|
«نقد الألم وقصائد أخرى» مختارات الشاعر اللبناني عباس بيضون: تشريح الواقع ومخرز اللغة المدرعة بالمجاز
المثنى الشيخ عطية لا يخطئ الشعراء الكبار المميَّزون بغزارة الإنتاج وتعدّد العوالم وتنوع الأساليب الإبداعية ضمن الخصوصية المميزة لهم، باختيار أهم القصائد المعبِّرة عن عوالمهم، من مختلف مجموعاتِهم إنْ كانوا أحياء، أو باختيار كتّاب معروفين بالكفاءة والخبرة لقصائدهم إنْ رحلوا؛ ووضْعها في كتاب «مختارات شعرية»، يبلورون فيها هذه العوالم لقرّائهم. وقد فعل أحد أعلام الشعراء العرب، اللبنانيّ عباس بيضون، الأمْرين معاً حين أصدر مختارات شعرية شاملة من مجموعاته العشرين في حياته، واختار لها عنوان «نقد الألم وقصائد أخرى». 1: قراءة الشاعر أمجد ناصر في «بورتريه لعباس بيضون»، حول تطوّر شعره، وخصوصية كتابه «نقد الألم» الذي كرّسه واحداً من رواد الموجة الثانية لقصيدة النثر العربية، ودفع شاعره ربّما لوضعه عنواناً لمختاراته. إذ أن هذا الكتاب وفق رؤية ناصر: «سيؤسس لخصائص أسلوبية سترافق كتابة عباس وقتاً طويلاً. من ذلك الجمل القصيرة التي تكرّ لتصنع إيقاعاً سريعاً متلاحقاً، كأنها حُكْمٌ أو خلاصات. كأنّ كلَّ جملةٍ صورةٌ أو استعارةٌ واحدةٌ أو حياةٌ قائمةٌ بذاتها. ومن ذلك أيضاً عدم تلكّؤ الكتابة عند مقدمةٍ أو عتبةٍ ودخولها مباشرةً على موضوعها. إنها أشبه بالأغنية التي لا مقدّمة موسيقيةً لها. أنت من أول كلمةٍ في قلب الكتابة لا في ضواحيها أو على أطرافها أو بالقرب من دندناتها. ويخطر لي أن أصف ذلك، رغم خطورة هذا الوصف وسمعته السيئة، بـ«المباشرة»، و«لكنها المباشرة المدرّعة بالمجاز، بالصور التي تنثال عن مخيّلةٍ ولّادة». الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 31-03-2025 11:54 مساء
الزوار: 45 التعليقات: 0
|