر والبكا شيخ العقاقير/ يمكن يغرس البكا في خدّج الاحلام سيرة عبقريه)، ورأى السعيد أن كل بيت من الأبيات قصيدة. والشاعر غازي المغيليث العتيبي حسب د. بوهنّاد كان حضوره جيداً مع أن الضغط النفسي بدا عليه، لكن إلقاءه دل على الثقة بالنفس، وعلى حب المنافسة، وتمثلت مشكلته في تعبيرات الوجه التي كانت جامدة، أما حركات الرأس فكانت تدل على الترقب، وعلى القلق الداخلي. "رسالة" الجنيبي زاخرة بالمعرفة "رسالة" الشاعر العماني فيصل الفارسي الجنيبي حملت في مضمونها العلاقة التي تربط بين سلطنة عُمان والإمارات، وقال في أبياتها الأربعة الأولى: سمحان طالع من جِدى عمان مرسال ينصى حفيت اللي تزايد حنينه من كثر ما شوقه على الصدر ينهال تسمع ورا تقويس ضلعه ونينه حنّا جسد من مسك ما هو بصلصال رغنا الهواري وجمعتنا سفينه ريالنا درهم ودرهمكم ريال واحساسكم في مهدنا راضعينه وفي كناية عن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيّب الله ثراه - ، قال الشاعر: شيخٍ يغلّف روحه لبسمة اطفال لجل اليتيم يقول تسلم يمينه ومما قاله سلطان العميمي: إن القصيدة بموضوعها جاءت متماسكة، وقد حفلت بصور شعرية مميزة، كما توجد فيها خصوصية ودلالات تاريخية ومكانية وأسماء أعلام تجمع بين البلدين، ولهذا فإن من يسمعها أو يقرأها يعرف بأن كاتبها عماني وبأن المقصود هو الإمارات، كما كان المطلع مميزاً (سمحان طالع من جِدى عمان مرسال/ ينصى حفيت اللي تزايد حنينه)، حيث في البيت استحضار معلمين متواجدين في السلطنة وفي الإمارات. وبالنسبة لحمد السعيد فقد كان فيصل هو بطل الشعر في تلك الأمسية، إذ تكامل الشعر مع الحضور المسرحي لذلك الشاعر الذكي الذي يمتلك روحاً وطنية ساهمت في إنجاب نص شامخ ذو طعم جميل، وما يؤكد وحدة البلدين عدة أبيات مثل: (يقول أنا نبعي لو يفيض شلال/ منتوا بقبل اخوانكم شاربينه)، و(وإذا ظما فيكم من القيض ريّال/ حتة تنوف يجف معنا معينه. د. غسان الحسن صنف الشاعر بأنه كان ملتزماً في نصه الذي يحمل رسالة واضحة عن وحدة البلدين والشعبين، وهو ما أثبتته مفردة (سفينه) التي جاءت في البيت الثالث وفي البيت الأخير، حيث تميزت صنعة الشاعر في الذهاب إلى تشكيل صورة تدل على تلك الوحدة، وكان ذلك جزءاً من جماليات النص، كما كتب عن (ماجان) الحضارة التي تجمع بين البلدين، وحين اختار الشاعر مفردة (ناقشينه) فإنه وُفِّق في اختيارها، وهي إشارة للدلالة على الحضارة السومرية التي اهتمت بنقش تاريخها على الرقم، وختم د. غسان بالقول: إن النص جميل وزاخر بالمعرفة. ومن خلال تحليل د. ناديا لحضور الجنيبي على المسرح فقد رأت أنه شجاع وكله ثقة، وقد أمتع الجمهور، وأثر فيهم لدرجة أنه جعلهم يقفون لما جاء في نصه. المطيري ونصه الشامخ الشاعر الكويتي ماجد لفى الديحاني المطيري ذهب إلى نص لم يذهب إليه شعراء "شاعر المليون"، ويدور موضوعه حول السيدة عائشة أم المؤمنين، فقال في بدايته: أشرقت شمس الطموحات في وجه الظلام ابتسم للنور وارتاح يا الصدر الحزين لا تضم الضيق واترك شعور الانهزام شوفني في محفل الطيب مدّيت اليمين يوم بانت راية الشعر شدّيت الحزام وارتخى صوت الهزايل وطوّقت الثمين ياقصيدي قبّل المجد عدّاك الملام المعاني ساميه وانت صيّاد السمين