زهير توفيق يتأمل كتاب «أسئلة الإبداع وإشكالاته» للدكتور حسين جمعه
عرار:
عمان :-
نظمت جمعية النقاد الأردنيين مساء أول أمس، في منتدى الرواد الكبار، ندوة حول كتاب « أسئلة الإبداع وإشكالاته « للدكتور حسين جمعة، أدرات مفرداتها الدكتورة دلال العنبتاوي، وسط حضور من المثقفين والمهتمين. واستهل الندوة د. زهير توفيق بعنوان «قراءة في كتاب « أسئلة الإبداع وإشكالاته « للدكتور حسين جمعه، قال فيها : تقوم فكرة الكتاب منذ الصفحة الأولى والمقدمة على البحث عن مفهوم الإبداع ويرى فيه الكاتب «أنه نشاط أنساني مشهود ومنجز مذكور يجترحه الفرد السوي للتعبير عن ذاته وتلبية لحاجات مجتمعه» ويسعى الكاتب إلى تقصي بعض أسرار الإبداع الروحي التي ما يزال يكتنفها الغموض والالتباس وتثير كنوز النشاط الإبداعي ويسعى إلى محاولات إمعان النظر والتدقيق في ماهيته ومادته وسيكولوجيته المعقدة التي تعتبر من مكونات المعرفة الإنسانية التي تحتاج إلى بحث واستقصاء؛ لأن أولياتها في غاية التعقيد والتشابك يرى د. حسين في كثير من فصول هذا الكتاب والتي جاءت على شكل مقالات مختزلة ومكثفة للكشف عن الإبداع وتسليط الضوء عليه في كثير من جوانب وجوده في الحياة من جهة ومن جوانب تماسه مع الوجود الإنساني من جهة ثانية ومع الإنسان المبدع من جهة أخرى فهو يرى أن الإبداع ... نشاط إنساني وجمالي، وقد ركز في هذا التناول على أن نشاط المبدع الحقيقي والعضوي هو نشاط إنساني حر موجه في سبيل رفعة الإنسان وتسامي مكانته في الكون والحياة. وأضاف: يرى أن الحس الجمالي مفهوم أوسع وأعمق من المشاعر العابرة والمدركات العادية وهو ليس مطابقا لها، وإن الأحاسيس الجمالية في مجملها تسهل علينا تلقي الواقع المحيط واستيعابه كشيء قريب ومحبب لنا يمنح حياتنا ألقا وسعادة ويجعل كينونة العالم أكثر روعة وقبولا؛ فالأحاسيس الجمالية ترتكز على المكابدات الجمالية والمعاناة الفردية، ويرى الكاتب أن الأحاسيس الجمالية تنطوي على بعض المفاهيم المشاركة في سيرورة الأحاسيس وعملها وبنيتها السيكولوجية من مثل الانفعالات / المكابدات / التداعيات، ثم ينتقل بنا إلى الحديث عن الموهبة الفنية التي يرى فيها العبقرية التي هي هبة من الخالق وعطية من الإله؛ فهي هبة فطرية وملكة طبيعية تمنح الإنسان المقدرة على إنجاز المهمات المطروحة أمامه بنجاح، وهي بحاجة ماسة إلى إلى شحذ وتطوير لتظل ذات دلالة وأثر واضح في النشاط الحياتي للإنسان. وبيّن أن الكاتب يرى أن خروج المبدع على المألوف لايعني بأي شكل من الأشكال التنصل نهائيا من ارتباط المنظومة الموضوعية للروابط والعلاقات الإنسانية والمجتمعية ويوضح أن بروز ظواهر غير عادية مثل العبقرية الفذة والحدس المثير للدهشة وما شابه ذلك يرتكز الى المنظومة السابقة، ويبين كذلك أن هناك عذابات للإبداع تكاد تنحصر في طائفة من العثرات والعوائق التي تحول بين المبدع وبين إنجاز مشروعه الفني، ومرد ذلك إلى أن الإبداع عملية معقدة وشاقة تحتاج إلى صرف طاقة نفسية وفيزيائية هائلة لتغدو مؤثرة وفاعلة وذات جدوى اجتماعية وإنسانية عميقة؛ فالإبداع الحقيقي ما هو إلّا صراع عنيف ومجالدة قاسية للتغلب على المعوقات، وان عذابات الابداع تنتج عن إحساس الكاتب بعدم قدرته على العثور على المفردات المطابقة للفكرة وتجاوز هذه الحقيقة. من جهته قال مؤلف الكتاب د. حسين جمعة هذا الكتاب محاولة متواضعة لولوج إشكالية معقدة تتمحور حول قضية الانسان وجهوده الابداعية في الحياة والفن، واعني الشخصة المبدعة ودورها في الواقع والمجتمع، وكيفية تبلور مقاصدها الفنية وتطورها وانجازها في اعمال ابداعية مكتملة، وقد سعى المؤلف الى تتبع تباشير بروق القصد الفني عند المبدع الى مرحلة افراغه والانتهاء من تشييده وبنائه وظهوره بشكل ملموس اما كتابا أولوحة او معزوفة موسيقية او تحفة معمارية وغيرها. وقال: لقد اجتهد المؤلف لاثراء واكتمال الصورة في ان ينقل بعض الدراسات والابحاث القيمة والمفيدة في هذا المجال، ومنها: مراحل العملية الابداعية والاوهام وما شاكل ذلك، واتحف عمله بوضع عدد من الملاحق واهمها ملحق عن التراث الفلسطيني لما يتعرض له هذا الشعب من اقتلاع وتشريد وسرقة من قبل الصهاينة.