عرار:

عمان - أقام منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، أمسية شعرية غنائية تراثية، اشتملت على حفل إشهار كتاب "ست زغاريت للحاشي- قول في التراث الشعبي الأردني" للشاعر نايف أبو عبيد وفقرات تراثية قدمتها فرقة أمانة عمان الكبرى.
الأمسية أدارتها المستشارة الثقافية في المنتدى، القاصة سحر ملص، وشارك فيها الكاتب والأديب إبراهيم العجلوني، ومديرة المنتدى هيفاء البشير التي رحبت بالحضور، مشيرة الى أن هذه الأمسية التراثية الفلكورية تهدف الى الحفاظ على التراث الأردني، للجيل الذي لا يعرف الكثير عن هذا التراث، وخصوصا رقصة "الحاشي".
وبينت البشير أن الأمسية هي افتتاح للموسم الثقافي الثاني للمنتدى الرواد، وهي تؤكد الاهتمام بالشأن الثقافي الأردني والعربي، لافتة إلى أن كتاب "ست زغاريت للحاشي"، مجموعة مقالات تتحدث عن التراث الشعبي الأردني، للشاعر الأصيل أبو عبيد، وفي هذا الكتاب يتوقف في عدد من محطات التراث الشعبي الأردني.
ولفتت البشير الى أن أبو عبيد عرف كشاعر يكتب باللغة العربية الفصحى وباللهجة البدوية، فهو كذلك شاعر متجدد يتنقل في بحور الشعر والحياة، مبينة "أن المنتدى يسعى دائما الى الارتقاء بالذائقة الأدبية ويقدم، لذلك نرحب بفرقة أمانة عمان الكبرى للأداء الفولكلوري لأداء رقصة الدحية والحاشي، ليكون تراثنا الأردني حاضرا دوماً بيننا، ومرجعنا في معرفة تفاصيل حياة الآباء والأجداد، فأهلاً بكم جميعاً".
ومن جانبه، قال الشاعر نايف أبو عبيد الذي صدر له قرابة "16" مؤلفا: "إن الحاشي بالقاموس العربي هو "ابن الناقة كثير الحركة""، مشيرا إلى بعض المفردات الغنائية البدوية مثل "القصيد، الهجيني وهي تلك القصائد التي تقال أثناء الركوب على الهجن والذهاب لإحضار العروس من بيت والدها".
وأوضح أبو عبيد "أن رقصة "الحاشي"، تكون ضمن رقصة بدوية أردنية "الدحية" تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات، وتشارك فيها المرأة؛ حيث تدخل حلبة الرقص من دون أن يتعرف عليها أحد ويكون بيدها عصا وهي أساس الحفل.. وتكون مشاركتها قاصرة على أداء رقصة الحاشي فتنزل الميدان.. بين الصفين ويكون جسمها مغطى تماماً ولا يرى منه شيء حتى عيناها ولا يعرف من هي".
وأشار أبو عبيد الى أن الدارسين يعتبرون أن المثل الشعبي هو من ألوان التعبير الأدبي؛ حيث يعبر عن قائله أو راويه أو ممثله عن موقف ما سلبا كان أم إيجابا، وقد اهتم الدارسون بجمع الأمثال الشعبية ودراستها أكثر من اهتمامهم بأي لون آخر من ألوان التعبير الأدبي الشعبي بسبب سهولة جمعها من أفواه الناس وأصبح لكل قطر معجمه الخاص به.
وفي سياق آخر، تحدث الكاتب إبراهيم العجلوني عن الصفات التي يجب أن يتحلى بها الشاعر، وهي كما قال "يراوح قلقا، كأن الريح تحته، بين وجدانياته واخوانياته ووطنياته؛ فأعلم أنه هو المثقف العضوي الذي يلتمسونه ولا يجدونه، وأنه هو ترجمان قومه ولسان حالهم الذي تماهى بهم.. ثم أعلم أنه هو المطبوع الذي لا يتصنع، والصادق اللهجة الذي لا يتخم والثابت الجنان الذي لا يتضعضع.. وتلك خصال عرفتها في الصديق الكبير الشاعر نايف أبو عبيد".
وأضاف العجلوني "أن أبو عبيد هو مثال الصديق الوفي، والشاعر الوطني، والإنسان الرضي. عرفته منذ ما يقارب الأربعين عاما؛ فلم أر لتقلد المواسم عليه أثرا، ولا لتغير الطقوس عليه تأثيرا، ولعله أن يكون تمثل في مسيرته قوله تعالى "ودوا لو تدهن فيدهنون"، وهو عروبيا يضم جوانحه على وعود الحرية والعزة وتمام التحرر والاستقلال لأمته، ثم هو "صانع ثقافة"، له من الجهود ما قد يطول الخوض فيه".
واستذكر العجلوني "كيف كان يسعى أبو عبيد مع نخبة من مثقفي الأردن، أذكر منهم الدكتور سبحان خليفات والدكتور سمير قطامي وآخرين، كل من موقعه، لتجلية ملامح ثقافتنا الوطنية، وبيان الجوهري الأصيل من سماتها وكيف كانوا يباشرون ذلك بعزيمة حذاء وصدق صادق، دونما ضجيج أو عجيج أو شيء مما يكبر في النفوس أو يصغر أو يضعف".
بعد ذلك، قدمت فرقة أمانة عمان الكبرى مجموعة فقرات تراثية منها "رقصة الدحية والحاشي، والدبكة".
ويذكر أن نايف أبو عبيد حاصل على ليسانس آداب في اللغة العربية من جامعة الإسكندرية، وعلى دبلوم الدراسات الشرقية من جامعة القديس يوسف، صدر له العديد من الإصدارات الشعرية، فصدر له بالفصحى "أغنيات للأرض"، "سلام عليه.. سلام عليها"، "أرجوان العمر"، "نشيج القوافي"، كما صدر له بالعامية "هرجه وحكايا ليل"، "قريتنا"، "وقال الراوس".