|
|
سمنة الأطفال ... من يدق ناقوس الخطر !!
لانا الصمادي تعتبر السمنة عند الأطفال، مشكلة شائعة في الوقت الراهن وذات انعكاس سلبي خطير على صحتهم، والتي تحدث عادةً عندما تتزايد الدهون في الجسم وتتحول السعرات الزائدة إلى دهون مخزنة، ينتج عنها أعراض جسدية ونفسية تقود الطفل للمعاناة والحرمان من ممارسة الأنشطة اليومية بشكل طبيعي مقارنةً مع أقرانه، وذلك في ظل غياب شعور الطفل بالراحة من الوزن الزائد الذي يؤدي إلى صعوبة الحركة والشعور بالتعب والإرهاق، ناهيك عن التعرض للتنمر وهو في أكثر المراحل العمرية حرجًا على نحو يضعف الثقة بالنفس وتأثير ذلك على تقديره لذاته، وأحيانًا من الممكن أن يتعرض الطفل الذي يعاني من السمنة للاكتئاب نتيجة القلق الشديد والضغط الذي يتعرض له من الأهل لاتباع نظام غذائي متوازن ومقارنته مع أقرانه وبالتالي يميل إلى الانطواء والعزلة وملاحظة بعض التغييرات على سلوكه، إضافة إلى العديد من المشاكل الصحية الناجمة عن السمنة والتي تصاحب الطفل في المستقبل. وأشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية بأن نسبة الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة يقارب 340 مليونا في جميع أنحاء العالم لعام 2016، بينما هنالك 40 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من السمنة في عام 2018، بينما تُشكل نسبة الأطفال الذين يعانون من السمنة في الأردن 28% بحسب دراسة اجريت في عام 2019. عوامل تزايد السمنة لدى الأطفال هناك عوامل عديدة تساعد في زيادة السمنة لدى الأطفال، كالنظام الغذائي الذي يحصل عليه الطفل، وتناول الوجبات السريعة، وأطباق الحلويات، والمشروبات الغازية، والمخبوزات المصنوعة من الدقيق الأبيض التي تؤدي إلى اكتساب المزيد من الدهون والسعرات الحرارية العالية، وأيضًا غياب الاهتمام في ممارسة التمارين الرياضية، وقضاء معظم الأوقات أمام شاشات الأجهزة الالكترونية وتناول المزيد من الأطعمة دون وعي أو شعور بالشبع مما يقود إلى ظهور أعراض الكسل والخمول على الأطفال، إضافة إلى العوامل العائلية والوراثية التي تساهم في قابلية زيادة الوزن بين أفراد العائلة بالتزامن مع غياب مراعاة اتباع نظام غذائي صحي ومعتدل. ما المطلوب للحد من ارتفاع السمنة المفرطة بين الأطفال؟ تحدثت اختصاصية التغذية حنين جرّار عن احتياجات الطفل في المراحل الأولى من عمره «أول ثلاث سنوات»، ببدأ ألف كيلو كالوري باليوم، والازدياد بشكل تدريجي لوصول 2200 للذكور وللإناث 2075 كيلو كالوري لليوم الواحد، والاستمرار بتناول الأغذية التي تحتوي على عناصر الطاقة حتى مرحلة البلوغ، إذ إن نسبة الدهون التي يحتاجها الطفل من 30% إلى 35% بشرط أن تكون دهونا مفيدة، ويجب التركيز على المصادر الغنية بالكالسيوم والحصول على السوائل من 50 إلى 60 مل/كغ لكل كغ من وزن الطفل، وزيادة نسبة الألياف في الغذاء، والتركيز على الأغذية التي تحتوي على فيتامين C وفيتامين A والحديد، والابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية المصنعة التي تؤثر على صحة الطفل. من وجهة نظر حنين أن السبب الرئيس الذي يختبئ خلف سمنة الأطفال: هو عدم تعرض الطفل للحركة على وجه التحديد، وتجنب ممارسة الأنشطة الرياضية اليومية التي تؤدي إلى رفع نبضات القلب وزيادة حرق الدهون، ولفتت جرّار إلى أن «المدارس تعتمد على يوم واحد يحتوي على حصة أو حصتين من الرياضة»، وهذا الأمر يقود إلى عدم الحركة باستمرار واللجوء