«معالم في طريق النهوض».. كتاب جديد للدكتور عبداللـه الطوالبة
عرار:
عمان :-
صدر للصحفي والمفكر الأردني الدكتور عبدالله الطوالبة كتاب جديد بعنوان:»معالم في طريق النهوض» وذلك عن دار النشر الأردنية «الآن ناشرون وموزعون». الكتاب بفصوله الخمسة يتمحور حول سؤالين: كيف ننهض؟ ولماذا تقدم المتقدمون وتخلفنا؟ ولقد انطلقنا في هذا الكتاب من فرضية ان النهوض لا يهبط من السماء، بل فعل انساني يتحقق على الأرض. فعل لا تصنعه الخوارق والمعجزات باستثناء واحدة، هي معجزة العقل والارادة الانسانيين. التقدم والتخلف يتوقفان على الانسان، فهو الذي يصنع الأول أو يكرس الثاني ويستكين له. والفيصل في الحالتين، أنماط التفكير وأرضيتها الثقافية ومرجعيتها المعرفية. فالانسان-أي انسان- نتاج ثقافة تحدد أنماط تفكيره ونظرته الى الذات والوجود، مثلما تقرر حركته في التاريخ وفي الجغرافيا. على هذه الأسس جاءت فصول الكتاب. فقد تناولنا في الفصل الأول اشكالية الخلط بين الديني والدنياوي في واقعنا العربي وأنماط تفكيرنا وذلك تحت عنوان: «الاشتباك بين الديني والدنياوي: تمثلاته وتداعياته». ومن أهم الاستنتاجات التي توصلنا اليها في هذا الفصل، أن الاشتباك بين الديني والدنياوي هو النمط الأسوأ للعلاقة بين المطلق الثابت والانساني المتحرك. فالحياة لا تتوقف عن الحركة والاتيان بالجديد المستجد. لذا فان التعامل مع المتحرك بمنظور الثابت لا بد سيضع الدين في مواجهة مع الحياة، بما يترتب على ذلك من جمود وتخلف وتزييف للوعي. ستظل مجتمعاتنا تدور حول نفسها ما لم تبدأ بطرح تساؤلات مستوحاة من انجازات المعارف البشرية والعلم، ترمي الى تحرير العقل من سلطة النقل. من هنا يبدأ التحرر من الاستبداد السياسي والديني والاجتماعي كشرط أولي لسلوك طريق النهوض. يبدو الفصل الأول كما لو أنه حدد مضامين الفصل الثاني واختارعنوانه، حيث تناولنا في هذا الفصل العالمانية باعتبارها أفضل ما توصل اليه العقل الانساني لوضع حدود بين الديني والدنياوي ، لجهة وضع الدين في حقله الطبيعي، أي الشأن التعبدي الخاص والنأي به عن التدخل في السياسة وفي شؤون الاجتماع الانساني. وجاء هذا الفصل بعنوان:»العالمانية الحقيقة والتضليل». ومن استنتاجاتنا في هذا الفصل أن تجارب الأمم والشعوب عبر التاريخ تعلمنا أنه ما اختلط الدين بالسياسة عبر التاريخ الا وكانت النتيجة الاستبداد والفتن الداخلية والاقتتال وسفك الدم. من هنا اتجهت العالمانية منذ بداياتها الى كيفية بناء الدول وتبلور مبدأها الأهم، وهو حياد الدولة تجاه الدين وفصل الدين عن السياسة. وخصصنا الفصل الثالث للتعليم ادراكا منا للآمال الكبيرة التي تعقدها عليه الأمم والشعوب لتشكيل عقل ووعي جديدين، تدخل حرية الرأي والتفكير النقدي الحر الواعي في تكوينهما. وجاء هذا الفصل بعنوان:»التعليم أي تعليم وكيف؟!». أكدنا في هذا الفصل أن الخطوة الأولى لتطوير التعليم في واقعنا العربي تبدأ بتجاوز أساليب التلقين في التدريس، ثم الانتقال الى تعليم التلامذة أساليب التفكير وأنماطه الحديثة، وضرورة تدريس الفلسفة في مؤسساتنا التعليمية، والبدء بتدريس علوم الأديان الحديثة لتشكيل وعي علمي بالدين. ومن هذه العلوم: تاريخ الأديان المقارن، وعلم نفس الأديان، والهرمنيوطيقا، والأنثروبولوجيا الدينية. ولقناعتنا بأن الحديث عن النهوض لا يكتمل من دون التوقف عند الانسان ذاته، أداة النهوض وغايته، فقد تناولنا ذلك في الفصل الرابع، من خلال بحث وضع المرأة في واقعنا العربي، ولنا أسبابنا، وأولها، أن مكانة المرأة في المجتمع تكشف حقيقة هذا المجتمع بمعايير التقدم والتخلف. كما أن المجتمع الذي يضطهد المرأة ويتنكر لحقوقها لا يمكن أن يكون الرجل فيه حرا. وعليه، فقد فرض هذا الفصل عنوانه:»اشكالية وضع المرأة». أشرنا في هذا الفصل الى دحض العلم الحديث لوسم المرأة بأنها ناقصة عقل، وأكدنا ضرورة تحرير المرأة من الموروث السلبي المتوارث تجاهها وبخاصة في الميراث، فاذا كان الاسلام قد منحها نصف ما للرجل من الميراث قبل 1400 عام ويزيد، فلا يوجد نص ديني يمنع من الاجتهاد لمساواتها بالرجل في هذا الجانب. وأكدنا أن تحرير أيضا يتحقق بتعليمها وتوفير فرص العمل لها، مثلما أشرنا الى بعض العادات المتوارثة بهذا الخصوص مثل ارتداء الحجاب. فالحجاب لا علاقة له بالاسلام ولا بالتراث العربي أصلا، ولم يرد الحجاب في القرآن الكريم بمعنى اللباس نهائيا بل بمعنى الساتر أو الحاجز. وبينا أن العرب أخذوا الحجاب من الفرس الزرادشتيين، الذين كانت المرأة عندهم تعتبر كائنا غير طاهر، عليها أن تربط فمها بعصابة كي لا تدنس أنفاسها النار المقدسة. وتناولنا في الفصل الأخير، وعاء التفكير وأداة تشكيل الذهن، أي اللغة تحت عنوان:»اللغة العربية في عصر سريع الايقاع والتحول». أكدنا في هذا الفصل ضرورة تجاوز النظرة الاستاتيكية الجامدة للسان العربي، التي هي انعكاس لثالوث الركود الفكري والجمود الثقافي والتقهقر الحضاري المخيمة على واقعنا العربي. لغتنا بحاجة الى اصلاح لا يخشى الأسئلة الجريئة المتعلقة بتراكيب اللغة وصرفها ومعاجمها. وأكدنا ضرورة تعريب الصيغ العلمية الحديثة لادخالها على الذهنية العربية. يقع الكتاب في 260 صفحة من القطع الكبير. وللمؤلف اصدارات فكرية وأدبية سابقة، منها: كتاب «العرب والديمقراطية أين الخلل؟!» وقد صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت عام 2016. ومنها أيضا، مجموعتان قصصيتان: السيارة السوداء 2006، والبحث عن جميلة 2012. المؤلف عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين، وعضو في رابطة الكتاب الأردنيين..
الدستور الاردنية
الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الجمعة 02-11-2018 11:59 مساء
الزوار: 967 التعليقات: 0