|
عرار:
ما هي المدرسة التعبيرية التي أسسها د . أنور غني الموسوي ورشا السيد أحمد وكريم عبد الله إذا هي نهضة فنية متمردة على كل ما يحيطها , أثرت بجميع النواحي الثقافية من تشكيلية وأدبية وموسيقية لتكون اتجاه راائع يبحر في العمق الفكري للإنسان , يتلمس به تأثير العالم الخارجي , في مستويات الفكر العميق وفي مستويات الحس الإنساني وما أثرت به الحضارة وتطوراتها الاقتصادية والسياسية والبروجوازية التي نشأت بقوة مع التقدم التكنولوجي الحديث امتدت من عام 1910إلى عام 1925 بقوة لتبقى ممتدة بعد ذلك بدرجات متفاوتة . وقد انطلقت هذه الحركة من ألمانيا إلى باقى الدول الأوربية . 3 ـ ترى أن الإصلاح العام للمجتمع يبدأ من الخلية الأولى وهي الفرد 4 ـ أدباء التعبيرية همهم الأول والأخير هو المضمون والإرادة الشخصية والموقف الأخلاقى للفرد وللمجتمع ككل بعكس المدرسة التأثيرية , والتي كانت نتيجة للتأثيرات الخارجية . وبينما المدارس الأخرى قد تهتم بدقائق الأمور كالمدرسة الانطباعية نجد أن التعبيرية , حالة حسية وعقلية وشعورية تتكون في المراجل الداخلية للحس , وتنصب على الجزء المهم من الحدث , لتسكبه قويا في بقعة ضوء واضحة , وجلية حسبما تحسه وتراه وتحب أن تراه لتغير المجتمع للأفضل وانصب الأدب والفن على مجريات العالم الواقعية , بكل قسوته وهكذا امتدت التعبيرية بكل فكرها , لتنشأ فيما بعد ذلك التعبيرية الجديدة الحديثة متمثلة بفكر هادىء في معظم الأحيان وشكل جمالي يصبه الفنان والأديب في لوحات أدبية وفنية وشعرية فمن ” استشراقات رامبو ” وقصائد بودلير ” أزهار الشر ” التي تأثرت بها أيضا , التعبيرية امتدت هذه المدرسة الأدبية التعبيرية الجديدة لتنبثق بأشكال حديثة وفي الوطن العربي أجد هذه الحركة قد تأثر بها كثر من الفنانين والأدباء والشعراء حتى امتدت لعصرنا الحالي لتنبثق لدينا ( التعبيرية السردية ) في الشعر لتشكل معنا قصيدة نثر بثوب جديد فيها من مقوامات الفن الصوري والتشكيلي والشعر والرسالة القوية ما فيها , بتمازج هادىء جميل تارة وتارة يتعالى النبض حسب حالة الشاعر الانفعالية فالصورة الشعرية , تحولت من صورية عادية إلى استعارة منسابة مظغوطة , في وحدة صغيرة كاملة برسالية محددة وموجهة وهادفة ـ هنا مدرسة عربية حديثة , تنبثق بجمال السردية التعبيرية الشعرية الحديثة لو عدنا لقراءة النص نجده أشبه بسردية القصة التي ترتب أحداثها المتفجرة من المستوى الأول للعرض لتنتقل بنا إلى المستويات الباقية للحدث قال د . الموسوي ( ظلّ أنا و مرآة شاحبة ) أبتدأ الحدث بجملة مظغوطة يتابع السرد نتوقف بالتساؤل عنها علينا النظر إليها من الداخل وليس فقط من الخارج ففي الداخل الشيفرة المعنية للإرسالية ونجدها أيضا عند الشاعر العراقي الناقد الأستاذ ناظم ناصر القريشي أنها لوحة كاملة متكاملة قدمت موضوع روحي في سردية تعبيرية رشيقة جدا تستوقفك الإستعارة , بين طيات الحدث السريع وهو يرسم المشاهد واحدا تلو الآخر ولكن بنفاذية عميقة , ومكثفة جدا لا تجعلك تجيل بصرك هنا أو هناك أنت تركز فقط على ما قدمه الشاعر , من حدث بإنزيحات حدثاوية تتستجمع الذات في داخل الجملة , لتعكسها بناء آخر يستفز المتلقي 4 ـ لإيجاد الحل وللتغير والتفاعل ( هل رأيت الروح المهجورة تصفق فيها الذكريات أنها استفزاز للمتلقي ليعاني مع الشاعر , ويتلمس محيطه وما ينعكس على ذاته , ما يتفجر داخله ..هذه هي وظيفة كبيرة جدا لتحريك أعماق المتلقي للوصول لجو من السلام الداخلي * ثمبلينا : فتاة الزهور طولها لا يتعدى بضع سنتميرات هنا منحى آخر للتعبيرية , بكل ما سبق مع تناص لشخصية قصصية أدبية معروفة وهي ثمبلينا بكل أبعادها وما تعنيه كثيراُ ما تسألُ أزهارُ شرفاتها العالية : هل مازالَ يحبّها ذاكَ المتولّهُ للآنَ ويتراكمُ في روحهِ عشقٌ حدَّ الجنون ..؟ ولماذا حبّاتُ البَرَدِ كلّما تتساقطُ تكسّرُ أوراقنا الفتيّة أن السردية هنا اعتمدت التباثق الصوري والفكرة القوية التي تطرق الحدث بقوة منذ البدء فبدأت بالسؤال الشعر أن لم يغير فينا شيئا .. أن لم يجعلنا نتفاعل معه ومع الوجود . فهو لا يتعدى كلمات وصفية , أنها مسألة تعمل على التأثير في الحس العميق منا .. فكم أقر علماء النفس بالمستوى الشمي والسمعي واللمسي والذوقي .. أشاروا أن التكوين الصوري لدى الإنسان ولدى الشاعر والفنان والمبدع , ما هو إلا عملية عقلية تتم في العقل الباطن يفتح فيه أجنحته , ليحلق بعيدا جدا . إذا التعبيرية لوحة كاملة متكاملة يحق لنا دراسة أجزائها كل على حدا لتصل بمفهومها التشكيلي الشعري لحيث تريد الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 16-01-2019 06:14 مساء
الزوار: 938 التعليقات: 0
|