|
عرار: في الحلقة التسجيلية الـ4 من مسابقة "شاعر المليون" بموسمها الـ5 .. أبوظبي تستضيف الجولة الأخيرة للجنة التحكيم، وأكثر من 300 متنافس سعودي ....الوايلي يهجو شقيقه.. وشاعر يرثي مستورة الأحمدي.. ومدير قناة أماكن "جرناس شعر" ... سعودي يلقي قصيدة سودانية، وسوداني يلقي قصيدة نبطية ... وخطأ بين الضاد والظاء يُبعد شاعراً قوياً من المنافسة عرار : بدعابةٍ بدأت أحداث الحلقة التسجيلية الرابعة من مسابقة "شاعر المليون" التي بُثت على قناتي شاعر المليون وأبوظبي الإمارات ليلة أول أمس الثلاثاء 20/12/2011، وذلك خلال الجولة الرابعة والأخيرة للجنة تحكيم المسابقة في أبوظبي. فإلى المسرح الوطني في العاصمة أبوظبي وصل الشاعر وعضو لجنة التحكيم حمد السعيد قبل شريكيه في اللجنة د. غسان الحسن، وسلطان العميمي، فرصدت عدسة الكاميرا وصوله في الساعة الـ9.30 صباحا، ودخوله المسرح الذي كان خالياً إلا من طاقم التصوير، ومن الديكور الذي زين أركان المكان، وهذا ما فاجأ السعيد الذي أكد أن د. غسان عادة يكون أول الواصلين، غير أنه هذه المرة تأخر، حاله في ذلك حال العميمي، وحين وصل د. غسان ربط تأخره بالسعيد والعميمي اللذين يتأخران كما هي عادتهما التي حفظها عن ظهر قلب. خارج المسرح الوطني المشهد يشي بكثير من الحكايات والقصص، حيث بدأ الشعراء بالتوافد إلى المكان قبل الساعة الـ6 صباحاً بانتظار موعد بدء تسجيل أسمائهم، وكان عدد الشعراء كبيراً، سيما وأن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ممثلة بأكاديمية الشعر كانت قد دعت 300 شاعر من المملكة العربية السعودية بسبب إلغاء جولة الرياض، بالإضافة إلى وجود عدد من الشعراء الذين قدموا من عدة دول خليجية وعربية أخرى، ومن بينها السودان ومصر وتونس. على مدى 4 أيام اختبرت اللجنة أكثر من 400 متنافساً ومتنافسة، حيث أن ارتفاع عدد المشاركين دعاها لتمديد أيام المقابلات، ومع ذلك كان لزاماً عليها أن تقابل يومياً أكثر من 100 متقدم، غير أن التفاؤل كان سيد الموقف من الطرفين، الشعراء الذين احتملوا عناء السفر والقلق والانتظار، وأعضاء لجنة التحكيم التي اضطرت للعمل أكثر 12 ساعة يومياً. في خيمة الشعر التي كانت منصوبة داخل مبنى المسرح جلس الشعراء يتعارفون ويتحدثون ويبرزون مواهبهم الشعرية، وعند مدخل المبنى وقف آخرون يعدّون أنفسهم للاختبار الذي إما أن ينقلهم إلى مرحلة ما قبل الـ100، وإما أن يبعدهم عن المسابقة حتى دورة أخرى، أي بعد سنيتن، وبين كل هؤلاء لم يكن هناك سوى 3 شاعرات، شاعرتين من سلطنة عمان، وواحدة من العراق، وقد اجتزن ثلاثتهن الاختبار، حين ألقين نصوصهن الشعرية على مسامع أعضاء اللجنة التي منحتهن فرصة التأهل لقائمة ما قبل الـ48. خلال الحلقة التي استمرت 90 دقيقة التقت اللجنة بأصوات شعرية في غاية التميز، كيف لا وثمة أسماء فرضت حضورها الشعري اللافت بسرعة، وذلك من