ضمن احتفالات المملكة بعمان عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2017م، أقامت مديرية ثقافة محافظة الطفيلة مهرجان الحسا الثاني للسامر، وذلك بالتعاون مع فرقتي شباب الحجايا والحسا للسامر وجمعية البادية الأردنية للفكروالثقافة والتنمية، وذلك يوم أمس الأول الثلاثاء، في مدينة الحسا/ الصندوق الأردني الهاشمي، وبرعاية من متصرف الحسا الدكتور صالح الحباشنة، وأدار الحفل ناصر الحجايا.
وبدأ حفل المهرجان بالسلام الملكي وآيات من القرآن الكريم، وقال الدكتور صالح الحباشنة: إن عمان التي نحب والأردن الذي نعشق دائما ما كان رأس حربة في تقديم نفسه بأرضه وشعبه وقيادته كحالة وفاقية في هذا العالم العربي المتخاصم، فكانت سياسة الوطن قائمة على الإعتدال والتوازن وتقديم مصالح الأمة على المصالح الخاصة، فدفع الأردن ثمنا باهضا في معارك الشرف عندما خاض معركة اقتصادية خانقة بإستضافته لأشقائه العرب في دول الجوار فكانت عمان ومحافظات الوطن الحبيب حضنا دافئا للأشقاء العرب النازحين من دول الجوار ومن ويلات الحروب، فعمان بقيادتها الحكيمة الوازنة وأدبياتها الإسلامية المتسامحة استطاعت أن تخرج بسلام من هذا البركان العربي المشتعل بالويلات نتيجة تسامح نظامها السياسي وانفتاحه على الآخر وهضمه لكل التجاذبات العربية والإقليمية فسار بنا سيد البلاد إلى ما نحن فيه اليوم من سلام ووئام ليثبت بالفعل لا باللغة.
وأضاف د. الحباشنة: أن عمان هي عاصمة الثقافة الإسلامية بكل ما تعني تلك الجملة من قيمة تاريخية وانسجاما مع صورة اسلامنا الحقيقي اسلام سيدنا محمد الذي يقبل الآخر وينفتح على العالم ولا يقبل العنف والإقصاء، عاش الأردن حرا عربيا سيدا، وعاشت عمان عاصمة عربية رائدة، والمجد لشهداء الوطن والأمة، وندعوا بالصحة والعافية وطول البقاء لسيد البلاد وقائدها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله. ومن جهته ألقى نيابة عن الهيئات الثقافية في الحسا الدكتور أحمد الزبون كلمة قال فيها: أن ثقافة اي مجتمع نتاج شكل السلوكات في المجتمع وأخلاقياته واشكر نيابة عن الهيئات الثقافية جميع القائمين على هذه الفعااليات اثراء للمشهد الثقافي الاردني.
وألقى قصائد شعرية كل من الشعراء: محمدعوض الحجايا، سحر الربابة، نادي الحويطات، قاسم الصواوية، وقدمت وصلة تراثية فنية ل»فرقة جبال الطفيلة»، وختم المهرجان بعبق الصحراء بفرقة «شباب الحجايا والحسا للسامر»، وشمل المهرجان أيضا معرضا لتراث البُداة، والمنتوجات المحلية التي تشكل أعمدة الثقافة البدوية، وعرضا لعتاق الخيل العربية الأصيلة.
وقال الدكتور سالم الفقير مدير ثقافة الطفيلة: «..لأنها الحسا وجرف الدراويش عباءة الثورة العربية الكبرى، وعقال العز والشموخ لجنوب الأبطال، وصحراء الرجال المضمخة بدماء أبنائها؛ ذودا عن حماها، نلتقي وإياكم اليوم لنقف عند حدود التاريخ من خلال مهرجان الحسا الثاني للسامر الذي تبنته مديرية ثقافة محافظة الطفيلة بالتعاون مع الهيئات الثقافية في لواء الحسا، احتراما لتاريخ عتيد ولرجال سطروا في ميادين البطولة معنى البطولة الحقيقية، حيث يأتي هذا المهرجان احتفاء بعمان الحبيبة عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام.
وأضاف الفقير إن من أهم الدوافع الكامنة وراء إقامة هذا المهرجان هو ربط الحاضر بالماضي التليد وإحيائه، ونقله إلى الأجيال بصورته الحقيقية المشرفة، ولا سيما في خضم الطفرة التكنلوجية الكبيرة التي أوجدت شرخا كبيرا بيننا وبين تاريخنا الذي يحمل بين جنباته الكثير من منظومة الدولة الأردنية، فالحسا وجرف الدراويش هما عكازتا هذا الوطن إبان الثورة العربية الكبرى.