|
عرار: أجل.. لم أدرك ذلك إلا حين بحثت عن شيء مفقود منذ طفولتي أو بالأحرى منذ مراهقتي التي لم أعشها. في جولتي المؤرخة ( 12- 3- 2012 ) لم يتعبني البحث مطلقا، بل جاءتني المرايا حيث أنا وقالت لي: هو ذا الفتح فادخلي.
تساءلت: أهكذا يتواضع الممتلئون؟ تعودت أو عودتني الحياة أن اصرخ صمتا، إنما في حضرة الجامعة صرخ صمتي بهجة واعتزازا حين انتقلنا أنا وأخي الدكتور عبد السلام فزازي الذي له فضل العش من العصافير وفضل الفضاء من السجن، وفضل الساحل من الغرق، عليَّ كإنسانة وصديقة وصاحبة قلم،، حيث قدمني هو لصرح الجامعة ولأساتذتها الموقرين، وكنا برفقة الدكتور عبد النبي ذاكر الذي وقفت بصداقتي له وفردت قامتي بوجه الشمس متحدية أضواءها، وحين مددت يدي للمصافحة أول مرة كنت كمن يلمس جناحا، بل أجنحة جاهزة للطيران، فطرت على رحابها في سماء الإخاء الجميل متوجهين إلى عمادة كلية الآداب في حضرة ومقام الدكتور عميد الكلية الأستاذ " أحمد صابر". غريب أمر الكبار مقاما في هؤلاء المغاربة المؤهلين للود والاحترام والإجلال في استقبالهم وترحابهم بالضيف.. لم أر ذلك إلا في عيونهم ولم اسمع إلا في أصواتهم موسيقى الجمال رغم رحلاتي المتعددة في عواصم ومدن كثيرة. ألعميد الأستاذ أحمد صابر والدكتور محمد شارف رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان. الدكتورة خديجة شقيرني ..في مكتب الأستاذ أحمد صابر.. نُصبت أشرعتي نحو بحرهم، لذلك لم أسال البحر عن سر صفائه ولونه لأن سؤالي سيكون غير مجد في حضرة سنابلهم المتوقدة نورا وعطاء.. ضاقت بي الأشبار كيف أشبر وطنا في غرفة؟ كيف أقيِّم شعبا في عيونهم وأختصر كل مسافاتي في كلمة؟ وأنا التي تلعب على الكلمات وتأتيها طوعا أصبت بالخرس مهابة لهذا الرجل الكريم الكبير في بساطته وتواضعه" أحمد صابر" أقولها هكذا دون ألقاب لأنك كل أسرتي.. شكرا للعراق الذي يجري بين أوردتك. في مدرج الجامعة حين دخلنا أسرة الكلمة والود( د عبد السلام فزازي فناري نحو الضوء ، د عبد النبي ذاكر،فانوسي المتوقد دائما، ابتسامة ومرحا وثقافة، د خديجة التي تفضلت بترجمة قصيدتي" غواية الجباه" إلى اللغة الأسبانية..وقف الطلبة إجلالا لحضورنا حتى احتبست الدمعة بين أجفاني مهابة لهذا الجيل الذي جاهد ليحضر أمسيتنا رغم فترة الامتحانات والتعب الذي يرهقه ويثقل كاهله لكن أصر على الحضور حتى ضاقت القاعة وبقي كثيرون منهم وقوفا.. كانت فاتحة الكتاب مدهشة فعلا وتركت بصمتها نقشا على أضلعي في قراءة د خديجة بالاسبانية وقراءاتي الأخرى وحضور أبنائي مستقبل ما عنونته ب" غواية الجباه" وهكذا توالت رحلتي وأنا أسير برفقة هرمين، د عبد السلام فزازي، و د عبد النبي ذاكر.. في المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير ..استقبلني البريق ذاته فأضاف مدخلا جديدا لمدخل الضوء خاصتي الذي قدم له الدكتور عبد السلام فزازي مقدمة تليق به وتشرفني اعتزازا وقدم له الكبير سعدي يوسف.. فكان الأستاذ "بن ضو عبد العزيز" مدير المدرسة مدخلا جديدا لضوئي ومثله الدكتور"عبد السلام أقلمون"..فقرأت الشعر وأنا بين السلامَين. خرجت منها بحصيلة صداقات قيمة بين فاطمتين جليلتين الدكتورة فاطمة الشعبي والمناضلة فاطمة بن الشريق،، وكان الود رسولا بيننا، إذ التحمت القلوب دون استئذان ودون سبب،، لكن حتما لها أسبابها الخاصة. كان الحضور نوعيا بحضور لفيف من الشاعرات والمناضلات والطلبة المهتمين بالكلمة. الانتقال من مدينة إلى أخرى ليس بالسهل،، لكن كل الصعاب يذللها الشعر وتصهرها الثقافة.. تارودانت، المدينة الهادئة الجميلة بتربتها وناسها المتميزين وكليتها الأجمل في البناء والأناقة والجمال(الكلية المتعددة التخصصات).. الأمسية نوعية عددا ونوعا بما راق في نهرها من مبدعين ودكاترة مثقفين وطلبة وعلى رأسهم عميدها الكبير " د إيكن موحي"..وعادة قلب الأم الاحتضان، لذا التف الطلبة حولي بقلوبهم وابتساماتهم الصادقة ورحبوا بي أمَّا شاعرة وهذا هو الأهم بالنسبة إلي. الرحلة الأخيرة مع الهرمين الكبيرين د عبد السلام فزازي ود عبد النبي ذاكر كانت إلى مدينة تيزنيت ،الخزانة الوسائطية المختار السوسي.. وكان الجميع بانتظارنا ابتداء من عمدة البلدة الأستاذ "عبد اللطيف أو عمو" إلى الدكتور "النعمة علي ماء العينين"والأستاذ عبد الكريم شعوري" وشعراء وشاعرات ومبدعين كبار.. شكرا لكم جميعا، شكرا لروحي بين أضلعكم التي ما زالت تخفق فيها نبضات قلبي. وفاء عبد الرزاق الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 21-03-2012 09:48 مساء
الزوار: 1894 التعليقات: 0
|