عرار:

نظم ملتقى إربد الثقافي مساء أول من أمس، أمسية شعرية شارك في مفرداتها الشعراء: إيمان العمري، د. حربي المصري، ود. خالد المياس.

و قرأ الشعراء باقات من قصائدهم الجديدة في الأمسية التي أدارها الشاعر حسن البوريني.

الشاعرة العمري استهلت الأمسية الشعرية بقراءة للقلب الذي يعدل قبيلة، وملمس الجليد الذي تلامسه يدها ليصير ناراً، ولجهات الأسئلة، وللعارفين وأسرارهم، ولبوح الحسون وخرير الماء وموج البحر، تلت هذه النثيرة الصوفية بنص للأمومة، الأم التي فقدت وليدها وهو في المهد، تقول فيه:

« أغمضت عيني حين شفّ بنبضه، ونسيت نبضي في سنا نبضاته، ولثمت من رئة الضياء مباهجي، ودواخلي شهدت على آياته، جسدي النحيل وقد توارى ظله، كشف الحنين بديع امضاءاته، فتّشت عن شوقي القديم لشمسه، فرأيته يسطع على سمواته، ومددت روحي للعناق فعانقت، حتى توارت روحنا في ذاته».

تلاها الشاعر د. المصري فقرأ قصيدتين، تجلّى فيهما الحس الإيقاعي وقدرته على بناء نص تتشابك في أوعيته اللغة ومتخيّلها، محتفظاً في الوقت نفسه على الفكرة وتسلسلها، كما تتجلى في قصائد المصري صورة الوطن والإنسان المنتمي، تلاها بقصيدة « فتق ورتق» من ديوانه « روافدي في كل بحر»، الصادر حديثاً عن دار الآن ناشرون وموزعون، يقول فيها:

« مدّت بك الأوجاع ما اختصرت،

ربّاه ما برئت ولا احتضرت،

في قلبك الواهي حبائلها،

فتقت غشاء الرّتق وانبترت،

نثرتك بركاناً عصارته،

من جمرة الوقت التي استعرت،

ما بالها فقأت بمخرزها،

عيناً لجفن الحرف وانتثرت،

خانتك موجوعاً على عطش،

ووشت بسرّ الماء فاعتكرت».

ومن جانبه قرأ الشاعر د. المياس، في نهاية الأمسية الشعرية، قصيدتين، الأولى « دفء المحبة»، والثانية بعنوان « لا أحبك فارحلي «، قصائد أيقظ فيها الإحساس بأهمية الالتفات إلى اليومي والعادي، ومن ثم إحالته إلى قالب موسيقي، ومن لا أحبك فارحلي:

« ما لي بوصلك من نصيب، هيي المراكب غادري القلب الكئيب، ما عدت أعشق ظبية تلهو بأحضاني وتسكر بالكثيب، ما عدت أهوى أو أحبّ صبية تغفو بخاصرتي وتحزن إذ أغيب، سأغادر الأحلام والأوهام والصمت الرهيب، العشق أكبر كذبة كحكاية الحوت الذي أكل القمر، والحب أكذب نكتة قيلت بأنحاء البشر».

وكان الشاعر البوريني قال في معرض تقديمه للأمسية: قرأ واحدة من قصائده، ومنها:

« يا نائح الأحباب بوحك هدّنا،

ما شدّ قلبك للنوى قد شدّنا،

إن كنت تندب من جفاء أحبة،

قد عوّدوك على القطيعة والضنا،

فأنا أحنّ إلى حبيب وادع،

وسط الحشا شيّدت قصره بالهنا».