|
عرار:
عمان : عن فلسطين الحبّ، الفن، التصوير، الغناء، الموسيقى وبطولات البشر، تأتي (ثلاثية الأجراس) العمل الملحمي الجديد للشاعر والروائي إبراهيم نصر الله، لتشكل ما يمكن أن نصفه بأنه روايات، متصلة، منفصلة في آن، بحيث تستطيع القارئة/ القارئ، قراءة أي واحدة منها، باعتبارها عملا مستقلا، أو قراءة الثلاثية كلها كعمل متعدد الوجوه، متكامل، لحكاية واحدة هي حكاية فلسطين خلال القرن العشرين، ويبدأ توزيع الثلاثية الصادرة عن الدار العربية للعلوم، بيروت، خلال الأيام القادمة في الأردن، فلسطين طبعة خاصة، عبر (الدار الأهلية)، مصر، من خلال طبعة خاصة (دار مكتبة تنمية) كما ستكون في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يبدأ منتصف آذار الجاري، إضافة لبيروت وعدد من العواصم. يحتضن هذا العمل الملحمي الذي يأتي امتدادا لـ (الملهاة الفلسطينية) ثلاثة أعمال روائية: (ظلال المفاتيح)، (سيرة عين) و (دبابة تحت شجرة عيد الميلاد)، وبه يؤكد نصر الله قدرة فائقة على التجدّد والعطاء وارتياد مناطق جديدة، تاريخيا، وإنسانيا. في رواية (ظلال المفاتيح) يبدو الفلسطيني صورة أسطورية لذاكرته، مثلما تبدو ذاكرته صورة أسطورية لمعنى وجوده. رواية عابرة لأزمنة كثيرة وتحولات كبرى شهدتها فلسطين، وعاشتها شخصيات هذا العمل، في امتدادات الحدود القصوى لفكرة الوجود، والشتات، والتّماهي مع وطن سُلب بالقوة. وهي كذلك عن المسافة بين إنسانية صاحب الحقّ وغطرسة سالب هذا الحق، الذي يتجسّد هنا من خلال مواجهة استثنائية بين امرأة فلسطينية وضابط صهيوني. حيث تثبت هذه الرواية القصيرة، نسبيا، أن الملاحم لا تحتاج، دائما، صفحاتٍ كثيرة لتستحق اسمها، ففي (ظلال المفاتيح) تنبثق ملحمة أخرى، قوية، مؤثرة، وعاصفة لفرط قوة الصراع الذي عاشته فلسطين، ولم تزل تعيشه في مواجهة مُحتليها. أما رواية (سيرة عين) فتحضر فيها شخصية المصوِّرة الفلسطينية الرائدة كريمة عبود (1893ـ1940)، على أكثر من مستوى: ففي النصف الأول من القرن الماضي، استطاعت كريمة عبود أن تخترق واقعا نمطيّا احتكر فيه الرجال فنَّ التصوير الفوتوغرافي، وبهذا استحقت أن تنال لقب رائدة التصوير في فلسطين والعالم العربي، واستطاعت أن تحقق المعنى العميق للصورة باعتبارها فنًّا، وهذا ما رسخ ريادتها أكثر؛ هذه الريادة التي باتت موضع تقدير في العالم كله اليوم. واستطاعت كريمة أن تخترق الواقع الاجتماعي بتمرّدها على الصورة التقليدية للمرأة، وهي تحقق حضورها القوي كفتاة وامرأة قادرة على انتزاع حريتها وانتزاع الاعتراف بحقها، بحيث يمكن أن نعتبرها واحدة من النهضويات اللواتي حققن حرية المرأة قولا وفعلا. وإذا كانت هذه الرواية عن ذلك كله، فهي أيضا عن فن التصوير نفسه، وحكاية عائلة أصيبت في أعمق أعماقها بلعنة الاستعمار البريطاني ومن ثمَّ الصهيوني الذي ابتليت بهما فلسطين. وتذهب رواية (دبابة تحت شجرة عيد الميلاد)، التي بدأ التحضير لها منذ عام 1990، لتأمّل حال فلسطين على مدى 75 عاما، بدءا من الحرب العالمية الأولى، حتى نهاية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، متتبعة ما عاشته فلسطين من تحولات. رواية أجيال، تدور أحداثها في بيت ساحور، بيت لحم، القدس، وغيرها من المدن الفلسطينية. وبقدر ما هي رواية المدينة الفلسطينية التي تنهل من تاريخ الوطن، بقدر ما هي حكاية حب غير عادية، ورواية عن الموسيقى، والغناء، والفن والثقافة، والدور الطليعي للشعب الفلسطيني، إنسانيا ونضاليا، وجماليا، والدور المسيحي في النضال الفلسطيني، وتجلياته المختلفة، وذلك الإنجاز الكبير الذي حققته مدينة بيت ساحور عبر عصيانها المدني الخلّاق خلال الانتفاضة الأولى. كما تقدِّم رواية الأجيال هذه، عبر شخصياتها التي لا تُنسى، الأساليبَ التي اتّبعتْها الصهيونية للسيطرة على فلسطين. من ناحية أخرى صدرت في طهران مؤخرا ترجمة لرواية (حرب الكلب الثانية) قام بها ستار جليل زادة، كما صدر في روما ديوان (مرايا الملائكة) بترجمة الدكتور وسيم دهمش، وتقديم الدكتور بينا روزا بيراس، وسيقوم نصر الله بجولة لتوقيع ديوانه هذا في روما وسردينيا وقراءة مختارات منه بمشاركة ممثلين وعازفين، مع دراسات لعدد من النقاد الإيطاليين. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 09-03-2019 07:35 مساء
الزوار: 1564 التعليقات: 0
|