الاديبة الشاعرة أمل عقرباوي ومسيرتها الادبيةالجادة والمثابرة في صنع النجاح والمجد والتألق
الاديبة الشاعرة أمل عقرباوي ومسيرتها الادبيةالجادة والمثابرة في صنع النجاح والمجد والتألق ***** بقلم محمد الحراكي ابن العابدين لا ينمو الأدب بمعزل عن أهله كما لاتنمو الاشجار بمعزل عن التربة والماء ولا يعقل ان نطلب من الادب ان ينمو نموه الطبيعي اذا كان أهله في ضعف غير قادرين على مواجهة الظروف الطارئة لانها تزول امام العزيمة والرؤية الواضحة.. ونحن نحتفي باليوم العالمي للغة العربية الموافق في 18كانون أول من كل عام لابد أن نذكر بعض القامات الادبية التي ساهمت في اثراء لغتنا والابقاء على حيوتها من خلال كتاباتهم واعمالهم آخذين على عاتقهم حمل الرسالة بكل امانة بما يتناسب مع روح العصر وسماته التي طغى عليها الادب الوجيز وضيق الوقت وكثرة المشاغل والهموم والاحداث المحيطة بالانسان العربي وكل الناطقين بالعربية. ولعلنا اليوم ونحن نقف امام قامة ادبية عربية منحدرة من اصول فلسطينية وهي الاديبة امل عقرباوي التي بدأ ربيع انتاجها مُنذ نعومة اظفارها. حيث تفتحت عيونها بعيد احتلال باقي الاراضي الفلسطينية عام 1967 فكان لهذا الحدث وضياع وطنها وتشرد شعبها الاثر البليغ الذي رافقها طوال مسيرتها الادبية مما كان له الاثر الواضح في رسائلها من خلال اعمالها المتنوعة في مجال الفن والادب والاعلام، فكتبت عن الوطن كنورس مهاجر يتوق للعودة الى وطنه الاصيل وكتبت عن الحب كقلب حرم من لقاء من احب فكان الشوق عارما وملتهبا وكتبت عن الانسانية ومعاناتها كمن حرم من دخول الجنة رغم قوة ايمانه ونقاء سريرته لان لونه لا يعجب حارسها. الاديبة امل عقرباوي من مواليد جيل النكبة الذي القت بحملها الثقيل على كاهل كل المثقفين فكانت تجيد التحدي وتسخير ملكاتها لخدمة قضيتها وشعبها وباسلوب قوي لا يقبل التهاون او الهوان حتى صارت مخرزا في عين عدو قضيتها رغم انشغالها الدائم في تاسيس المنتديات الثقافية والانتساب للعديد منها كي تبقي صوتها عاليا فكان لها ما ارادت وتم تكريمها في العديد من المناسبات الوطنية والمهرجانات الادبية حيث ابدعت في مجال القصة القصيرة ونالت العديد من الجوائز المحلية والعربية كما اجادت في نظم الخواطر الشعرية والقصائد النثرية وكتابة المقالات بانواعها فحققت عند جمهورها العريض مكانةً لا تبارح قلوبهم حتى اصبحت امسياتها والندوات التي تعقدها او تشارك بها شعلة لا تخبو ولا تغيب عن ذهن من يستمعون اليها، ولم يكن هذا النجاح ليتحقق دون اسلوبها الذي تفردت به من خلال قدرتها على لمس الجراح ووضع الاصبع على رأس الدمل فتثمل الذائقة وتشبع كل نهمٍ للادب الملتزم والكلمة الجريئة. الاديبة امل عقرباوي تعددت محطات عملها وتنوعت وسائل نشر ابداعها وفكرها حيث كان لها اعمدة دائمة في الصحف الورقية ومنها جريدة "العرب اليوم" "والدستور" و" شيحان"وكان لها زاوية خاصة ومميزة في جريدة "المسائية" الاسبوعية. ولانها دائمة التطور