|
عرار:
تحقيق: محمد ظاهر : ما هي الأهم التحديات التي يتعرض لها الصحفي او المراسل على خط المواجهات والأحداث الدامية على خط النار؟ وما هي أبرز المواقف والأحداث الإنسانية التي حدثت معه أثناء العمل الصحفي؟ وما هي رسالته الإنسانية التي يود توجيهها للعالم؟. هذه أسئلة توجهنا بها إلى مجموعة من الإعلاميين والصحفيين الذين اضطرتهم ظروف عملهم لكي يكونوا في الواجهة وعلى خطوط التماس في المواجهات والحروب الدامية التي تشتعل في أكثر من منطقة عربية في فلسطين وسوريا والعراق وليبيا ولبنان وتونس وغيرها. كانت الإجابات التي حصلنا عليها في هذا التحقيق تكاد تتمحور حول جملة من النقاط المهمة ولنقل جملة من التحديات المشتركة التي يمكن تلخيصها بعبارة واحدة يجمعها (الضغوطات النفسية والتوتر الدائم) جراء احتمالات التعرض للقتل أو الإصابة بجروح أو حتى الاختناق جراء الغازات السامة، التي تتطاير في أجواء المعركة الحاصلة بين جبهتين. اشرف ملحم: الحزن والخوف من التعرض للقتل وهو الذي يؤكده الصحفي أشرف ملحم الذي قال "إن فكرة وقوفك بين جهتين وأنت في المنتصف والأحدات تغلي والاشتباكات حامية الوطيس، هو في حد ذاته يشعرك بالخوف أحيانا وبالحزن احيانا اخرى.. الخوف من التعرض للقتل او الإصابة.. وفي نفس الوقت الحزن على صراع قد يكون احد معارفك او اصدقائك طرفا به". المطاط المحترق والممزوج برائحة الدم كما يضيف ملحم "لا يمكن نسيانه، فأينما وجدت البشرية ستبقى الحروب قائمة، لان العقلية البشرية يشوبها الطمع واللؤم، ولكن دائما هناك بصيص امل، وهو الذي يبقي للحياة لذة وطعم؛ وقد لا ندركه احيانا كثيرة ولكنه موجود اينما وجدنا .. فلنبحث عنه". Melhem.ashraf@gmail.com نبيه كحيل: مهمات عسيرة تحول الإعلامي إلى رجل انقاذ أما الصحفي نبيه خلي فيؤكد على اولا مكان الحدث ودرجة الخطورة في هذا المكان، ومعدات التصوير واجراءات التنقل اللوجستي المسموح والممنوع وحماية النفس، أن الخوف كما يؤكد خليل يلازم الصحفي من ضعف إمكانية رجوعه سالما إلى بلدة واهله وان يوثق ويثبت الحقائق كما هي... فأن يكون الصحفي موضوعيا أو محايدا ويحدث التغير المطلوب بنقل الحقيقة كما هي، هي من المهام التي تتطلب جرأة لا مثيل لها، ناهيك عن تعرض الصحفي لكثير من المواقف الإنسانية، مثل إنقاذ الأطفال والنساء والمرضى والمصابين، كما جرى معي ومع رفاقي في الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على قطاع غزة المحاصر. هنا يتحول الصحفي أو الإعلامي من صحفي الي رجل إطفاء او دفاع مدني، جراء قصف البيوت ، وبالتالي فإن مهمة الإعلام في هذا الجانب التذكير بمثل هذه المجازر وبثها وتوثيقها لكي يتحرك المجتمع الدولي لوقف الحرب فورا واحترام المدنيين وارواح البشر لكي يعيشوا آمنين سالمين في منازلهم ومعاقبة مجرمي الحرب تقديمهم للعدالة الدولية وتحريك الرأي العام الشعبي العربي والدولي بهذا الاتجاه. nkehail@yahoo.com عادل ابو نعمة: التعرض للقتل أمر وارد يقول عادل أبو نعمة إن التعرض للاصابة أو القتل هو أمر وارد تماما في مثل هذه