|
عرار:
واصلت دار الشعر بمراكش فتح "نوافذها الشعرية" للشعراء المغاربة، بتنظيم لقاء شعري جديد احتضنته القاعة الصغرى بالمركز الثقافي الداوديات ليلة الجمعة الماضية (15 دجنبر)، وعرف حضورا لافتا لعشاق الكلمة الشعرية ولفن طرب الملحون الأصيل. وقدمت كل من الشاعرة إكرام عبدي، أحد أهم الأصوات الشعرية النسائية الجديدة في المغرب، والتي أعطت ميسما خاصا للقصيدة من خلال تجربة وجودية وحضور لافت للبعد الإنساني، جديد قصائدها بقراءة مقطع من نص شعري طويل هو مخطوط ديوانها القادم "والليل إذا تجلى". بحس نثري-شعري، ولغة شفافة على تفاصيل سيرة المرأة ودواخلها، استطاعت الشاعرة إكرام عبدي أن تكشف استعارات "كينونة" المرأة وعوالمها. وكشف الشاعر والتشكيلي اسماعيل زويريق، والذي استطاع أن يرسخ من خلال منجزه الشعري الكبير تجربة تأملية عميقة، أن يعبر الى اقتناص اللحظة الراهنة بامتياز باختياره قراءة نصوص تنصت لبعض من راهننا اليوم. عالم متشظي أمسى يخلق اغترابا مضاعفا عند الشاعر، وقضايانا المصيرية التي أضحت أبعد أن تكون ضمن أولوياتنا اليومية، فيما لم ينس الشاعر أن يستعيد بعضا من معارضاته الشعرية "بانت سعاد" (قصيدة كعب بن زهير). وانتهى الزجال المرموق محمد عزيز بنسعد، الزجال الذي تمتح قصيدته من معين وتراث متأصل في الوجدان المغربي، الى اقتراح مختارات بدأها بلحظة زجلية رفيعة لمدينة "القدس"، معبرا على وجدان الشعراء المغاربة وهم يحملون قضايا الأمة عاليا في مقدمة انشغالاتهم الإبداعية. وانتقل الزجال بنسعد الى لحظة ثانية يحاور فيها بصوت الزجال المسكون بهموم الإنسان وقضاياه، لينتهي الى طرق "محلات" صوفية "كناوية"، ضد الاستعباد. وقد سهر هشام لمغاري، الإعلامي المتألق، على تنشيط هذه الأمسية التي أحيت فقراتها الموسيقية فرقة جوق جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد تحت إشراف الشيخ الحاج امحمد بن عمر الملحوني من مراكش، والتي قدمت ضمن فقرات أمسية نوافذ شعرية بعضا من ريبرتوار الملحون المغربي الأصيل، في تناغم بين الكلمة واللحن. وقد جرى افتتاح دار الشعر بمراكش (16 شتنبر 2017)، بناء على مذكرة تفاهم بين وزارة الثقافة والاتصال بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة. وتفتح دار الشعر بمراكش، منذ تأسيسها، أبوابها أمام الزوار والباحثين والمثقفين والكتاب والشعراء وجمهور المدينة، للزيارة والاطلاع على مكتبة "الديوان المغربي" والتي تحفل بالعديد من الإصدارات الإبداعية والنقدية التي تهتم بالمشهد الشعري في المغرب. وتشكل فقرة "نوافذ شعرية" إحدى فقرات البرنامج الثقافي للدار والذي سيتواصل خلال الأشهر القادمة، من خلال استقبال واستضافة رموز وأسماء شعرية ونقدية تمثل مختلف التجارب الشعرية والنقدية في المغرب. مصدر : ديوان العرب الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 21-12-2017 11:15 مساء
الزوار: 1192 التعليقات: 0
|