ولا تقف عند حد ولا يعيقها عن مواكبة العصر ضعف عملت كاعلامية وكاتبة في اغلب المواقع الالكترونية في بداية ظهورها ووهجها وعملت مندوبة واعلامية في موقع الكرامة الاخبارية التابعة لمؤسسة المتقاعدين العسكريين فاعتلت قمم المجد والسمو والرفعة فكان انتاجها لديوان ((مخاض عذراء )) الوليد البكر الذي وثقت به اجمل قصائدها.. وكان لها جمهورها الواسع من المُتابعين والقراء الذين تعلقو بزاويتها الشهيرة في ذلك الوقت، وحازت على قلوب المتلقين لجمال القائها وحسن ادائها وقدرتها سبك أحرفها ونظم المنثور والسرديات وقوة طرحها وقد اثني عليها الكثير من النقاد والباحثين الشاعرة امل عقرباوي هي استثناء مُتمرده بعض الشيئ على المنطق المألوف في مجتمعاتنا، تهُز قلاع انوثتها بحرفها الذي يتراقص فخرا بكينونتها حتى عرفت بالانثى الوردية لانها ورغم سوداوية المشهد وصعوبة الحياة اتخذت من اللون الوردي شعارا لها في لباسها عند كل ظهور وصولا الى بيتها الذي لا تجد من بين اثاثه ما هو ليس وردي اللون ككل مقتنياتها وعند قراءة أعمالها يشعر المتلقي بأن كلماتها تبتسم وكأنها تُراقص الفراشات وتهز النخلة من جذعها. حرفها يغتسل بالحب للطهارة من دنس الكره فجعلته زاد قلبها الوردي الذي تقول عنه ان قلبها لم يعرف الا الربيع وسيبقى ربيعيا مهما تبدلت الاحوال وتغيرت الفصول الاديبة امل عقرباوي، لم تقف عند حدود الكلمة فقط، فكان لها مع الفن صلات وثيقة فجمعت بين حبها للادب وحبها للفن التشكيلي ودعمها للفنانين التشكيليين وكان لها مع المسرح الجاد رفقة حيث عملت كمديرة لمجموعة وخزة للفنون الادائية منذ تاسيسها وشاركت في بعض العروض كممثلة استوجب حبها لبعض الادوار ان تتقمصها ولا تريد تستحق ان نكون سعاة بريد لها . فكل الاحترام لأمل عقرباوي الاديبة والشاعرة على حسن ادبها وادائها وجميل اشعارها التي اصبحت بها علم من اعلام الادب وكوكبة تشع في سماء الوطن وليس فقط في عمان الابية الشامخة والاردن العظيم فقد تميزت بفصاحة اللسان وسلاسة الاسلوب وبيان ساحر يحلق بنا في ملكوت ورياض وورود وازهار وعبير يذكي القلوب ويثمل المتلقين، وقد اثنى على ادبها الكثير من النقاد والادباء وقد كرمت من رئيس الجامعة الهاشمية كانشط كاتبة واعلامية في مدينة الزرقاء ثم كان تكريمها الاكبر من(( الاميرة عالية الطباع)) لريادتها في مجال حقوق المرأة ودورها في الأدب النسوي وقد حظيت بالتكريم والثناء في المهرجانات التي كان لها حضور مميز فيها ولا زالت على غصن الجوى تغرد باجمل الاناشيد وتغريد البلابل ولازالت تحتفظ بمخطوطات تكفي لاتتاج مجلدات من الدواوين الورقية التي نرجو عن قريب ان نراها مطبوعة لاثراء الساحة الادبية بكتب تميزت بجمال الكلم والشعر والنثر فكل الاحترام والتقدير لهذة الأديبة المشعة بالضياء المسكونة بالحب والوطن. ابن العابدين محمد الحراكي
الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الأحد 20-12-2020 08:59 مساء الزوار: 591 التعليقات: 0