عرار:

الزرقاء
«قاص وقارئ ومعقب» عنوان أمسية قصصية نقدية قُدِّمت بطريقة مختلفة في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في مدينة الزرقاء مساء يوم الاثنين الماضي، حيث أشرف على إعدادها منتدى العشيات للثقافة والفنون من خلال رئيسه الفخري الأديبة سلّامة عبد الحق ورئيسه الفعلي الأديب جروان المعاني، وقد أدار هذه الأمسية الماتعة وعقب على القراء فيها القاص أحمد أبو حليوة.
الجولة الأولى شهدت مشاركة القاصة لادياس سرور التي قرأت مجموعة من قصصها القصيرة جدًّا والتي قدمت لكل واحدة فيها بكلمات افتتاحية تشي بمضمون القصة، وقد رأت القارئة لقصصها القاصة روند الكفارنة أن هذا الأمر ربما يحدّ من اتساع أفق التلقي، لتشيد فيما بعد بقوة قصص لادياس القصيرة جدًا، وحجم ما فيها من تكثيف وإدهاش ومفارقات موفقة، ليثني بعد ذلك أبو حليوة على عمق قراءة روند لقصص لادياس والإحاطة بأهم سماتها، القائمة على حسن المفارقة وقوة الإدهاش وسعة التأويل والتحليل.
الجولة الثانية كانت مع القاصة إيمان زيادة صاحبة المجموعات القصصية «تسقط أوراق الورد» و»لا ترهقها ظلمًا» و»خيوط العتمة» بالإضافة إلى ديوان شعري حمل عنوان «ما بعد الذي كان»، وقد قرأت قصتين من قصصها القصيرة قبل أن يعقب عليها الناشط الثقافي أحمد أبو شاويش الذي قدّم قراءة عميقة للقصتين، ملتفتًا إلى الإسقاطات فيهما وتفتيق الدلالات من خلال عملية الاشتباك مع النص والتوقف عند المقاربات والمفارقات في العمل القصصي عندها.
أما الجولة الثالثة والأخيرة فقد ختمت مع القاصة هدى الأحمد صاحبة كتاب «أسرار خزنة»، وقد قرأت قصة واحدة طويلة بعض الشيء امتازت بالكلاسيكية والخوض في التفاصيل حتى الوصول إلى النهاية المتوقعة، وهي نقاط تحدّث عنها القارئ لقصتها القاص عبد الرحيم العدم صاحب المجموعة القصصية «تداعيات رجل معلق بقشة»، الذي شكره أبو حليوة في تعقيبه عليه على ما جاد وأجاد به من قول، لافتًا النظر إلى أنّ القاصة هدى الأحمد تملك كنزًا إبداعيًّا ثمينًا من خلال عيشها في القرية، واحتكاكها المباشر مع هذه الفئة الطيبة والخالية من مساحيق تجميل الشخصية الفاقعة الظهور في المدن، وحكايا الأجداد والجدات وما تختزنه القرى من أسرار وقصص.
وفي الختام شكر أبو حليوة الحضور والقائمين على مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي، ليكرّم بعد ذلك قطبا منتدى العشيات الأديب جروان المعاني والأديبة سلّامة عبد الحق المشاركين بدروع تقديرية.