زهاء عشرة آلاف شخص غصت بهم القاعة التي تتسع لسبعة آلاف، وحضرت الأعلام لتوكيد تلاحم الشعبين.
وسط هذه الأجواء، وبعد قصيدة شعبية، ألقاها قائد فرقة معان للفنون الشعبية حامد آل خطاب، مؤكداً فيها على تلاحم الشعبين وتوحدهما من أجل القدس وتحرير فلسطين، وبعد فقرة لفرقة معان للفنون الشعبية قدمت خلالها معزوفات شعبية فيها تمازج بين التراثين الأردني والفلسطيني، ترافقت مع الدبكة وتصاحبت بآلات القربة والشبابة والإيقاع.
بعد كلمات تناوب عليها عدد من شخصيات الحفل الرسمية، على رأسها كلمة رئيس الوزراء عون الخصاونة التي قال فيها: إن الأردن ومنذ قيام دولته الحديثة أخذ على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الثرى الفلسطيني والمحافظة على الهُوية العربية والإسلامية لفلسطين، والذود عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، رغم شحّ موارده وضعف إمكانياته، وكلمة لأمين سر حركة فتح نجيب القدومي، وثالثة تُمثل الداخل الفلسطيني ألقاها عثمان أبو غربية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، بعد كل ما تقدم، وبعد مرور زهاء ساعتين عن الموعد المقرر للحفل، أطلت فرقة العاشقين على جمهورها مواصلة استعادتها نشاطها الفني المتفاعل مع نبض الشارع ويوميات الناس، مستهلة بواحدة من أغنياتها القديمة والمعروفة هبّت النار والبارودي غنى أطلب شباب يا وطن واتمنى.
غزة كانت حاضرة في الحفل المعبّر عن التلاحم الأردني الفلسطيني الرسمي والشعبي، وهو الحفل الذي نظمه نادي يرموك البقعة بالتعاون مع باقي أندية مخيمات الشتات الفلسطيني في الأردن، بمناسبة الذكرى 47 لانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة.
الدعوة إلى التوحد كانت حاضرة أيضاً في الحفل الذي حرص منظموه على النظام والسلاسة رغم العدد الغفير من الناس المتوافدين إليه، وكذلك نبذ الاقتتال، وهو ما عبّرت عنه ثاني أغنيات الحفل الذي قاده كعادته الفنان حسين منذر (أبو علي) بصوته الأيقونة وبحضوره الفذ، وأسهم في إنجاحه باقي أعضاء الفرقة من مرددين وراقصين وعازفين.
يا طالع جبال النار هتلي منها شي وردة.
راجعلك يا أرض الدار شدة وبتزول الشدة ،
وأعلنها يا شعبي أعلنها، وأغنيات جديدة من كلمات شعراء من بلدان عربية عديدة كانت حاضرة في حفل العاشقين، إضافة لقديمهم: قيدي يا نار الثورة، ومن سجن عكا، واشهد يا عالم علينا وعا بيروت، وأبو إبراهيم ودع عز التيني دمه عربي وأصله فلسطيني ووالله لازرعك بالدار وعلوا وعلوا وعلينا وغيرها.
الإيقاعات واليرغول والقانون والكمان والأورغ والعود وغيرها، آلات كانت حاضرة في حفل طقوسي شعبي أكثر من كونه حفلاً فنياً غنائياً موسيقياً.
كما أن فكرة التلاحم والتناغم بين مكونات شعبٍ مُهَجَّرٍ، وكذلك بينه وبين الشعب الأردني الشقيق بامتياز، كانت صادحة بالمعاني في حفل حضره رئيسا مجلسيّ النواب عبد الكريم الدغمي والأعيان طاهر المصري، وعدد كبير من النواب: عاطف الطراونة، مصطفى الشنيكات، عبد الله النسور، جمال قموة، محمد الذويب وبسام حدادين وغيرهم، ووزير الرياضة والشباب محمد نوح القضاة، وشخصيات رسمية أردنية وفلسطينية كثيرة، من بينها عضوا اللجنة المركزية القادمان من فلسطين جمال المحيسن وجبريل الرجوب.
الناطق الإعلامي للجنة المنظمة للحفل ورئيس الفرقة طارق الجابي أكد أن فرقة العاشقين وفي سياق تكريسها عودة فاعلة ومنتجة، شهد عام 2011 نشاطاً زاخراً وحاشداً واستثنائياً لها، وبيّن أنها ما تزال تتشكّل من معظم رموزها القديمة وعلى رأسهم القائد الفني للفرقة الفنان حسين منذر (أبو علي)، ومن عناصر شابة جديدة ضخت الدماء في عروق تاريخها اللافت. وقال إن الفرقة في سياق متصل أحيت العام الذي ودّعنا قبل أيام زهاء 20 حفلاً، واحدة منها كانت ضمن فعاليات الدورة 26 من مهرجان جرش 2011، وعشرة جابوا خلالها مختلف محافظات فلسطين المحتلة (الضفة الغربية)، وهي حفلات جاءت في سياق دعم استحقاق أيلول. وفي إطار التلاحم بين الشعبين الأردني والفلسطيني، أحيت الفرقة أواخر أيلول الماضي حفلاً على مسرح الأرينا التابع لجامعة عمان الأهلية.
على صعيد مشاركاتها العربية والدولية للعام 2011، زارت فرقة العاشقين المتواصل عطاؤها منذ العام 1977 وبوجود أركانها الرئيسية، مثل الفنان حسين منذر (أبو علي)، والمردد محمد دياب وعازف اليرغول خالد هباش، وغيرهم، لبنان ومصر وتركيا والجزائر والإمارات والأردن وفلسطين وغيرها من الدول.