عرار:

تتنوّع أهداف معارض الكتب التي تنظم سنوياً في الأردن، فمنها ما يسعى إلى تحفيز القراءة، ومنها ما يسعى إلى العمل على تمكين الأسر من تشكيل مكتبات منزلية، ومنها ما يجمع بين الفعل القرائي والفعل الخيري، وضمن أهداف الرؤية الثالثة من المعارض، نظم فريق واثق الشبابي التطوعي في بلدة النعيمة وبالتعاون مع منتدى النعيمة الثقافي، مساء السبت، معرض الكتاب الثاني، والذي اشتمل على ما يناهز الألف كتاب، تنوعت عناوينها لتصل إلى ما يقارب خمسمئة عنوان في مختلف أنواع العلوم الإنسانية، والإبداعية، والفكرية، وغيرها.

المعرض الذي رعى حفل افتتاح فعالياته الشاعر حسن البوريني، وأقيم وسط حضور أهالي البلدة من مختلف الشرائح العمرية، يسعى في دورته الثانية إلى تقديم يد العون للأسر الفقيرة في البلدة، على هيئة تقديم الطرود الخيرية، من خلال الريع الذي يتحصل عليه فريق واثق من مبيعات الكتب.

اللافت في المعرض الذي ينظمه فريق واثق المكوّن من: رفد خصاونة، عبد الله مريان، براء خصاونة، نور بركات، ميسون بركات، محمد الحايك، صفاء عبابنة، ودريّة نكدلي، أن عدداً كبيراً من العناوين المعروضة هي إهداءات من مؤلفين أردنيين، وأنّ هذه الخطوة كما عبّر الكثيرون من الحضور، تأتي وفق رؤية الفريق والمتمثلة إلى جانب دعم الأسر الفقيرة، بتسويق الكاتب الأردني وتسويق إبداعاته، وتشجيع القارئ الأردني للاطلاع على ما ينتجه المبدع الأردني في مختلف الحقول.

كما قدّم المنظمون شكرهم إلى المبدعين الأردنيين على تعاونهم في إنجاح هذه الدورة من المعرض، والتي لاقت إقبالاً كبيراً من جميع المبدعين في حاضرة الشمال، بتقديم ما لديهم من عناوين إبداعية، مما أتاح الفرصة أمام الجمهور للوقوف على أسماء مبدعي الأردن والتعرف على منتجهم الفكري، إلى ذلك شكر المنظمون الشاعر البوريني على الجهد الكبير الذي بذله في عملية اقتناء المؤلفات.

من جهته يرى البوريني أن بلدة النعيمة بأهلها ما كانت إلا شعلة بددت ظلمة الجهل، وأنارت سبل العابرين إلى المجد، فكان منها الطبيب والسياسي والاقتصادي والعسكري والتربوي والعامل والأديب والسالك في درب الثقافة إلى حلم يرتجيه، فكانت رافعة من روافع هذا الوطن.

ويؤكد في تصريح إلى « الرأي»: بأن التظاهرة الثقافية في هذا المعرض والتي تمر بعامها الثاني، وعلى أيدي ثلة من شابات وشباب « النعيمة» الذين امتازوا بسعة الثقافة وبالموفور الأكاديمي، والذين توحّدوا تحت لواء له من الغايات التثقيفية والتعليمية والاجتماعية، لتعتبر خطوة غير مسبوقة على طريق التكافل الاجتماعي.

إلى ذلك شكر الفريق الذي يقوم على جمع الكتب والدوريات المختلفة ما بين أدب وعلوم وشريعة وتاريخ وقصص أطفال وغيرها، فيصار إلى عرضها على المجتمع المحلي لقاء أثمان رمزية تجمع ويم شراء طرود خيرية يجري توزيعها على الأسر العفيفة.

كما وأشار البوريني إلى غايات المعرض، وأهمها إعادة العلاقة بين القارئ والكتاب من جهة والإسهام بصور تكافلية لمساعدة المحتاجين، مؤملا أن تكون هذه الخطوة بمثابة نهج تنتهجه الكفاءات الشبابية في كل مدن وقرى ومخيمات هذا الوطن.