وقد اعتبر حمد السعيد النص شامخاً لأنه بمثابة رسالة ذات موضوع مغاير نحن بحاجة إليه، رداً على التيار الصفوي الذي حاول ويحاول تشويه صورة أم المؤمنين، وبالتالي فإن النص يليق بمنبر شاعر المليون، فيما تدل بداية النص الجميلة على حضور الشاعر وعلى شاعريته، ومن جهته رأى د. غسان أن القصيدة انقسمت إلى قسمين، القسم الأول حلق في الشاعرية، والقسم الثاني جسد الفكرة من خلال الإحاطة بالموضوع، وبأخلاق أم المؤمنين، وبوظيفتها الاجتماعية في الإسلام، فأحسن الشاعر في اختيار المعاني والأساليب البلاغية التي تمثلت في الشطر (عايشه يا عايشه بيننا قدر ومقام)، فتكرار المفردة يدل على اسم العلم وعلى المعنى اللغوي، وفي ذلك التكرار تورية، سواء كان المعنى واحداً أو لكل مفردة معنى، كما جاءت في النص تورية أخرى وهي: (دوم تروين الاحاديث لصدورٍ حيام) ومفردة تروين تأتي بمعنى ري الظمأ ويمعنى الرواية كذلك، لكن د. غسان انتقد اقتباس الشاعر الآية (إفك مبين)، حيث رأى أنه أضعف البيت، لأن الشاعر لم يذهب إلى الآية مباشرة إنما أدخل قبلها ثلاث كلمات. ومما قاله سلطان العميمي أن أمسية البارحة كانت بموضوعاتها متميزة ومهمة، شأنها في ذلك شأن قصيدة ماجد المتميزة في بنائها وفي الشاعرية التي لم تغب عنها، وهي التي جاءت متوازنة مع الصور الشعرية الجميلة جداً. وعن حضور ماجد لفي الديحاني على المسرح قالت د. ناديا إنه كان جيداً، حيث تفاعل مع الجمهور، وكانت ثقته بنفسه حاضرة، ومن خلال جلسته بدا أنه مرتاح، أما حركات يديه السريعة فقد كانت محاولة منه للهروب من تحليل شخصيته. الحارثي.. وترصيع الذات الشاعر الإماراتي وأحد طلبة أكاديمية الشعر محمد أحمد بالعلا الحارثي ألقى نص "سمو الذات" الذي جاء في مطلعه: يا فرصة الحاضر وحلم الأمس في ليلي الطويل شرعت لك صدر الطموح اللي طرق باب السحاب وهزيت لك جذع الأماني في شواهيق النخيل أنوي من ثمار القوافي اليانعة قوت وزهاب تعبت أغرس الوعود اليابسة بليّا حصيل وابطيت أسقيها عتاب الحبر من قيد الغياب ومليت أقرا في دفاتر هاجسي كلمة رحيل ما دام أقلامي وفت يوم الأمل بالحلم خاب وقد أشار د. الحسن إلى أن موضوع النص مطروق، لكنه جاء بثوب جديد، كما جاء مجمّلاً ومرصعاً بفنون البلاغة، وقد تميزت فيه عدة أبيات مثل: (وهزيت لك جذع الأماني في شواهيق النخيل/ أنوي من ثمار القوافي اليانعة قوت وزهاب) الذي تضمّن مفردة من آية قرآنية من أجل تجميل المعنى، بالإضافة إلى (يا لين صاحت مهرة المليون ابصافي الصهيـل/ تبغي الذي لا أخروا الفرسان يطربه الذهاب) ذلك البيت الذي يحمل تصويراً يدل على الصوت، والبيت (ويوم إنني نخيت الزميل لوجهة الشاعر دليل/ كسر مجاديف الفكر وأقفى وانا بعين الضباب). ثم أشاد العميمي بحضور الحارثي الجميل على المسرح، مؤكداً أن المسابقة تعطي فرصة عادلة للجميع، وحول القصيدة قال: إنها متميزة، حيث خلط الشاعر بين موقع المسابقة في ذاته وبين من لم يفز من الشعراء، وجاء النص كتلة واحدة بصور متميزة، وختم السعيد بطرح عدة أسئلة واستفسارات على الشاعر حول مقاصده من إيراد بعض المفردات في النص. والشاعر الحارثي برأي د. ناديا كان حضوره المسرحي جميلاً على الرغم من أنه الأول بالنسبة إليه، كما كان