|
|
||
|
هوامش على رواية البيريتا يكسب دائما للروائي كمال الرياحي بقلم هدى كريد
سلسلة مراجعات النص 2 هوامش على رواية البيريتا يكسب دائما للروائي كمال الرياحي قراءة لاتمرّ بسلام ولاتتركك في سلام
رواية مخاتلة مراوغة تنشد فيها يقينا لايدرك وفهما لايستقرّ حتّى لمن روّض النّصوص فدانت له.السّرد يتشعّب حتى كأًنْٖ لابدء ولا منتهى وعوالم لاتدري ايّها واقع وايّها محتمل، تتجانس دون فصل حينا وتتنافر دون رابط حينا آخر.ترتبط بالواقع التونسي بعد الثّورة في سيرياليّة وتنفتح على الإنسان برحابة المكان والشخوص الفضفاضة التي تسع أكثر من هويّة،يوسف غربال يكتب حكاية غيريّة يتقمّصها وتتشابه الوقائع وتتشابك في الميتاروائي انتحار واقع كالمنشود وخيانات وخيبات وجرائم ،تقطع قدم علي كلاب بمنشار بيّة في الحلم كما بترهو اصبع الكاتب يوسف وقطع خطوته الخائنة..كل شيء يخرج من الأوراق اللعينة على آلة كاتبة سيئة التاريخ ومليئة بالتّقارير البولسيّة .مستقنع فيه عطن وقبح وشخوص تعرّت بكلّ وضوح العري حقيقة ومجازا.اماّ البيريتا فسرّ الغرفة السّابعة من البائع الحدودي في الجزائر إلى علي كلاّب الي ستيلا...يتناقل ويردي أكثر من كلب قتيلا. وكذا الشأن بالنّسبة إلى عجوز الحمام أوالملاكم الاسترالي سابقا يحلٌق بأجنحة الحمام على كرسيّه المتحرّك .عليهما تنعقد أكثر من دلالة . وما أكثر الكلاب تدور باسمائها وعلى غير أسمائها.وكم وودت لو أمسكت بالبيريتا اللّعين أتوجه به إلى راسي المصدّع وعنادي الحرون لاحسم المسألة وتكتمل اللّعنة المتوارثة.هذا الذي يكسب دائما بايدي القتلة لم يكن مجرّد أداة دخلت بالقارئ في متاهة السياسة وقذارتها والتّصفيات التي شهدتها بلادنا.انّما هو الرّمز للسّقوط الأخلاقي والسياسي وترجمة لحيوانيةلم نفلح أبدا في شكمها. والإنسان يسفر عنها في هذه الرّواية باكثر من وجه التعذيب وألوانه والجنس وعنفوانه ،حياة سائبة ونصّ لايهادن في لغته ولا يتستّر .يروم أن يكون فاضحا ،لا تورية ولا اقنعة ولا قفّازات اللّغة المدجنّة.قد تخجل من عريك فيه ومن لغة الفحش، لكن سرعان ماتدرك أنّه نقل لا يقبل التّحريف،الخراء في كلّ مكان كنثار الجثث كتردّي القيم ،المضاجعة وإطلاق الرّصاص سواء.لحم الخنزير المقطّع تجريب للموت وهو مدار للتفلسف ايضا.ثلاثة عوالم محتملة في لعبيّة مدهشة خبرتها في روايات ابراهيم الكوني وواسيني الاعرج ،انفلاتات زمنيّة ومفارقات سرديّة تعوّل على سرد إعادي قديثبّت بعض التّفاصيل في رواية استثناء تنفتح على أدب المذكرات والروايات البوليسيّة ،تنتقي من التّشكيل البصريّ مجالا تكعيبيا فيه مافيه من التجزئة والتشويه وتلتحم بسنيما الرّعب عند هيتشكوك الحريص على استئثار الفيلم بشوق النهايات
دفعة على حساب نصّ نصب المشانق على الورق والعبارة المنجية المهلكة تتنادى بيننا تخيّلوا تخيّلوا علّكم تفهمون .
هدى كريد الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الجمعة 05-02-2021 09:23 مساء الزوار: 414 التعليقات: 0
|
|