مقالي اليوم عن اللغة العربية وحالة التقهقر التي اصابتها على لسان كثير من الأدباء والشعراء.فاللغة العربية بحر من الدرر والجواهر الثمينة التي تغني اي تعبير حسي ينتاب حامل القلم ..بل هي اللغة الوحيدة التي قد تهب الكاتب أروع التعابير على الوزن المطلوب ناهيك عن  أنها أعظم اللغات شأنا ومضمونا حيث نزل على لسانها أعظم كتاب يهم البشرية ..ولذلك فانها اللغة التي علينا ان نحرص على إتقانها تمام الإتقان كونها لغة التواصل بيننا وبين الخالق يوم المثول أمام وجهه الكريم .ولكن للاسف الشديد صارت هذه الأخيرة تتعرض لحالة من التهميش والإهمال في مدارس وجامعات وصحف وقنوات التليفزيون بشكل لا مثيل له عبر تاريخها كله، ولعل الحوار بين شباب العرب على مواقع التواصل الاجتماعي بما يطلق عليه لغة "الفرانكو آراب"(كتابة كلمات عربية بحروف لاتينية) ليس سوى أحد تجليات أزمة اللغة، والتي تتضح أكثر في الأخطاء الفادحة والمتكررة من وسائل إعلامية معروفة.
ولعل اهم الأسباب لضياع اللغة العربية هو تنامي ظاهرة التعامل باللغة الاجنبية بسوق العمل وخوف الوالدين على الا يساير أبناءهم تجليات العصر وبالتالي ضياع مستقبلهم وتقهقر اوضاعهم المادية
وإذا كان إقبال أصحاب العمل على خريجي الإنجليزية، نظراً، لحاجتهم للتعامل مع مؤسسات أجنبية هو السبب المباشر لذلك، فإن اللغات الأجنبية باعتبارها مظهراً مجتمعيّاً يدل على الرقي، كان عاملا في تهميش اللغة والتعالي على استخدامها في المجتمعات الراقية، وهو امتداد لتقاليد الطبقات الأرستقراطية التي كانت تعايش الحاكم المحتل وتتحدث لغته وتفخر بها باعتبارها رمز السيادة على الشعب الذي احتلت بلاده. 
لكن الجديد هنا أن أغلب المحلات والشركات الكبري في مختلف الدول العربية تطلق تحت أسماء لا تنتمي إلى اللغة، وهو ما خلق حاجزاً بين الشعوب ولغتها العربية، وجعل منها لغة من الدرجة الثانية مجتمعيّاً، ولغة بلا جدوى تجاريّاً ولغة غريبة وغير معتادة بالنسبة للأجيال الجديدة..
إن علم النحو أو  أونظام تركيب الجُمَل. يعرف باللغة الإنجليزية ب(syntax) وهو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب. فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع،
قيل أن سبب نشأة وسبب تسمية علم النحو أن أبا الأسود الدؤلي مر برجل يقرأ القرآن فقال ((إن الله بريء من المشركين ورسوله))، كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة وبهذا تكون معطوفة على (المشركين) أي أن قراءته غيرت المعنى المقصود من الآية؛ والصحيح أن يقول (رسولُه) مرفوعة لأنها مبتدأ لجملة محذوفة تقديرها (ورسولُه كذلك بريءٌ)، فذهب أبو الأسود إلى علي رضي الله عنه وشرح له وجهة نظره بأن اللغة العربية في خطر - فتناول علي رضي الله عنه رقعة ورقية وكتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم..الكلام اسم وفعل وحرف.. الاسم ما أنبأ عن المسمى.. والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى.. والحرف ما أنبأ عن ما هو ليس اسماً ولا فعلاً. قال علي لأبو الأسود :انحُ هذا النحو....
وقد تحولت هذه اللغة العظيمة إلى خليط مستفز بين اللهجة واللغة الأصل حتى صارت الكلمات الدخيلة تحتل حيزا كبيرا دون انتباه من قراء الجيل الجديد الذي فتح عيونه على هذه التركيبة العجيبة التي لا أساس لها ...بل الشئ الأكثر استفزازا هي ظاهرة التباهي والتفاخر باللغات الأجنبية بين الشباب وهو لا يتقن لغة آبائه وأجداده وأمجاده ايضا ...ومن الأخطاء الشائعة باللغة العربية ...
الخلط بين همزة الوصل وهمزة القطع وتردان في أول الكلمة. مثال همزة الوصل : اقتباس، (و)انتباه (و) امتثال. وهمزة القطع : إبلاغ، (و) إجماع، (و) إنصات
ولا تُكتب همزة الوصل تحت ألف الكلمة بل ولا تظبط بالكسرة وتبقى بدون شكل هكذا : استماع ارتفاع، انتباه. بينما تُكتب همزة القطع بالكسرة ويُنطق بها : إبلاغ  إجماع إنصات..
أذان والآذان..
نداء المؤذن للصلاة يسمى الأَذان بفتح الهمزة بدون مدّ....والآذان جمع أذن
نقول :أطر لا كوادر
وهناك خطأ شائع جدا في أوساط كتابنا العرب وهو الخلط بين  حرفي الثاء والسين وحرفي الذال والزاي ...فمثلا معظمهم يكتب الزل بدل الذل ..والجسمان بدل الجثمان ..وذلك ناتج عن تعودهم اللهجوي بهكذا نطق لسلاسة الكلمة بألسنتهم حسب التركيبة الفيزيولوجية لتخاطبهم ...والقائمة طويلة جدا ...
فمن ينقذ هذه اللغة العظيمة التي لا تضاهيها اي لغة بالعالم قيمة ومجدا وانتصارا على مدالعصور والتي يجب ان نرفع لها قبعات المجد والتباهي والافتخار ...من يأخذ بيدها ليوصلها إلى عرشها المفقود ..ولدي رجاء خاص لكل من يجد بالورقة والقلم أنيسا وصديقا بل وطبيبا نفسيا أن يراعيها كما يراعي الأب أبناءه وذلك بالبحث والتنقيب والغوص في أعماقها لاستخراج أغنى الدرر وإمتاع القراء بأجمل المعاني والتعابير ..
بقلم سعيدة المرابط