د. محمد عبدالله القواسمة تتضح عادة مع اقتراب انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة الكتاب الأردنيين التي ستتم في 13 أيلول 2019 الأسس التي نجري عليها هذه الانتخابات. وهي للأسف، أسس ليست علمية أو ثقافية بحتة بل تطغى عليها القيم السياسية والاجتماعية المفرغة من قيم الديمقراطية ومبادئ العدالة والشفافية والمصداقية التي يتوخاها، المثقفون المستنيرون، ويدعون إليها في أعمالهم الفكرية والإبداعية. هي أسس تنطلق من فكر عشائري متخلف، أو من فكر سياسي أو ديني ضيق الأفق، أو من عصبوية جهوية أو مناطقية. لهذا لا غرابة أن تفرز هذه الأسس ممارسات ونشاطات نراها قبل الانتخابات بفترة وجيزة بعد أن كانت مختفية طوال السنتين الماضيتين، وتتجلى في تكاثر المجاملات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإنجاز لا قيمة له لأديب ما يظهر كأنه منجز عظيم، ومناسبة صغيرة عند أديب آخر تتجمع الأقلام كلها في التفاعل معها، ثم تظهر البرجوازية الثقافية التي يتزعمها عادة شيوخ الكتل أو التيارات فتبرز قدرتها المالية في إقامة الحفلات، وتنظيم اللقاءات والموائد المناسفية التي تنفق فيها الأموال الطائلة التي تكفي لطباعة كتاب لمؤلف لا يجد ناشرًا، أو دعم مشروع ثقافي، أو سد نفقات بعض نشاطات الرابطة. ولعلّ أدنى الممارسات قدرًا أن تلجأ بعض الكتل والتيارات إلى تسديد اشتراكات الزملاء غير المسددين اشتراكاتهم ليتاح لأعضائها الوصول إلى الهيئة الإدارية. تمامًا مثلما يحدث من رشى في الانتخابات السياسية غير النزيهة. إن هذه الأسس وما ينحدر منها من ممارسات تستند إليها الكتل والتجمعات في الرابطة لكسب الأصوات في الانتخابات لا تحتاج إلى تفحيص ومراجعة ونقد بل إلى الإلغاء،واعتماد أسس جديدة تتبنى الهم الثقافي، وتتوخى الديمقراطية والموضوعية والصدق والشفافية، وتقوم على برامج انتخابية ثقافية في الدرجة الأولى، فأي كتلة أو تجمع أو فرد يتقدم للانتخابات عليه أن يتقدم ببرنامج ثقافي واضح يسعى إلى تحقيقه، ويمكن أن يحاسب عليه من الهيئة العامة. استنادًا إلى ذلك فإني أدعو زملائي في الهيئة العامة إلى انتخاب أصحاب البرامج الثقافية التي تحدد موقفهم ورؤيتهم للقضايا والمشكلات التي تعاني منها الرابطة، وتعيق حركتها، وتفتت التعاون بين أعضائها. وأي برنامج ثقافي (كما أرى) يجب أن يحدد ويعلن موقف صاحبه سواء أكان فردًا أم جماعة من الأمور التالية: 1. بيت الأديب غالب هلسا فلا نعلم إلى أين وصلت إجراءات تحويله إلى متحف بعد أن تعهدت الرابطة عام 2010 بالقيام بتلك المهمة بالتعاون مع وزارة الثقافة، وآل هلسا الكرام، الذين تبرعوا لتحقيق هذه الغاية بقيمة جائزة الدولة التقديرية التي نالها غالب هلسا بعد وفاته. 2. جوائز الرابطة. يجب تحديد الموقف من هذه الجوائز الكثيرة التي طرحتها الرابطة عبر تاريخها الطويل، وتواصل طرحها من وقت لآخر؛ فهي جوائز تظهر وتختفي دون مسوغات منطقية لظهورها واختفائها، وفي ذلك فقدان لقيمة هذه الجوائز، والاستهانة بمن منحت بأسمائهم. لا بد من إيجاد الوسائل التي تضمن استمرار بقاء أي جائزة يعلن عن استحداثها. 3. مؤلفات الكتاب؛ ففي بيت كل عضو من أعضاء الرابطة غالبًا كتب عجز عن تسويقها أو مخطوطات عجز عن نشرها. لا بد من التفكير في عملية دعم الكاتب، وتسويق أعماله ونشرها، ووضع الخطط لتنفيذ ذلك. 4. المشاركات والمهمات الثقافية. لا بد من توضيح الأسس التي توزع على ضوئها المهمات والمشاركات الداخلية والخارجية لأعضاء الرابطة. كما، على سبيل المثال اختيار هيئة تحرير مجلة «أوراق»، واختيار المشاركين في مهرجان جرش . هكذا لابد من وضع برامج أو بيان الآراء أو على الأقل تقديم تصورات حول هذه الأمور وغيرها، ليتاح على ضوئها للأعضاء انتخاب هيئة إدارية قادرة على تنفيذ البرامج التي وضعت. بصراحة ووضوح، دون وضع أمثال هذه البرامج في انتخابات الهيئة الإدارية القادمة فإنها؛ أي الرابطة، ستظل غارقة في الخلافات والاضطرابات، وسيتراجع دورها في المجتمع، وتغدو عضوًا فاعلًا في ترسيخ قيم التخلف. ويستمر الانحدار .
الدستور الاردنية
طبقه جديده ...
طبقه جديده ...
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 06-09-2019 11:00 مساء
الزوار: 1070 التعليقات: 0