أحيا الشاعر الإماراتي نايف الهريس في منتدى ياجوز الثقافي بالرصيفة أمسيةً افتخر فيها بعروبته ولغة الضاد التي قال إنّه يحمل مشعلها في ما يجترحه من بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي وما يقوم بنحته وإظهاره من ألفاظ درست وماتت في أذهان الشباب وتحتاج إلى من يستثمرها كما فعل هو في ما يكتب من شعر.

وتنقّل الهريس، صاحب ديوان « أسير الموج»، بين قصائد «لسان الضاد»، و»هويتي»، و»العود أحمد»، و»سرّ السكات»، ملقياً الضوء على بحر «البيسان» الذي نسج عليه قصائد كثيرة نالت استحسان الجمهور، لحس الشاعر العروبي وطقوسه في الإلقاء والتوحّد مع القصيدة، في الأمسية التي حضرها من مديرية ثقافة الزرقاء يوسف القضاة ورئيس منتدى ياجوز خلف الخلايلة وألقى فيها الشاعران أحمد الحسن وعدنان عصفور الضوء على مقدرة الهريس وإيمانه بالشعر العمودي واستثماره تفاعيل الفراهيدي والإضافة عليها وعنايته بالموروث وألفاظ اللغة في شعره دونما ثقل أو ملل.

من قصيدة «العود أحمد» قرأ الهريس شيئاً من الغزل على بحر «البيسان»: «صُهيلاتها في صبوتي ارتعشتْ/ بصمتي على أنفاس ما ألِفتْ/ غزلت لسان الهائمين على/ شراب الصبايا حينما شرِبتْ/ وقد غندرتْ تأنيث معشرها/ إذا رفّ ذكري بالشذى سكِرتْ/ ولمّا اغتشى في بسطها نغمي/ رماها الهوى في غيمةٍ عطفتْ/ لتسقي شهيق الخمر من شفةٍ/ ترانيمها في صبوها اختمرتْ/ وعادت بذكرى تصطفي فتناً/ على وعي حلم الحالمات جرتْ/ ولما طفى كفّي مشاعلها/ وشقّ المنى أبوابها فتحتْ».

كما افتخر الهريس مقارناً بين الأزمان في قصيدة «هويتي»: «تلكم فلسطين في شعرٍ يساجلهُ/ نبضٌ حدا بقوافي الحبّ في أدبي/ فيها وُلدتُ ولؤم العصر أرضعني/ بالبين علقم نبذٍ عاثر الخربِ/ الربّ يخلقنا والظلم يحرقنا/ والكبر يمحقنا في أكرم الترب/ سبحان من بارك الأرض التي ذُكرت/والذكر قد هلّ بالفرقان والكُتبِ/ والماء يدمع حين الريّ في حزنٍ/ يروي حكايات حرماني لكرم أبي/ بيسان لي مولدٌ حيٌّ بذاكرتي/حتى الممات وأرض الدار للعُقب».

كما قرأ من قصيدة «لسان الضاد»: «إلهي وَحى للخلق بالعربي/ لدينٍ وقرآنٍ بهدي نبي/ بآيات تقوى الله ترحمنا/ من المُعصر النابي عن الركب/ إذا صارمُ الدين الفتيّ فتىً/ نرى الحقّ ذا حولٍ وذا غلبِ/ ليعلو جبين الفكر منفتحاً منفتحاً/ على منجمٍ للجلّة النُّخبِ/ ومن قطّب الإيمان في سمحٍ/ صفيّ التقى كالماء بالسحبِ/ سيروي حُميّ الدين في حِكمٍ/ بها المَعْنُ يسقي العلم في سَهبِ/ يمد الحجا للعقل يبطنها/ بدرسٍ من العلامة الأرِبِ».

المصدر :  جريدة الراي