حماسياً، وعبر عن مضمون نصه من خلال حركات جسده. "رمضا" الحويطي.. صياغات، صور، لغة مدالله سليمان الحويطي من الأردن كان آخر شعراء الأمسية، وهو الذي ألقى قصيدة "رمضا التجاهل" للشعر كلن يحضر قدحت زناد الفتيل ومن يبهر دلته لازم عليه يذوقها ومن زرع زرع وتعنّى يبشر بجنى الحصيل وان تركها للهبايب حدها شاقوقها حجة الشاعر قصيد وشاطي الراحه شليل والقضاة قبال عينك لا بدا منطوقها واحتوى صدر المعاني بوح جيل ونوح جيل وروحن بي يم ديره كل ابونا نتوقها في تلك القصيدة انتقل الشاعر من موضوع إلى آخر حسب رأي سلطان العميمي لكن الانتقال كان موفقاً، فيما حمل النص صوراً شعرية تؤكد على شاعرية الشاعر الذي جاء بمفردات خاصة ببيئة مثل (شاقوقها)، و(وسمها)، وهو الأمر الذي نوّه إليه حمد السعيد، كما أشار إلى أن الشاعر جميع بين البيئتين الريفية والبدوية اللتين ينتمي إليهما، ورأى السعيد صوراً جميلة في النص. وختام الآراء النقدية وجهها د. غسان الذي قال: إن القصيدة جميلة بصورها وبصياغاتها وبلغتها، وقد تمثل الجمال وبانت الروعة في عدة أبيات منها البيت: (واحتوى صدر المعاني بوح جيل ونوح جيل/ وروحن بي يم ديره كل ابونا نتوقها) الذي فيه صورة جميلة جمع فيها الشاعر بين مفردتي بوح ونوح، فهما جناس غير تام، و(جيت من رمضا التجاهل جيت ادوّر لي مقيل/ محتزم من فوق حمرا وافيات فروقها) فعلى الرغم من أن الرمضاء طاردة إلا أن الشاعر يريد البحث فيها عن مقيل كمنطلق جديد للشعر، و(وارده ترزم رزيم وظامية للسلسبيل/ عقبت كل الهماج وناشفات عروقها)، و(تارك الظلما وراي ومختصر درب طويل/ يوم شمسك يا بن زايد بشّرت بشروقها)، أما البيت (انت يا محي القلوب اللي بداخلها قتيل/ خلها تنبض قصيد وينتعش طاروقها) الذي مدح من يقوم على المسابقة؛ فهو شاعري ورائع. ومن الصفات التي وجدتها د. بوهنَاد في مدالله أن حضوره المسرحي كان جيداً، وقد كان مرتاحاً في جلسته، وبان على الخشبة حركياً وحماسياً، وقد اتضح اعتداده بنفسه من خلال العلم الذي اتشح به. مع ختام الحلقة أعلنت حصة الفلاسي وحسين العامري عن نتائج الشعراء المتنافسين، حيث فاز الشاعر السعودي غازي المغيليث العتيبي بالدرجة 49 التي منحته إياها لجنة التحكيم، فيما منحت الشاعر الكويتي خالد الهبيدة العازمي 48 درجة. أما بقية الشعراء فقد حصلوا على درجات أقل، وهي: 47 درجة للشاعر عاطف الحربي، و44 درجة للشاعر عبدالرحمن خالد المدفع، و47 درجة للشاعر فيصل الفارسي، و45 درجة للشاعر ماجد لفي الديحاني، و43 درجة للشاعر محمد أحمد بالعلا الحارثي، و44 درجة للشاعر مدالله سليمان الحويطي، وبالتالي سوف ينتظرون أسبوعاً، ويترقبون تصويت جمهور الشعر لهم. وتم التنويه قبل وضع شارة البرنامج عن أن أولى أمسيات المرحلة الثانية الـ24 التي ستبث اعتباراً من الأسبوع القادم سيتواجد فيها ستة متنافسين، وفي تلك المرحلة سيطلب من كل شاعر قصيدة حرة الوزن والقافية والموضوع، لا تقل عن 10 أبيات، ولا تزيد عن 15 بيتاً، كما سيخضع الشعراء لاختبار في فن التخميس الخاص بالشعر الفصيح، والذي يختلف عن فن المخومس في الشعر النبطي. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 08-02-2012 09:51 مساء
الزوار: 1821 التعليقات: 0
|