في اليوم العالمي للتعليم...مؤسسات دولية تدق ناقوس الخطر
عمان :
يأتي الاحتفال الدولي الواسع بـ»اليوم العالمي للتعليم» اليوم تأكيدا على أهمية العلم والثقافة والمعرفة في بناء المجتمعات الحديثة، حيث اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 كانون الأول/ديسمبر 2018، بتوافق الآراء، قرارا أعلنت فيه يوم 24 كانون الثاني/ يناير يوما دوليا للتعليم في إطار الاحتفال بالتعليم من أجل السلام والتنمية. وأظهر اعتماد القرار 73/25 «اليوم الدولي للتعليم»، الذي شاركت في إعداده نيجيريا و58 دولة أخرى، ويعتبر الإرادة السياسية الراسخة لدعم الإجراءات لإحداث التغيير من أجل التعليم الشامل والعادل والجيد للجميع.. وبذلك، أعاد المجتمع الدولي التأكيد على أن التعليم يضطلع بدور أساس في بناء مجتمعات مستدامة ومرنة، فضلا عن أنه يساهم في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ودعا القرار جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك الدول الأعضاء، ومؤسسات منظومة الأمم المتحدة، والمجتمع المدني، والمنظمات غير الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص وافراد وغيرهم من أصحاب المصلحة المعنيين، إلى مراقبة اليوم الدولي للتعليم لتعزيز التعاون الدولي في دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الهدف الـ 4 من أهداف التنمية المستدامة. وتسير منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والعلم والثقافة -اليونسكو، بوصفها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة للتعليم، الاحتفال السنوي باليوم بالتعاون الوثيق مع الجهات الفاعلة الرئيسة في مجال التعليم. وأعلنت الأمم المتحدة مجموعة من الأهداف لتخصيصها يوم عالمي للتعليم والنقاط المهمة في عملية تطوير التعليم، ومنها بحسب ماجاء على الموقع الالكتروني للمنظمة: التعليم حق من حقوق الإنسان الحق في التعليم هو حق تنص عليه صراحة المادة 26 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، التي تدعو إلى التعليم الابتدائي المجاني والإلزامي. وتذهب اتفاقية حقوق الطفل، المعتمدة في عام 1989، إلى أبعد من ذلك فتنص على أن يتاح التعليم العالي أمام الجميع. التعليم هو السبيل إلى التنمية المستدامة أقر المجتمع الدولي عند تبنيه خطة التنمية المستدامة لعام 2030 في أيلول/سبتمبر 2015 بأن التعليم ضروري لنجاح جميع أهداف الخطة السبعة عشر. ويهدف الهدف الرابع، على وجه الخصوص، إلى ’’ضمان توفير تعليم جيد وشامل وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع‘‘ بحلول عام 2030. تحديات تحقيق التعليم الشامل يمنح التعليم للأطفال سلما للخروج من الفقر ومسارًا إلى مستقبل واعد. لكن ما يقرب من 265 مليون طفل ومراهق في العالم لا تتاح لهم الفرصة للدراسة أو حتى إكمالها. ومع أن أكثر من خُمسهم في سن التعليم الابتدائي، إلا أنهم محبطون بسبب الفقر والتمييز والنزاعات المسلحة وحالات الطوارئ وآثار تغير المناخ. وبحسب تقرير مراقبة التعليم العالمي لعام 2019. فإن الهجرة والتهجير القسري يؤثران كذلك على تحقيق أهداف التعليم. رسالة اليونسكو وجاء في رسالة للمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي بتلك المناسبة: ينطوي قرار تخصيص يوم للتعليم على اعتراف بالدورالكبيرللتعليم في «تحويل عالمنا: خطة التنمية المستدامة لعام2018 فلا بدمن توفيرالتعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، لكي تتمكن البلدان من التحرر من الفقر الذي يؤدي إلى ترك الملايين من الأطفال والشباب و الكبار خلف الركب. ولن نتمكن من تخفيف وطأة تغير المناخ، و من التكيف مع الثورة التكنولوجية ،فضلا عن تحقيق المساواة بين الجنسين، بدون التزام سياسي طموح بتعميم التعليم. ويتيح هذا اليوم فرصة لتأكيد بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بالتعليم، فالتعليم حق من حقوق الإنسان، وصالح عام، ومسؤولية عامة، وهو أنجع وسيلة نستطيع استخدامها لضمان إدخال تحسينات كبيرة في مجال الصحة، وتعزيز النمو الاقتصادي ، وإتاحة الاستفادة من القدرات والطاقات الكامنة وإطلاق العنان للابتكار من أجل بناء مجتمعات أكثر استدامة وقدرة على الصمود. وتبين الاحصاءات المتعلقة بالتعليم المصاعب التي نواجهها في هذا المجال، إذيبلغ عدد الأطفال والشباب غيرالملتحقين بالمدارس 262مليون نسمة، ويبلغ عدد الأطفال والشباب الذين لايعرفون القراءة ولايستطيعون إجراء العمليات الحسابية الأساسية617مليون نسمة، ويتطلب هذا الأمر إيلاء اهتمام خاص للفتيات والمهاجرين والنازحين واللاجئين ،ودعم المعلمين ،و تعزيز مراعاة قضايا الجنسين في التعليم والتدريب. ويقتضي هذا الأمر زيادة الموارد المحلية والمساعدات الدولية المخصصة للتعليم زيادة عاجلة، إذ سيؤدي الإحجام عن الاستثمار في التعليم إلى توسيع الفجوات وتفاقم أوجه التفاوت والاستبعاد داخل المجتمعات .