|
عرار:
أنقل لكم قصة صداقة بين اثنين لم تنتهي حتى مع موت الطرف الآخر، قصة صديق لم ينسى المعروف والجميل، قصة صديق أحب صديقه حتى الثمالة، قصة صديق يتذكر صديقه في كل حين، قصة صديق يدعو لصديقه بين حين وآخر. يقول هذا الصديق الوفي والراقي بتعامله: توفى صديقي العزيز منذ فترة ليست بالبسيطة، ومن حبي له لم احذف اﺳﻤﻪ ﻣﻦ هاتفي الخلوي، فلما سُئلت ما ﺍﻟﺴﺒﺐ وماهي الفائدة من ذلك والرجل قد مات؟؟ قلت لهم: المعروف لا ينسى والديان لا يموت.. وكما تدين تدان.. عندما ﻣﺎﺕ ﺻﺪﻳﻘﻲ الحميم ضاقت بي الأرض بما رحبت، وحزنت عليه حزناً كثيراً حتى كدت أن امرض، ولم استطيع نسيان صورته من مخيلتي، وتذكر مواقفه النبيلة والصادقة معي البته. ولذلك عاهدت نفسي عرفاناً وتقديراً لهذا الرجل الذي أخذ لب عقلي، وجمع مشاعر قلبي، أن لا ﺍﺣﺬﻑ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ قائمة الأسماء في ﻫﺎتفي.. وإذا ما غيرت ﻫﺎتفاً جديداً ﻭﺳﺠﻠﺖ ﺍلأﺳﻤﺎﺀ ﻣﺠﺪﺩﺍً ﺍﺿﻌﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﺋﻤﺔ الأﺳﻤﺎﺀ؟؟ والسبب الرئيسي لعدم ﺣﺬﻑ اسمه من قائمة الأسماء في هاتفي ﺣﺘﻰ الآن هو تذكر صديقي كلما ﻣﺮﺭﺕ بالأسماء ورأيت اسمه، فاﺩﻋﻮ الله ﻟﻪ بالعفو والرحمة الواسعة والغفران من الكريم المتعال، وثانياً حتى أكسب تأمين المَلك - ولك بالمثل - لأني دعوت لأخ لا حول له ولا قوة بظهر الغيب. الصداقة الحقيقية.. مهمة لكل إنسان سوي يريد أن يستظل تحت ظل عرش الرحمن يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.. الصداقة هي تلاحم شخصين في شخصية واحده يحملان فكراً واحداً وهماً واحداً وإن اختلفا في الأراء. الصداقة.. ليست تعارفاً بين شخصين وحفظ كل واحد أسم الآخر، وأبتسما ويتبادلا الزيارات.. فالصديق تجده في السراء والضراء، وفي الأفراح والأتراح، فكلما وجدك في هم وغم تجده أول السائلين عن أحوالك والمساعدين لك في مشكلاتك. ففي ظني المتواضع أن صداقة المصلحة التي انبنت على دنيا فانية، تزول وتنتهي عند أول منعطف أو موقف سلبي حصل بينمها، والعكس صحيح تستمر الصداقة المبنية على أخوة الدين لأنها حباً في لله. ولا تنتهي الصداقة وإن تفرقت الأجساد وتباعدت الأبدان، لأن أرواحهما التقت وأجتمعت وتألفت وتعارفت وسكنت، وتبقى مستمرة، إلا إذا مات الحب وانقطع الود ولم يتجاوز الأول ويغط الطرف الآخر عن أخطاء وزلات بعضيهما. ومضة: كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 20-11-2018 09:26 مساء
الزوار: 1074 التعليقات: 0
|