الظروف، الاسواء في الامر كما يؤكد أبو نعمة هو استخدام الصحفيين كدروع بشرية أو اعتقالهم، من احد أطراف الحرب بين جبهتين، مع التأكيد على أن الحروب العربية الأخيرة قد ضربت أمثلة حية على مثل هذه المواقف، بحجة سيطرة طرف على مكان أو جبهة او اغتنام فرصة احتلال موقع مستهدف تتطلبه طبيعة الحرب الدائرة بين خصمن متقابلين. يواجه الصحفي الذي يقوم بأداء واجبه على خط النار كما يؤكد أبو نعمة الكثير من المواقف الضاغطة نفسيا، حين يشاهد طفلا او عجوزا او امرأة او معاقا بحاجة إلى مساعدة، هنا، "يقوم الإعلامي وبدافع إنساني وعفوي صرف بالتصرف على سجيته الآدمية وإنقاذ ضحايا الحروب المحتملين من هذه الفئات التي ذكرناها آنفا.. مثل هذه المواقف تعرض الإعلاتمي لخطورة محتملة وهو الذي يدعونا كإعلاميين وصحفيين أن نقوم بالضغط من أجل تدخل المنظومة الدولية لعمل مناطق آمنة لكي يتعرض الأبرياء للقتل المحتوم. إن تجربتنا في فلسطين المحتلة هي خير دليل على أن قوات العدو الإسرائيلي، ما زالت تشكل عقبة كأداء في وجه تطور الفرد الفلسطينين وهي ما زالت منذ ما يزيد عن سبعين عاما من الاحتلال الممنهج الذي قضم أجزاء شاسعة من الأرض الفلسطينية ما زالت في مقدمة الاحتلالات البشعة التي تتطلب منا كعرب ودول عربية وعالمية أن نكشفها ونكشف جهودها في التفتيت وقضو الأراضي وشن الحروب الممنهجة وهي بالتي وبالنسبة لي "من أطول وأشرس الاحتلالات في العالم". اريحا مراسل وكالة رويتر إبراهيم يوسف: تعرض الصحفيون للاعتقال والنفي والتهجير المراسل الصحفي إبراهيم يوسف يتحدث عن كثير من التحديات التي واجهته أثناء عمله الصحفي فيقول "إن مهنة الصحفي التي تعرف بأنها مهنة- المتاعب- هي- في المقابل- من المهن الأكثر عرضة للمصاعب، بسبب طبيعتها الحساسة، لا سيما إذا كان هذا الصحفي صاحب رسالة سامية، لا يساوم على كلمته، مهما كان ثمن ذلك غالياً. ولطالما كان الصحفي هدفاً لأعداء الصحافة الجريئة الحرة إذا نذر نفسه وخطابه في سبيل خدمة من حوله، وقد استطاع الكثير من الصحافيين، عبرالتاريخ، في الكثير من بلدان العالم أن يكونوا سبباً في إجراء تحولات عميقة في حيوات شعوبهم وذويهم، وكل ذلك على حساب مصالحهم وأرواحهم. إذ تعرض الكثيرون للملاحقة، والضغوط ، والاعتقال، والنفي، والتجويع، والتشريد، والتهجير، نتيجة إصرارهم على إظهارالحقائق، والانتصارللمضطهدين والمظلومين. وإذا كان هذا واقع الصحافي في زمن السلام، في ظل غياب الحريات، وهيمنة الدكتاتوريات، فإن حياته تصبح عرضة للأخطار في زمن الحروب، وفي ساحات المعارك، وعلى جبهات القتال، لاسيما من قبل تلك الجهات التي لا تريد نقل صور مايجري لكي تمارس المزيد من سفك دماء الأبرياء. وها نحن نجد أن مئات الإعلاميين الذين نقلوا الحقيقة للعالم دفعوا أرواحهم لقاء ذلك: أسراً، واغتيالاً، وقتلاً. بل إن بعض الأنظمة التي قمعت ثورات الربيع العربي راح قناصتها يستهدفون الإعلاميين كي يتم التعتيم على ما يرتكبونه من مجازر وجرائم..!. كما أن مصير الكثيرين من الإعلاميين بات مجهولاً بعد أن تم اختطافهم، وأسرهم، من