خلال نصوص شعرية نبطية تراوحت بين الجزالة والعذوبة، وبين القوة والرقة. وعلى الرغم من أن معظم الموضوعات التي طرقت في القصائد ليست استثنائية إلا أنها لقيت إعجاب أعضاء اللجنة، لعدة أسباب أهمها الصور الشعرية البديعة، والصياغة الدقيقة، والمفردات المتميزة، ورفعة المعاني، وقوة الإلقاء التي أضافت للقصائد معانٍ إضافية، وملامح جمالية أكثر. أثناء الحلقة أشار سلطان العميمي إلى تميز جولة أبوظبي، وإلى تميز المشاركين فيها، فقد أكدوا من خلال ما ألقوه أنهم شعراء ليس بالفطرة فقط، إنما بالعلم وبالمعرفة الشعرية، فيما علق د. غسان على مستوى الشعراء المتميز في هذه الدورة، معتبراً أن ذلك أحد الدلائل على أن "شاعر المليون" بات يسهم في رفع سوية الشعراء، بالإضافة إلى تحسين الذائقة الشعرية، وهذا ما بينته مشاركة شعراءٍ كانوا قد شاركوا في دورات سابقة. في الجولة الرابعة والأخيرة التي بدأت بتاريخ 17/11/2011 كانت نسبة التجاوزات التي ارتكبها المتنافسون قليلة، سواء من حيث عدد الأبيات، أو من حيث شرط العمر، فلم تكن هناك سوى قصيدة واحدة عدد أبياتها 22، في حين أن المطلوب هو 20 فقط، كما لم يكن هناك سوى مشترك سنه أصغر من 18 سنة، وهذا يؤكد مدى التزام المتقدمين قدر الإمكان بشروط البرنامج. مقدم البرنامج حسين العامري أجرى خلال الحلقة عدة لقاءات مع مجموعة من المتنافسين والمتنافسات، وقد أشار جميعهم إلى أهمية "شاعر المليون"، وإلى الوهج الذي يتميز به، وإلى جماهيريته الكبيرة التي اجتاحت كل أرجاء الوطن العربي، كما أكدوا على الخدمة التي تقدمها المسابقة للمتنافسين وللمتنافسات، حيث أنها تختصر عليهم الطريق، وتقصّر عليهم المسافات، وتنقلهم إلى دائرة الضوء سريعاً. ما لفت أنظار أعضاء لجنة التحكيم في محطتها الأخيرة طرائق إلقاء النصوص، والتي أضفت عليها جمالاً وإبداعاً وتدفقاً، وكلنا يدرك أن أهمية الإلقاء تقترب من أهمية النص، فالنص النبطي الجيد لا يمكن أن يحظى باهتمام السامع إلا إذا كان إلقاؤه متميزاً، ويمنح القصيدة المزيد من الألق، فالإلقاء الجيد كما قال حمد السعيد (يخدم القصيدة، ويبرز تفاعل الشاعر مع نصه، ويظهر ما فيه من مكنونات ومعانٍ)، وهي ذات المسألة التي ركز عليها كل من د. غسان الحسن وسلطان العميمي، حيث أشارا إلى أن الإلقاء الجيد المتميز يلعب دوراً كبيراً في جذب أذن السامع، وفي إيضاح المعنى وإضافة المزيد من الجمال ومن الأخيلة إليه، كما يدل على وعي ونضج الشاعر، وفي حال كان الإلقاء سيئاً فإنه بالضرورة سيسقط النص، كما سينفّر السامع. إن التدفق الشعري، والصور اللافتة والمضيئة والجديدة، والنضج في الفكرة، والوعي في النص، والعبقرية، كانت أهم السمات التي سيطرت على النصوص التي قدمت على مسرح أبوظبي الوطني، ومن تلك النصوص التي حظيت على إعجاب اللجنة نص شعري ألقاه مدير قناة أماكن، وقد اعتبر حمد السعيد الشاعر علماً من