هَوَاكِ بِجَوْفِ القَلْبِ رَاسٍ وَقَابِعٌ
وَجَمْرُ اشْتِيَاقِي بِالصَّبَابَةِ وَالِعُ

لِغَيرِكِ لَمْ يُعْلِنْ فُؤَادِي خُفُوقَهُ
شَغُوفٌ وَقَدْ جَارَتْ عَلَيهِ المَوَاجِعُ

تصُدِّينَ عَنِّي وَالصُّدُودُ مُعَذِّبِي
وَشَرُّ الهَوَى أنِّي بحُبِّكِ قَانِعُ

أيُحْرَمُ طيبَ الوَصْلِ مَنْ عَنْكِ مَا سَهَا
وَحُبُّكِ وَجْدٌ قَدْ حَوَتْهُ الأَضَالِعُ

فَيَا وَيْحَ صَبٍّ إنْ تَمَادَى صُدُودُهُ
فَقُلْ لِي أيَا قَلْبِي فَمَا أنْتَ صِانِعُ

فَلاَ الحُبُّ يَخْفَى مِنْ مَلاَمِحِ عَاشِقٍ
تُشِيرُ إلَيهِ بِاليدينِ الأَصَابِعُ

وَلِلْقَلْبِ شَجْوٌ وَالمَآقِي بَيَانُهُ
وَنَارُ الجَوَى تُذْكِي لِظَاهِا المَدَامِعُ

لِفَاتِنَتِي أُزْجِي حَدِيثَ مَشَاعِرِي
فَهَلْ لِقَتِيلِ الهَجْرِ فِي القرب شَافِعُ

أرُومُ التَّدَانِي وَالوِصَالُ يَشُدُّنِي
لِنَجْوَاكِ فِي أُفْقِ الوِدَادِ طَلاَئِعُ

فُؤَادِي مَنَارٌ بِالمَحَبَّةِ مُوْقَدٌ
وَقَدْ سَطَعَتْ مِنْهُ البَرُوقُ اللَوَامِعُ

حَمَائِمُ شَوْقِي فِي ريَاضِ مَحَبَّتِي
تَهَادَتْ عَلَى الشريانِ وَهْيَ سَوَاجِعُ

فَيَا مُبْتَدَا عُمْرِي وَيَا حَالُ صَبْوَتِي
(وَيَا خَبَرِي فِي مُبْتَدَا الحَالِ رَافِعُ)

فَهَجْرُكِ أضْحَى مِثْلَ فِعْلكِ مَاضِيَاً
وَعَهْدُكِ فِي قُرْبِ اللِقَاءِ مُضَارعُ

وَغَايَةُ نَفْسي أنَّ حُبَّكِ مَذْهَبي
لأَِجْلِكِ إيمَاني مِنَ القَلْبِ نَابِعُ

أُهِيمُ فَتهْدِينِي إِلَيْكِ صَبَابَتِي
وَمَا لِيَّ فِي شَخْصٍ سِوَاكِ مَرَاجعُ

وَعُشْقِي يَقِينٌ لاَ رَدِيفَ لِمِثْلِهِ
وَإِنِّي لَفِي محْرَابِ عُشْقِكِ خَاشِعُ