التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» والتي لا يبذل الشخص خلالها أي مجهود في البحث عن معلومة وإنما تصله بمجرد فتحه للصفحة الشخصية، وقد ساعد الانتشار الحديث للأجهزة الالكترونية المتطورة من سرعة وسهولة المعلومات المبحوث عنها.
تعددت صفحات الثقافة العامة على «الفيس بوك» وأصبحت تحمل الآلاف من المعلومات وربما تصل إلى الملايين ما بين غريب وطريف، وبالرغم من أن هناك العديد من تلك الصفحات لا تستند إلى معلومات دقيقة، إلا أن هناك أيضًا العديد منها يتوخى الحذر والدقة فيما يقدمه للمتلقي، ولكن.. هل تحل تلك الصفحات مع مرور الزمن محل الورقيات ومواقع البحث لسهولتها وسرعتها في إيصال المعلومة؟.
في هذا الصدد يقول الدكتور سلطان الحربي (محاضر هندسة الحاسبات في كلية الحاسبات ونظم المعلومات بجامعة الطائف): الإنترنت بشكل عام وبكل الوسائل التي تضعها تحت يد المستخدم ممكن أن يغيّر الكثير من نمط حياتنا ومن طريقة أخذنا للمعلومة فهي بلا شك بحر أو كنز من المعرفة وباختصار نعم الإنترنت بشكل عام بما فيها من الصفحات الثقافية أو غيرها قد تكون يومًا من الأيام هي المصدر الأوحد للمعلومة والصفحات الثقافية لا يمكن أن تكون هي المكان الأوحد للحصول على المعلومة ولكن إذا تحدثا عن الإنترنت بشكل عام فغالبًا نعم وذلك نظرًا لأن الإنترنت يحتوي على أغلب المصادر لتلقّي المعلومة من جرائد وأخبار وتليفزيون وراديو وغيرها.
ويضيف الدكتور الحربي: هذه الصفحات لها تأثير كبير على الحصيلة الثقافية للشباب وهذه الحصيلة قد تكون إيجابية أو سلبية، بمعني أن هناك موضوعات قد تكون لها جل الأثر في التطوير الذاتي للشخص في كل المجالات وذلك حسب الموضوع المطروح للنقاش ومدى مصداقية المعلومة المقدمة ومصداقية المراجع للمعلومة والعكس صحيح، بمعني أن تكون سلبية إذا لم تتمتع بأي مصداقية أي إضافة للشخص أو غير مجدية وليس لها نفع وفيها مضيعة للوقت، وبشكل عام من الخطورة نقل أي معلومة أو الأخذ بها في أي وسيلة من وسائل النشر أيا كانت إنترنت أو غيرها من غير معرفة مدي صحة المعلومة ومصدرها ومصداقيتها، وبالتأكيد هذه الصفحات لها تأثيراتها السلبية على المجتمع ولكن بنسب متفاوتة وذلك حسب وعي وإدراك المتلقي والفئة العمرية ومستوى الثقافة.
ويؤكد الدكتور الحربي على أن الإنترنت بشكل عام وبتنوع مصدره وطرائقه للمعلومة سوف يقلّص الكثير من الوسائل التقليدية للحصول على المعلومات، وبالتأكيد هذه الصفحات ممكن أن تكون بديلًا عن الصفحات التي لا تحمل أي هدف وقيمة للقراء، ولكن بشرط أن تكون لها على الأقل بعض المصداقية في المادة المطروحة، ولا شك أن هذه الصفحات سوف تكون محور اهتمام الكثير من الشباب والشابات إذا لمست هوياتهم وتوجهاتهم، ومن هذا المنطلق أنصح الشباب والشابات بتنوّع المصادر التي يتلقى منها الإنسان الثقافة العامة ودائمًا تحرّي الدقة والحذر من أن يستغني الإنسان عن التواصل الاجتماعي مع الناس وجهًا لوجهه ويستبدلها بهذه الوسائل الرقمية (على سبيل المثال فيس بوك) ويصبح الإنسان لا يرى الناس إلا عن طريق شاشة الكمبيوتر. من جهة أخرى قال محمد نعمة الله (أحد مسؤولي صفحة «عجائب أغرب من الخيال» على موقع التواصل الاجتماعي والتي وصل عدد المشتركين بها إلى أكثر من 300 ألف مشترك) يقول: أتت فكرة إنشاء الصفحة بداية على حوار دار بيني وبين صديق لي عن إمكانية تكوين صفحة على موقع «الفيس بوك» تكون في المقام الأول مفيدة وهادفة لجميع المشتركين والقراء، ولاحظنا والحمد لله انتشار الصفحة بشكل كبير، وبالتالي كان هدفنا الاستمرارية وتكثيف الجهود لتكون أكثر تركيزًا لتقديم كل ما هو مفيد وهادف. ويضيف نعمة الله: نحرص على أن تكون جميع معلوماتنا المقدمة من مصادر موثوقة؛ لأن كثيرا من الزوار يطالبون بمعرفة مصدر المعلومة المقدمة وبالتالي نذكر الكتاب أو الموقع المأخوذة منه المعلومة وهذا ما يستوجب منا ما لا يقل عن 6 ساعات يوميًا في متابعة الصفحة ويجزء ما بين التحضير للمعلومة وتنسيقها ونقلها، وسنقوم في الفترة المقبلة بتوسيع مجال الصفحة لتخدم شريحة أكبر من الزوار لأن كثيرا من المشتركين يؤكدون على أهمية زيارتهم للصفحة بشكل يومي وهذه مسؤولية على أعناقنا.