|
عرار: في الحلقة الرابعة من "المغاني" على قناة أبوظبي الإمارات .. الأغنية الوطنية.. الواقع والمأمول ...بعض الشعراء همهم التكسّب.. وأسماء كبيرة وقعت في الفخ عرار : إذا كان الشعر مهماً فإن البحث في أصوله ومنابعه وتطوره ليس أقل أهمية وشأناً، ففي الحلقة الرابعة من برنامج "المغاني" كان الحديث عن الأغنية الوطنية باعتبارها شعراً، فهل استطاع كتّاب الأغنية والشعراء العرب في راهننا تقديم نتاج على مستوى الوطن والشعب؟ وهل وصل ما كتبوه إلى المواطن العادي؟ أم ظلت الأغنية أكبر من الحلم، وأبعد من الواقع؟ وكم استغل البعض مناسبات وطنية ورموز وكتبوا فقط من أجل التكسب؟. أسئلة كثيرة طرحت في هذا السياق، وقد أجاب عن بعضها أهل "المغاني" وهم بندر رعد المستشار الثقافي في أكاديمية الشعر، ود. ميثا الهاملي عضو لجنة المحتوى في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وخلف السلطاني مؤسس شبكة شظايا أدبية ومسؤول وكالة أنباء الشعر، والشاعر السعودي المعروف عبدالرحمن الشمري، وبحضور د. ناديا بوهنّاد التي استكملت حديثها في شخصية الشعراء الثمانية الذين شاركوا في الحلقة الرابعة من "شاعر المليون"، مشيرة إلى أنهم لم يكونوا قلقين أو مرتبكين، إنما ظهر التصنع على بعضهم. أما الشاعر والإعلامي عارف عمر مُعد برنامج شاعر المليون فقد أدار الحديث بمقدرته المعهودة في الجلسة الرابعة من "المغاني"، التي عرضت ليلة أمس الأربعاء على قناة شاعر المليون وقناة أبوظبي الإمارات، لكن قبل الدخول إلى محور النقاش الأساسي سأل عارف د. ميثا عن انخفاض نسبة المشاركة النسائية في "شاعر المليون" والتي تمثلت بحضور شاعرتين فقط في هذه الدورة الخامسة، إحداهما الشاعرة العمانية أصيلة المعمري، والثانية هي الشاعرة الأردنية نور أبوزيد، فأشارت د. ميثا إلى أن السبب يعود أساساً إلى العادات والتقاليد المجتمعية التي تحكم المرأة، وخصوصاً في منطقة الخليج، فثمة مخاوف وهواجس مختزنة في عقل المرأة عما يمكن أن ينتج عن مشاركتها، وحسب رأيها أن ثقة الشخص بنفسه تنبع عادة من ثقة الآخرين به. رعد بندر علق من ناحيته على القصائد التي قدمها الشعراء في حلقة أول أمس من المسابقة، وقال إنها جاءت قوتها على موجة واحدة، فكانت بعض القصائد قوية لكن برزت فيها أبيات ضعيفة، وقصائد كانت ضعيفة حملت أبياتاُ قوية، ووجد أن ما يقدمه الشعراء بشكل عام بات أكثر تطوراً عما كان يقدمه المشاركون في الدورات السابقة، لأن الهاجس لديهم أصبح الإبداع، ومن هنا فإن مهمة لجنة التحكيم ليست بتلك الصعوبة، لكنها تصبح صعبة عندما تكون سوية القصائد مرتفعة. وقبل الانتقال إلى محور الحلقة استعرض عارف عمر ما كتبته الصحافة المحلية والعربية والأجنبية عن آخر حلقة تم تقديمها من الموسم الخامس من "شاعر المليون"، وعن برنامج "المغاني" الذي احتل مساحة في الصحافة المكتوبة. الأغنية الوطنية وعلى بساط النقاش تداول أهل مجلس "المغاني" المسألة من كافة جوانبها، متفقين على أن إنتاج الأغنية الوطنية بات خاضعاً بشكل عام للمناسبات، مع العلم أن الوطن أكبر من المناسبات، وأغلى ما يملكه الإنسان، ومن هنا فإن المسؤولية كبيرة على المبدع الذي عليه أن يلعب دوراً مهماً في تعزيز الهوية الوطنية كما قال رعد بندر. أما الشاعر عبدالرحمن الشمري فقد ذهب إلى أن التزام الحاكم والمحكوم بالحقوق والواجبات من شأنه أولاً أن يعزز مفهوم المواطنة والانتماء، وعاد ـ كما هي عادته ـ إلى التاريخ من خلال حديثه عن الشعوب وعن ارتباطها العميق بجذورها، مثلما هو الحال بالنسبة لأهل مصر الذين يفخرون بالفراعنة، وكذلك أهل العراق الذين يفخرون بحضارتي بابل وآشور، كما أشار إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي أنه حتى "إسرائيل" المحتلة لأراض عربية؛ استطاعت أن تعزز مفهوم المواطنة عند مواطنيها، وكرست في أذهانهم معنى الالتزام باليهودية، والقومية، وبأن "أرضهم" هي أرض الميعاد، كما ركزت على مفهوم العرق السامي، وعلى شعب الله المختار، وعملت