|
عرار: الجمهور يؤهل الدهيّم والعوني إلى المرحلة الثالثة بـ 64% ...في الحلقة الـ9 من "شاعر المليون": تفوق الشعراء على أنفسهم، وفردوا أجنحة اللغة والمعنى..اللجنة تمنح بطاقتها للكويتي بدر المحيني بـ 48 درجة لمن سيذهب بيرق الشعر في هذا الموسم؟ .. سؤال يخطر على البال في كل حلقة من حلقات مسابقة "شاعر المليون"، وكلما اقترب الموسم الخامس من نهايته، يزيد الحماس، وترتفع وتيرة قلق الشعراء، وينشغل الجمهور ليس بالمتابعة فقط، إنما بتشجيع شعرائهم المفضلين والإفادة من عُمق التحليل الفني للقصائد الذي تقدّمه لجنة تحكيم خبيرة، وهو ما يؤكد النجاح المتواصل للمسابقة والبرنامج الذي تنتجه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في إعادة إحياء الاهتمام بالشعر النبطي وصون التراث، واجتذاب شريحة واسعة من متذوقي الشعر وخصوصا من فئة الشباب. ففي الحلقة التاسعة من أمسيات "شاعر المليون 5" التي نقلت على الهواء مباشرة ليلة أمس الثلاثاء في الساعة التاسعة عبر فضائيتي شاعر المليون وأبوظبي ـ الإمارات اعترفت د. ناديا بوهنّاد أنها للمرة الأولى تدخل منطقة الشعر الشعبي، فقد كانت متذوقة، لكنها الآن مهتمة. ومن تلقي د. ناديا للشعر النبطي انتلقت إلى الحديث عن صفات نجوم حلقة الأمس حسبما ظهروا خلال الحلقات الماضية، فقد كان حضور بدر المحيني العنزي رائعاً، واستطاع كسب جمهور المسرح، فيما كان خالد الهبيدة جيداً، وحضوره متواضعاً، أما حركاته فقد كانت تدل على القلق، في حين بدا راشد الرميثي في الحلقة التي كان أحد نجومها جاذباً للجمهور، لكنه كان خجولاً ومتحفظاً، كما كانت نظراته مشتتة، متمنية أن يظهر جرأته وعفويته المعروف بهما أمام الجمهور في هذه الأمسية، سيف مهنّا السهلي الذي كان صوته عالياً أثناء إلقاء قصيدته في حلقة سابقة حظي أيضاً بفرصة إظهار حضوره الجميل، مثلما هو الحال بالنسبة لفالح بن علوان الذي بيّن ثقته العالية بذاته، فيما لم تفارق فيصل الفارسي الجنيبي روح الدعابة والمرح، بالإضافة إلى الثقة بالذات، والحضور الجميل على المسرح، وبالتالي لم تكن عنده مشاكل كثيرة، وبرأيها أن هناك دوافع داخلية وأخرى خارجية تسهم في أن يكون الشاعر في أفضل حالات الإبداع سواء على مستوى النص، أو على صعيد حضوره على المسرح. أولها مسك ثم قدمت حصة وحسين فرسان حلقة الأمس، وهم: الكويتيون بدر المحيني العنزي وخالد الهبيدة وفالح بن علوان العجمي، والإماراتي راشد أحمد الرميثي، والسعودي سيف مهنّا السهلي، والعُماني فيصل الفارسي الجنيبي. المحيني.. صور مجمّلة بالكنايات كان أول فرسان حلقة أمس الكويتي بدر المحيني العنزي الذي ناجى من خلال نص غزلي "فرعونته" أثناء الوداع في المطار، فقال لها: يا فرعونتي صورتك في كل سكة بال وش الفرق بين الماضي، الحاضر، الآتي بعد إلقاء الشاعر قصيدته ما كان من د. غسان الحسن إلا أن خاطبه بالقول: (بدر.. أنت شاعر متدفق)، ثم تحدث د. غسان عن الوضوح الذي تحمله القصيدة، لكن الغريب أن كاتبها لم يتطرق فيها إلى الاختلاف الديني بينه وبين محبوبته، فبدا أمر حبه لها من البداية وحتى النهاية مسألة عادية، ورأى الدكتور في ذلك موقفاً إنسانياً جميلاً يغلفه الحب، ففي هذا النص الشعري الذي جاء بعد فراق مؤقت يستذكر المحيني محبوبته التي تملأ عليه السمع والبصر، كما يستوطن الشعر فيه بالانتقال من صورة إلى صورة أخرى، ومن كناية إلى كناية ثانية، والمتابع للنص يجد أن نصفه الأول مزدحم بالكنايات التي ذهب الشاعر إلى تجميل صوره فيها، فيما خفتت تلك الكنايات في النصف الثاني الذي باح فيه بدر بكل شيء، وهو الذي ذهب إلى التوصيف من العام إلى الخاص، ومن الكنايات الجميلة التي وردت "ضجيج المطار ولمعة الأرض والرحال/ وصوت المكبّر يوم يعلن نهاياتي"، وختاماً قال: (القصيدة لا تحتمل ما سأعدد فيها من جمال). الهبيدة.. و(حلم الحياة) ومما قاله سلطان العميمي عنها: (إنها قصيدة جميلة من أول بيت إلى آخر بيت، ومستوى الشاعرية فيها واضح، إلى