لا تخذلك الحروف حين تهبها نفسك " هكذا أستهل الفنان أيمن جعفر الأمسية الثقافية التي أقامها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 28 فبراير بعنوان " محاولات النبض "نحو امتزاج الخط والكتابة الإبداعية في فضاء التشكيل "" و أدارها الأستاذ ياسر عثمان.
وقد ابتدأ الفنان أيمن جعفر الأمسية بوصف تجربته الشخصية في عالم الثقافة والإبداع بكلمات تعبيرية رقيقة مزجت الواقع بالخيال الجميل ليعبر بدقة عما يجول في خاطره لحظة اقدامه على أعماله الفنية والكتابية وأشار أن دخوله لعالم الخط العربي كان من بوابة الأدب فقد أحس واستشعر منذ الطفولة فتنة النصوص على النفس بالاحتفاظ بجميع النصوص والكلمات التي لامست شغاف روحه بدفتر صغير ليرافقه حلم نشرها على الملأ لتقرأها الأرواح التي تتلهف للانسجام مع الكلمات ثم ليعي امكانية تحقيق ذلك الحلم بعد تعرفه على الخط العربي ليعكف على تعلمه وإجادته ليتمكن من نشر تلك النصوص بجمال الخط العربي ثم رافقتها محاولاته الأدبية في الكتابة الشعرية والقصصية .
ثم وصف جعفر مرحلة تعلم الخط العربي وأساسيات الإبداع الكتابي بالمرحلة الكلاسيكية الجميلة وأضاف أن السمة الغالبة على الخط العربي هي سعي الخطاط العربي المسلم بخط الآيات القرآنية لتجميل المساجد والتبرك بالكلمات وغاية تذكير الناس ووعظهم وأكد على المستوى العالي والرفيع على الذي وصل إليه الفنان المسلم في عالم الخط العربي بعد عزوفه لأسباب دينية عن الرسم والتصوير. ونوه أن الإبداع في الحروف العربية في الخطوط العربية المختلفة كالخط الكوفي والنسخ والديواني والديواني الجلي والفارسي يشف عن قدرة فائقة على الخلق والابتكار فالحروف واحدة في رسمها الأولي إلا انها تتنوع في الخطوط شكلا رغم وجود خيط رفيع يضمها إلى الشكل الأصلي ووضح أن نشأت الخطوط العربية كانت في بيئة الحضارة العربية الإسلامية وكان الخط الكوفي خط العرب الذي انطلق من الكوفة ودأب الخطاطون المسلمون على استخدام الخطوط العربية المتنوعة في خط ما يحبون .
وأضاف جعفر أنه وباستخدام الخط العربي قد خرج عن الإطار المألوف بخطه للحكم و الأبيات الشعرية بالإضافة للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وفي الختام عرض جعفر بعض أعماله الفنية التي مزج فيها الخط العربي بالرسم .

 

الايام البحرينية