على إحياء اللغة العبرية، وتذويب الخلاف بين الأشكيناز والسفارديم، وعلى خلق عدو دائم من أجل توحيد الشعور العام. أما أمريكا فهي تقدم كل ما من شأنه أن يعزز الموطنة والانتماء عند الأمريكيين، وقارن بين ما تقدّم وبين الحال في منطقة الخليج التي توقفت حدود فخرها بماضيها عند بداية عصر الإسلام، مع العلم أن تاريخ العرب في شبه الجزيرة العربية قديم وعريق ويمتد إلى ما قبل الإسلام، ولاحقاً تم تفريغ العقل العربي من مفهوم القومية، ليملأه الأصوليون بأفكارهم المتطرفة، وبرأي الشمري أنه في ظل ذلك الفراغ نما الولاء للقبيلة أو للمنطقة أو للفئة، أي تم الانتقال من الولاء للدائرة الكبيرة المتمثلة بالدولة إلى الولاء لدوائر أصغر. كما أشار إلى أن الأغنية الوطنية التي تقدم خلال المعارك من شأنها أن تعزز وتقوي الانتماء لدى الإنسان، وترفع من درجة شعوره بوطنيته، كما كان الأمر فترة حرب العراق ضد إيران. رعد بندر أكد من جهة أخرى أن على المبدع لا بد أن يكون شاهد عيان وحارساً على الموروث، متخذاً من الإمارات نموذجاً، فهي لم تستورد نجاحاتها من الخارج، إنما راهنت على الصحراء وعلى الإنسان فكسبت الرهان، كما أشار إلى أن الوطن يصنع إنساناً واعياً لكل ما هو حيوي وفعال، لكن على الشاعر تعزيز ذلك، وأضاف: (نحن إزاء جيلين، أولهما تدويني قديم، وثانيهما إلكتروني حديث، ولا بد لهذا الأخير من وضع كل إمكانياته في خدمة الموروث). وتساءل بندر: لماذا الشاعر حين يكتب قصيدة عاطفية أو غزلية فإنه يحشد فيها أجمل التعبيرات والصور، في حين أنه لا يبذل الجهد ذاته حين يكتب قصيدة وطنية، مقترحاً استبدال مصطلح الأغنية الوطنية بالأغنية الولائية التي هي للوطن ولرموزه، ومعتبراً أن الولاء أعمق من الوطنية. وفي معرض حديث بندر عن الأغنية الوطنية أشار إلى وجود شاعر يكتب القصيدة، وشاعر متخصص بكتابة الأغنية الذي يكثف الجملة ويتحسس النغم، لكن ثمة من يجمع بين الفنين ويجيد. د. ميثا الهاملي ركزت خلال النقاش على أهمية ألا تستغل المناسبات الوطنية للتربح أو للتكسب، لأن من يحب وطنه لا ينتظر منحة أو أعطية، مشيرة إلى أن أسماء كبيرة في ساحة الشعر وقعوا في هذا المأزق وكتبوا أغان وطنية، لكن كلماتها لم تكن سوى حشواً، ولهذا فإن لجنة المحتوى في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لا تسمح بنشر أية قصيدة، أو بث أي أغنية في وسائل الإعلام الظبيانية إلا إذا كانت في مستوى راقٍ، وكم من القصائد الوطنية المكتوبة والمغناة التي ترفضها اللجنة لعدم ارتقائها إلى مستوى الوطن،لا كلمات ولا لحناً، حيث تلمس اللجنة أن الموضوع مجرد الرغبة بالحصول على المال. خلف السطاني أشار في حديثه إلى أن الإعلام الآن لا يخدم الأغنية الوطنية، مع العلم أن أثر الإعلام كبير في ترسيخ مفهوم معين، مستشهداً بما فعلته قناة الجزيرة أثناء ثورة 25 يناير في مصر، حيث أحيت القناة الأغاني الوطنية المصرية القديمة، وقد لعب هذا الأمر دوراً خطيراً، مما دفع الحكومة المصرية للاحتجاح، معتبراً أن أهم أغنية وطنية هي النشيد لأنه رمز سيادي. الشاعر جمعة بن مانع الغويص عضو لجنة المحتوى في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث كان ضيف "المغاني" عبر الهاتف، وقد قال حول موضوع الحلقة: لا بد من ارتباط الشاعر بعمله من لحظة كتابة القصيدة أو الأغنية، وحتى لحظة طباعتها، أو بثها مغناة من خلال الإذاعة أو المحطات التلفزيونية، كما على الشاعر أن يكون اختياره موفقاً لمن سيغني الكلمات، وكلما كان ابن البلد كان أفضل، لأنه يعرف كل ما تختزنه اللهجة، ثم على الشاعر ألا يكون مناسباتياً في تعاطيه مع الوطن، بل لا بد أن يكتب القصيدة الوطنية بشكل دائم، ثم ناشد وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لتشكيل لجنة على مستوى الإمارات تتابع كل ما ينشر أو يبث في وسائل الإعلام المحلية.. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 27-01-2012 01:56 مساء
الزوار: 1354 التعليقات: 0
|