|
عرار: حدّدت لي احدى الصحف كتابة مقال سيقرأ في مؤتمر نسائي في "الصين" ، وسيترجم هذا المقال الى اللغة الصينية، الألمانية، والانجليزية والفرنسية ،، وذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي ، وستقرأ كلمتي غيابيا لعدم تمكني من السفر . جاء في كلمتي :" من الصعب أن أصف شعوري كوني امرأة ، وبأنني ولدت أمرأة وليس رجلا ، اذ يفصل بين اختياري وواقعي خيط رفيع يتأرجح بين القوة والضعف ، بين الجبال الشاهقة والمروج الرائعة الجمال المتكئة على حواف أنهار تحتسي الخوف تارة وتارة تتمرّد .أعود الى ذكريات ما تزال تسكنني ، حين كنت طفلة صغيرة تدرج في ساحة البيت تحيط بها أحواض الحبق ورائحة الزعتر وألوان تبهر البصر في حديقة غنّاء لا تعرف الذبول ، وأعود الى حيث الماء يحتويني ، هناك في رحم أمّي لم ير أحدهم نموّي من ساعة لساعة ومن يوم ليوم ، وبأنّ النهار كالليل وبالعكس ، وعندما فتحت عينيّ للمرة الأولى بعد الصرخة الأولى ، استطعت تمييز أمّي من بين الذين أحاطوا بي ساعة ولادتي و( الداية / المولّدة ) في القرية تبتر الحبل السري ، ورأسي يطلّ متحسسا يدها التي كانت تمسح عن جبيني ووجهي ما نزفه الرحم ، فولادتي كانت مستعصيّة .تحولت علاقتي بأمّي لعلاقة بين أنثى وأنثى كلّ منهما تحمل نفس الألم والأمل ، الحلم ،والفرح ، المستقبل المرسوم والقدر المكتوب ، المجهول ،، والسراب . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 19-03-2012 11:30 مساء
الزوار: 2108 التعليقات: 1
|