البحرين: الشيخة مي: مكتسباتنا الثقافية هي ما يصنع الحراك السياحي الثقافي
عرار:
الثقافة ترفع شعار «وجهتك البحرين» في 2016 الشيخة مي: مكتسباتنا الثقافية هي ما يصنع الحراك السياحي الثقافي
عرار- اخبار الخليج:من حيث يروي التاريخ حكايته مع مملكة البحرين، ومن المتحف الوطني أعلنت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال مؤتمر صحفي عقدته مساء أمس عن برنامج نشاطها الثقافي خلال عام 2016 تحت شعار «وجهتك البحرين»، وذلك بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار وعدد من الشخصيات الثقافية والمهتمين بالشأن الثقافي والسياحي في مملكة البحرين وممثلين عن وسائل إعلامية مختلفة. وبهذه المناسبة قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «من متحف البحرين الوطني، وكما في كل عام نعلن نشاط سنة كاملة قادمة ونكشف عن توجهنا لعام 2016م، حيث نروج لكل مكان في مملكتنا ونقترب أكثر مما يعرّف بجمالياتها، ويعرفها كوجهة للسياحة الثقافية»، وأردفت: «اخترنا أن نسمّي سنتنا القادمة «وجهتك البحرين»؛ لإيماننا بأن مكتسباتنا من معالم ومواقع ومتاحف ومنازل ومواسم هي التي تخلق الحراك السياحي الثقافي وتبث الحياة في كل الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لمملكتنا». كما وتوجّهت بالشكر إلى كل الداعمين للحراك الثقافي في مملكة البحرين ولمشاريع البنية التحتية الثقافية، مثمّنة وقوفهم الدائم إلى جانب الثقافة وإيمانهم بقدرتها على صناعة الأثر الإيجابي. وأشارت إلى أن مملكة البحرين ستشهد خلال شهر يناير القادم مؤتمراً خاصاً هو الأول من نوعه في الوطن العربي حول الاستثمار في الثقافة. وشكرت أيضاً كل العاملين في هيئة البحرين للثقافة والآثار الذين وعبر جهودهم يعكسون مدى التزامهم بالعمل الثقافي ومحبتهم له. نشاط هيئة البحرين للثقافة والآثار وعبر شعار «وجهتك البحرين»، يرتكز على خمسة أعمدة أساسية تسلط الضوء على مواقع ومتاحف ومنازل ومعالم ومواسم البحرين الثقافية ويروج لها لتكون وجهة مميزة للجميع من داخل وخارج المملكة. وفي تصريحات خاصة للصحفيين قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار: «إن الترويج لشعار «البحرين وجهتك» يأتي ليعطي البحرين رونقها وقيمتها واختلافها الذي يميزها عن سائر دول الخليج»، مشيرة إلى أننا عندما نرفع شعار «البحرين وجهتك» نؤمن أن المملكة تستطيع أن تقديم المختلف والأصالة. وأضافت: إن كل موقع في البحرين يستحق أن نلتفت إليه، وأن نجعل منه وجهة لسياحة ثقافية نوعية، وهذا ما نحاول أن نكرسه عبر أنشطتنا المختلفة، حيث رفعنا العام المنصرم شعار «تراثنا ثراؤنا» وهذا العام نرفع شعار «البحرين وجهتك». لافتة إلى أن رئيس المنظمة العالمية للسياحة يقول: «إن السياحة هي النفط الذي لا ينضب، والأمم المتحدة توجهت نحو للتنمية المستدامة من خلال الاعتماد على عنصر أساسي وهو الدمج بين السياحة والثقافة، خاصة أن السياحة لا تخلقها الفنادق والمجمعات التجارية ولكن يخلقها مضمون البلد وهويتها». واستطردت: «إننا عندما نقول إن حضارة البحرين تعود إلى حوالي 5 آلاف عام، وإن هناك مواقع مدرجة في قائمة التراث العالمي بها، وهناك مواقع ستدرج كسلسلة تلال عالي الأثرية وهي الموقع الثالث الذي سيدرج في القائمة بعد موقعي قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ، فهذا هو الكنز الثمين الذي لا بدَّ أن نروج له بشكل صحيح». وأشارت رئيسة هيئة الثقافة إلى أنه على الرغم من معاناة الهيئة من شح الميزانيات إلا أننا نبتكر لتجاوز هذا التحدي، لافتة إلى أننا الهيئة أو الوزارة الوحيدة التي تمكنت من تنظيم 12 فعالية من خلال احتفالية «ما نامت المنامة» بالعيد الوطني هذا العام في كل موقع في البحرين، وكل هذه الأنشطة هي التي تخلق الحراك الثقافي للبحرين. وأضافت الشيخة مي: «إن هناك مشروع طريق اللؤلؤ الذي نتطلع إلى إنجازه في 2018 حين تكون المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية، وهو مكسب كبير للبحرين، حيث ستتحول المحرق إلى متحف ممتد على مدى 3 كيلومترات ومفتوحا للزوار لكي يحكي قصة اللؤلؤ، وهذا المشروع سيسهم في توفير خدمات أساسية تحتاجها المحرق من مواقف سيارات وساحات»، مؤكدة أن الثقافة هي روح السياحة. وبشأن تأثير سياسة ترشيد النفقات على النشاط الثقافي قالت الشيخة مي: «إن الثقافة فعل مقاوم، وقد ابتكرنا العديد من الوسائل لتجاوز هذا الأمر، وهذه ليست المرة الأولى التي نعاني فيها من شح الموارد»، موضحة أنه عندما تم إطلاق مشروع الاستثمار في الثقافة كان اعتمادنا الأول على القطاع الخاص، وليس غريبا أن مجموع ما تم تحصيله لهذا المشروع قد وصل إلى قرابة أربعين مليون دينار. وأضافت: «إن البحرين سوف تستضيف مؤتمرا في 19 يناير المقبل حول الاستثمار في الثقافة بمشاركة شخصيات عالمية كبيرة سيحضرون إلى المملكة؛ ليتعلموا من تجربة البحرين في الاستثمار في الثقافة، وهذا المنتدى بالكامل تم تغطيته بدعم القطاع الخاص». واستطردت: «نحن نبتكر الوسائل ونضع الحلول ولا يقف شيئا أمام طموحاتنا وأحلامنا»، لافتة إلى النجاح الذي حققته البحرين في «إكسبو ميلانو» ليس سهلا، حيث تمكن جناح المملكة بأقل ميزانية أن تحصد الجائزة الفضية بعد الجناح الفرنسي الذي حصل على الذهبية ومتفوقة على الجناح الصيني الذي حصل على البرونزية، لنؤكد أن البحرين تقف بشموخ بين هؤلاء، كما أن التحدي أن هذا الجناح سيتم تفكيكه ليقام في البحرين في قلب المحرق ليكون جزءا من مشروع طريق اللؤلؤ. وعن إمكانية تكرار تجربة جواز السفر السياحي أوضحت الشيخة مي أن التجربة قد تتكرر بصورة أخرى، لأنّ هذا الجواز يفيد من ناحية إرشاد السائح لتحديد الوجهة التي يتطلع لزيارتها. وبشأن وجود نية لاستملاك المواقع الأثرية أكّدت رئيسة هيئة الثقافة أن هذا الأمر ضروري حتى تحمي الدولة إرثها الثقافي والحضاري.