دون أن تطلق الجهات التي غيبتهم سراحهم، ومن دون أن تعلن عن أوضاعهم وأخبارهم، ما يزيد من قلق ذويهم. ثمة أمر آخرلابد من الإشارة إليه وهو أن هناك من بين الإعلاميين من أصيبوا بعاهات دائمة نتيجة تغطياتهم الصحفية لما يسمى ب"المناطق الساخنة" وهؤلاء جديرون بالاهتمام بهم من قبل المؤسسات الدولية لتأمين رعايتهم، وتأمين علاجهم، وأسباب معيشتهم. أحمد أبو سعدة: استهداف من كلا الطرفين المتنازعين بدوره يرى أحمد حسن أبو سعدة، كاتب وصحفي ومخرج إذاعي ومقدم برامج إذاعية من غزة أن التحديات كثيرة ومنها على سبيل المثال: عدم فهم الصحفي الكامل وإلمامه الواعي بأبجديات مهنته ومتطلباتها الأساسية وسبل السلامة وأدوات التواصل، ومن باب التخصيص أكثر فإن العمل على خطوط النار يزيد من صعوبة الأمر بكل تأكيد ويرفع من مستوى الكيف الذي ينبغي أن يكون عليه الصحفي فليس كل صحفي أو مراسل يصلح للعمل على خطوط النار أو مواضع التماس والحروب وهذا النوع من الصحفيين ينبغي أن يتحلى بالعديد من الميزات الخاصة لعل منها: الحس الأمني العالي، الوعي واليقظة، الدقة والتأني في التغطية الخبرية، احترام حدود منطقة التغطية المسموح له فيها. كما أن عدم المعرفة والدراية بجغرافية الدولة أو الإقليم الذي يعمل فيه خاصة لو كان من بلد آخر قد يوقعه في أخطار ومحاذير هو في غنى عنها. كما أن قلة الخبرة المهنية لدى المراسل المنتدب قد تمثل ضربة قاضية بالنسبة له وللفريق المصاحب له. في ذات السياق يؤكد أبو سعدة أن الحالات التي يتم فيها استهداف أماكن سكنية ومواطنين وصحفيين في حال كانت المواجهة شديدة، ويصعب فيها التنقل في بيئة آمنة، هي كثيرة جدا، علاوة على كون الصحفي مستهدف من كلا الطرفين المتنازعين فلا يريد أحدهم أن تكشف سوأته من خلال عيون كاميرات صحفيي خصومه السياسيين. ولعل أكثر ما قد يجول في خلد الصحفي أثناء توجهه للعمل في خطوط المواجهة أنه: غير محمي فهو يعمل على عاتقه الشخصي فيما لو كان لا يعمل لصالح مؤسسة تعمل بأدبيات المهنة، كما أن بعض المؤسسات المرموقة مهما كانت مكانتها قد تقصر تجاه صحفييها سواء بقصد أو بغير قصد. وفي ضوء تجربته الشخصية يقول أبو سعدة "شخصيا عاصرت الحرب الأخيرة على قطاع غزة والتزمت بالدوام يوما بعد يوم لخصوصية الحدث وصعوبة الحركة فكنا نروح بأكفان ونجيء بأخرى لاسيما أنني كنت أقطع الطريق مشيا على الأقدام لمدة 20 دقيقة بالمتوسط ولا حراك في الشارع إلا لرجال الإسعاف أو رجال الأمن. ويوجه أبو سعدة رسالته فيقول "رسالتي الإنسانية أنني مثلكم أحيا ما تحيون وأعيش ما تعيشون وإن كان في بعض الأحيان يظهر للمشاهد أن الصحفي بلا قلب يصور ويخرج على الهواء متحدثا وكأن شيئا لم يكن أو يحدث أمامه، لكنها الرسالة الإنسانية التي حملناها راضين بالنتائج، فكل هدفنا أن نوصل الحقيقة لكم كما هي ولنكن صوتكم وصورتكم التي عهدتموها عنا إن في السلم أو في الحرب ... نحمل همكم ونسعى لهدفكم ... راحة بال وهناء عيش. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 29-11-2016 11:21 مساء
الزوار: 1370 التعليقات: 0
|