|
عرار:
أَيْنَ الدُّرُوبُ الَّتِي كُنَّا نُسْكِنُهَا. أَيْنَ القِلَاعُ الَّتِي كُنَّا نَعْلوها. بِالأَمْسِ كَانَتْ بِنَا تسكُننآ. وَاليَوْمَ صَارَ السَّرَابُ يَغْشَاهَا. بُحُورُ الدَّمْعُ فِي الأَجْفَانِ تَنْهَمِرُ. وصدىٓ الهَمْسُ فِي الأَحْدَابِ ذِكْرَاهَا. جِبَالُ الحُزْنِ كَادَتْ أَنْ تُمُزِّقْنَا. وَكَأَنَّهَا هُدِمَتْ. عَلَى رَأْسٍ مَنْ كَانَ. فَوْقَ الجِبَالِ يَلْقَاهَا. بُحُورُ الشَّوْقُ فِي الأَحْزَانِ تُغْرِقُنَا. وَكَأَنَّهَا تُصَارَعُ. مَنْ كَانَ لَهَا فِي الأَعْمَاقِ مَرْسَاهَا. كُهُوفُ الصَّمْتِ فِي الظُّلُمَاتِ تَقَتَّلْنَا. وَكَأَنَّ الصَّمْتَ. أَصْبِحْ لِنَا. فِي الظُّلُمَاتِ. عُقْبَاهَا. تُهِيِمُ عَلَيْنَا الذِّكْرَى لَتَسُكُّنَّنَا. كأننا لَهَا أَرْضُهَا وَمَرْعَاهَا. أَضْغَاثُ أَحْلَامِ الذِّكْرَى تُرَاوِدُنَا. وَكَأَنَّ الذِّكْرَى. لَيْسَ لِنَا فِي الدُّنْيَا سِوَاهَا. يُفِيضُ عَلَيْنَا البَحْرُ بِمَنْ رُحِّلُوا. وَكَانَ القَلْبُ لِلبَحْرِ. شُطُوطُ الحُزْنِ مَرْسَاهَا. ظُلَّامُ اللَّيْلِ كَحَدِّ السَّيْفِ يُقَسِّمُنَا. وَكَأَنَّهُ يُذَكِّرُنَا بِمَنْ كَانَ يَوْمًا لَهَا فِىِ الحياة ذِكْرَاهَا. أَلَيْسَ الذِّكْرَى فِي القَلْبِ تَسُكُّنَّنَا. فَكَيْفَ نَذْكُرُهَا. وَلَمْ نَكُنْ يَوْمًا فِي الحَيَاةِ. وَأَيْنَ الدُّرُوبُ الَّتِى نحيىٓ بِذِكْرَاهَا؟. فَبَعْدَ رَحِيلِ قُلُوبٍ بَاتَتْ. فِي القَلْبِ مَسْكَنُهَا. نَدْعُو اللهَ. يَوْمُ الحَشْرِ نَلْقَاهَا الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الإثنين 29-01-2018 08:08 مساء
الزوار: 1710 التعليقات: 4
|