أعلام الشعر النبطي، ووصفه بأنه (جرناس شعر). ومن المواقف التي تستدعي التوقف في تلك الحلقة كذلك تأهيل اللجنة شقيق الشاعر مسعود الوايلي الذي كان مشاركاً في الموسم الـ4 من "شاعر المليون"، فهجا الشقيق شقيقه بقصيدة كوميدية، فيما أُخرِج شاعر عراقي من المنافسة بسبب خطأ كتابي وقع فيه، وهي كتابة حرفي الضاد والظاء بنفس الشكل، وهنا اختلفت اللجنة، فالدكتور غسان الحسن وسلطان العميمي لم يجيزا القصيدة اعتراضاً على كتابة الحرفين بنفس الطريقة، وفي المقابل أجاز حمد السعيد القصيدة، مؤكداً أن الشعر النبطي سماعي، وبالتالي يمكن للشاعر أن يكتب الحرف كما يلفظه، وليس كما يفترض أن يكون في اللغة العربية الفصحى، وفي الحلقة أيضاً ألقى شاعر سعودي قصيدة باللهجة السودانية، فيما ألقى شاعر سوداني قصيدة نبطية خليجية، وهذا دليل ـ كما أكدت لجنة التحكيم ـ على أنه حتى اللهجات تجمع العرب ولا تفرقهم. وخلال الجولة التي استمرت 4 أيام استمعت اللجنة إلى قصائد أثارت أشجانها وحركت مشاعرها، مثل قصيدة اللقطية وقصيدة الرثاء التي قدمها وديع الأحمدي في الشاعرة الراحلة مستورة الأحمد، فوصفت اللجنة النص بأنه راقٍ، وفي غاية الإبداع، وموضوعه مؤثر ارتقى به الشاعر كلمة ومعنى ودلالة، وبرأي سلطان العميمي ـ الذي أطلق عليه السعيد لقب " الرادار" ـ فإن الشاعر المبدع الذكي يلتقط موضوعاً مهماً وحساساً لبناء نص واعٍ ومثقف ومؤثر ودافئ يمس الحياة اليومية للمتلقي، لكن من دون التخلي عن الشعر، فتأطير الحزن بالأدب صنعة، في حين رفض د. غسان المباشرة والتقريرية في النصوص الشعرية، والتي لا بد أن تحمل شاعرية وخيالاً. خلال الحلقة طلبت اللجنة من بعض المتسابقين غناء الشلة، وخصوصاً إذا كان صوت الشاعر جميلاً، فالشلة تبين جمال النص الشعري، وتضفي جمالية على البرنامج، كما أجاز أعضاؤها د. غسان الحسن وسلطان العميمي وحمد السعيد شاعرين تونسيين ألقيا قصيدتين شعبيتين باللهجة التونسية، وقد وصفت اللجنة النصين بأنهما واعيين ويحملان فكراً مميزاً. الاستشاريين في المسابقة بدر الصفوق وتركي المريخي أشارا أن المستوى العام للشعر مرتفع في هذه الدورة، كما أن القصائد المجازة كثيرة، والسبب في ذلك يعود إلى تطور مستوى الشعراء، الأمر الذي سيسبب معاناة للجنة أثناء اختيار المتنافسين على قائمة الـ100. وقبل أن يختم حسين العامري الحلقة تحدث أعضاء اللجنة عن الحلقة الخامسة والأخيرة من الحلقات التسجيلية، والتي ستبث مساء يوم الثلاثاء القادم 27/12/2011، حيث تم تخصيص الحلقة لاختبار المجازين والمجازات، وانتقاء 100 منهم ليكونوا على موعد مع اختبارات كتابية وشفاهية لانتقاء 48 منهم سيكون الجمهور على موعد معهم من خلال الحلقات التي ستبث على الهواء مباشرة في الـ3 من يناير 2012. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 21-12-2011 10:58 مساء
الزوار: 1350 التعليقات: 0
|