جانب الخبرة، الأمر الذي جعلها مميزة، على الرغم من أن موضوعها كان عادياً، فهي قصيدة ملفتة للنظر، ومن نوع السهل الممتنع، فلا هي مغرقة في الخيال والغموض "يلبس من الصبح في عين المشاريه ثوب /والوجهه لدار زايد طيب الله ثراه"، ولا هي مباشرة، أما التصوير الشعري فجميل، وكأن روحك ـ أي روح الشاعر ـ تسكنها مجموعة أرواح منها: التحدي والإصرار والتفاؤل الأمل وحب الأخرين، أما البيتين "يا كسرت النفس والعبره وحظٍ نضوب/ وشلون اطالعكم الليله بعين الغناه؟" و"كفارة الجرح ماتلحق اكبار الذنوب/ يا وقت حرك علي راس الهموم الرحاه" فهما كفيلين للتعبير عن شاعريتك). قصيدة الرميثي الاقتصادية أيا حي شاعر في رصيده هموم كثار سيولة بنوك القاف عنده مثالية د. غسان الحسن رأى في القصيدة جمالاً شعرياً متفوقاً جداً، وأضاف: (على المستوى الشعري تعتبر القصيدة من أعجب قصائد الغزل، فأبياتها تنتمي إلى الخيال المركب، أي أنها رُكبت كلمة على كلمة، وكل كلمة تذهب إلى صورة كما في البيت "توشحت من مخمل القيفان والفكره عباه/ وقامت تهادى من ترفها ما يمل اسهابها"، حيث أن لكل مفردة مدلولها المعجمي، ثم إن الصورة مكونة من جزئيات كثيرة، وكذلك في البيت "تجتاح قلبي وحشة اغيابه ويجلاها وفاه/ ولولاه لوعات المحبه مستلذ اتعابها"، حيث كل كلمة تحتاج إلى تحليل وتفسير لما تخفي خلفها من خيال وجمال، وفي البيت "عيني تجوع لطلته ما كن فالدنيا سواه/ وحمايم طيوفه على رمشي تحط اسرابها" أبدل الشاعر الحقيقة بالمجاز، ومن خلال تركيب ثلاث صور تكونت صورة لا يستطيع الإنسان الإحاطة بكل تفاصيلها، إنما بالجو العام المفعم بالشعرية). العجمي.. ولعبة اللغة الكويتي فالح بن علوان العجمي كان خامس شعراء الأمسية الذين استعرضوا قدراتهم التعبيرية والتصويرية والمعجمية أمام جمهور ملأ مدرج المسرح، ومما قال في قصيدته: تلك القصيدة التي رأى سلطان العميمي أنها مكتوبة بخبرةٍ أكثر من أن تعتبر تجربة شخصية، حيث اعتمدت على لعبة اللغة، وعلى الصياغات شعرية أكثر من اعتمادها على الفكرة، سخرها الشاعر لبث الأمل وزرع الثقة لدى الناس، أما على المستوى الفني فهي متقنة الصياغة والبناء، وأغلب أبياتها حفلت بصور شعرية مميزة وجميلة. فيصل الجنيبي .. الدفتر الأحمر بعد التخميس.. المحيني يتأهل أثناء المدة الزمنية التي منحت للشعراء من أجل إتمام التخميس تم عرض تقرير مصور عن زيارة نجوم الحلقة إلى جزيرة السعديات للتعرف على ما فيها من مرافق ثقافية، ومع انتهاء التقرير، وانتهاء الشعراء من التخميس أبدت لجنة التحكيم وجهة نظرها، حيث قالت إنهم أجادوا كلهم وتألقوا، كما أتقنوا في الوزن، حيث التقطوا الوزن بحذافيره، وجاءت معانيهم في محلها، والصور جميلة. وقبل إعلان النتائج وصّفت د. ناديا بوهنّاد حضور الشعراء، حيث أثنت عليهم، لأنهم كانوا حاضرين ذهنياً ونفسياً، ولم يشعر أغلبيتهم بالقلق، إنما كانوا متحمسين وواثقين من ذواتهم، ومتفاعلين مع نصوصهم، ومرتاحين أثناء أدائها، وحتى عندما كان أعضاء اللجنة يذكرون الملاحظات النقدية على نصوص الشعراء، وهم الذين كانوا مستعدين في ختام الحلقة للاستماع إلى نتائج اللجنة التي أهّلت الشاعر الكويتي بدر المحيني العنزي الذي منحته 48 درجة من أصل 50 درجة، ومنحت مواطنه فالح بن علوان العجمي 47 درجة، وجاء بعدهما خالد الهبيدة الذي جنى 43 درجة، ثم السعودي سيف مهنّا السهلي الذي وصلت درجاته إلى 43، فيما وصلت درجة الإماراتي راشد أحمد الرميثي إلى41، وهي ذات الدرجة التي حصل عليها العماني فيصل الفارسي الجنيبي 41. وفي الحلقة القادمة (الأخيرة من المرحلة الثانية) سيكون جمهور الشعر على موعد مع ستة شعراء آخرين، هم: أصيلة سعيد المعمري من عُمان، ومن الكويت حمود بن قمره المري وماجد لفى الديحاني، ومن السعودية علي بن نايف الغامدي ومنصور فهيد وغازي المغيليث العتيبي الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 29-02-2012 02:10 مساء
الزوار: 1959 التعليقات: 0
|