إلى تناول الأغذية المصنعة، مثل السكريات البسيطة والزيوت والحلويات وغيرها. وتقول حنين إن الطفل في وقتنا الراهن يرفض غالبًا تناول الطعام الطبيعي، وهذه مسألة اعتياد منذ الصغر، ويعود اللوم على بعض المدارس والمحال التجارية والأسواق التي تجذب الأطفال للأغذية ذات الألوان المصنعة والحلويات بأشكالها المختلفة والتي تضر بالصحة وتُضعف جهاز المناعة. توعية الأطفال أشارت جرّار إلى أهمية توعية الطفل منذ وقت مبكر حول ضرورة تناول الأغذية الصحية المتواجدة في المنزل والاعتياد عليها، من منطلق تعزيز التنشئة الثقافية للطفل خاصة عندما يخرج من المنزل وتفضيله للأغذية التي تُعرض أمامه، مثل وعاء الخضرااوات والفواكة المتواجد على طاولة المعيشة بشكلٍ يومي ومستمر. العامل الوراثي للسمنة لدى الأطفال وأضافت حنين هنالك بعض الأطفال يوجد لديهم قابلية للسمنة بسبب العامل الوراثي وارتباطه بوجود خلايا دهنية بكميات كبيرة، ولكن إرادة الأهل كفيلة بتحويلها إلى عادات مكتسبة من خلال السيطرة على طبيعة طعام الطفل وتوجيه رغباته نحو تناول الأغذية الصحية للحد من العامل الوراثي. جهاز الرسم البياني للسمنة عند الأطفال وبحسب الأخصائية يتوفر لدى اخصائيين التغذية جهاز الرسم البياني الذي يوضح كافة المعلومات المتعلقة بالطفل من حيث العمر والجنس، ويعتمد على كثافة وحركة العظام، إضافة إلى الطول والوزن، ويرتكز بشكل أساسي على نسب المقاسات جميعها. مخاطر السمنة للأطفال قالت جرّار من المخاطر التي يتعرض لها الطفل في بعض الأحيان هي أمراض القلب والشرايين، ويصبح أكثر عرضة لمقاومة الانسولين التي تعتبر باب الوصول إلى مرض سكري الأطفال. لذلك يتوجب على الأهل التحلي بالوعي الكافي في تزويد جسم الطفل بالأغذية المفيدة والتركيز على الحركة لتجنب الخمول الذي يؤثر على نفسية الطفل سلبًا، مما يؤدي إلى اللجوء لتناول المزيد من الحلويات والحصول على الطاقة السريعة التي تشعره بالسعادة، وعلى الأهل في هذه الحالات، اتباع نمط حياة صحي يضمن محافظة الأطفال على الوزن الطبيعي، وأخذ قسط كافٍ من النوم في الساعات المبكرة من الليل لزيادة وتعزيز هرمون النمو، وتشجيع الأطفال على ممارسة التمارين الرياضية المفضلة لديهم. عائلات تسيطر واخرى تفتقد السيطرة تقول نور، والدة لطفلين انها دائمة الحرص على عمل برنامج غذائي مفيد لصحة أطفالها من خلال تزويدهم بالمعلومات الصحية كي تصبح عادات مكتسبة من أجل الحفاظ على صحة وسلامة أجسامهم، وتشجيعهم على ممارسة الأنشطة الرياضية بما يتلائم مع هواياتهم. بينما قال خالد، اب لثلاثة اطفال بأنه يفقد السيطرة على أطفاله عند الذهاب إلى البقالة ولا يستطيع الحد من كمية الحلوى التي تتكدس في سلة مشترياتهم، ولكن يحرص على تخصيص بعض الوقت لكل أفراد العائلة من أجل ممارسة الأنشطة البدنية وتشجيع الأطفال على المشي والحركة، بالإضافة إلى شراء الخضروات والفواكة التي يرغبونها، ويحاول من حين إلى آخر تجنب شراء الوجبات السريعة، للحفاظ على نمط حياة صحي ومتوازن. الى ذلك طالب عدد من العائلات بوجود عدد كاف من الأندية الرياضية التي تكون متخصصة للأطفال للحث على تشجيعهم، فيما قال اهالي بضرورة وجود رقابة كافية على بعض المقاصف المدرسية التي تجذب الأطفال على شراء الأغذية المصنعة وغير الصحية التي تباع اثناء تواجدهم خارج رقابة الاهل. جريدة الدستور الاردنية
الكاتب:
اسرة النشر بتاريخ: الجمعة 08-12-2023 10:51 مساء الزوار: 222
التعليقات: 0
|
|