تقيم دول العالم وشعوبه في الثالث من كانون أول من كل عام نشاطات خاصة لدعم حق ذوي الإعاقة في الفرص المتساوية وحقهم في المشاركة في فعاليات المجتمع ونشاطاته كافة وفي الوصول إلى المرافق والمنشآت والمباني العامة جميعها التي تقدم الخدمات للناس جميعهم ، وقد اتفقت دول العالم على أن تسمي الثالث من كانون الأول بيوم المعاق العالمي ، واتفقت الدول العربية على تسمية يوم الثالث عشر من الشهر نفسه بيوم المعاق العربي ، ومن أهم ما تقوم به الدول والشعوب في هذا اليوم هو نشر المعلومات والمواد المكتوبة والمصورة والمسموعة التي يمكن للناس الاطلاع عليها ليكونوا فكرة صحيحة عن المعوقين، وهم الأشخاص الذين فقدوا بصرهم أو سمعهم أو حدث لديهم مشكلات في أطرافهم قللت من قدرتهم على المشي أو استعمال أيديهم بالشكل المعتاد أو يواجهون مشكلات ذهنيةً تحد من إمكانياتهم للقيام بالعمليات التي يقوم بها الآخرون ممن ليس لديهم هذه التحديات ، وهناك أنواع كثيرة من التحديات الجسدية والذهنية التي نطلق على أصحابها من ذوي الإعاقة ، منها ما يصيب العضلات أو الأعصاب أو العظام أو الحواس.
الحقيقة أن أي إنسان يمكن أن يتعرض لبعض التحديات السابقة ، ويمكن أن تُطلق عليه كلمة معاق ،وهذا لا يعني أن دوره في الحياة قد انتهى أو أنه لا يستطيع القيام بواجباته المدرسية أو الأسرية أو واجباته المهنية في العمل ،ولكن الإعاقة تدفع من يتعرض لها أن يتعلم ويتبع أساليب جديدة ومختلفة عن الأساليب التي يتبعها غير المعوقين في أداء نشاطات حياتهم اليومية، فالمكفوفين الذين فقدوا بصرهم يستعملون الأشرطة المسجلة أو نظام بريل للقراءة أو استخدام البرامج الإلكترونية الناطقة، والصم الذين لا يسمعون يستعملون لغة الإشارة ، أو حركة الشفاه للاتصال أو التحدث مع الآخرين.
أما المعاقون حركيا الذين يواجهون صعوبات في المشي مثلا يستعملون الكراسي المتحركة العادية أو الكهربائية أو العكاكيز أو الووكر- woker - لمساعدتهم على المشي ، وهؤلاء جميعا لا يتأخرون عن أداء واجباتهم نحو أسرهم ومجتمعهم وقد شاركوا في مقاومة الاحتلال كغيرهم واستشهد منهم عدد كبير ، كما أنهم يدرسون في المعاهد والجامعات ويعملون في المصانع والشركات والمؤسسات.
بهذه المناسبة مطلوب تشكيل لجان التوعية المجتمعية ولجان الدعم والمساندة ولجان الأصدقاء - ممثلة بالمؤسسات الشريكة الحكومية والأهلية والإنسانية والحقوقية والبرامج العاملة مع ذوي الإعاقة- أبناء المجتمع كافة أن يتعاملوا بشكل طبيعي مع ذوي الإعاقة جميعهم ، وتركيز عمل لجنة التوعية والدعم والمساندة الأكاديمية والنفسية والاجتماعية لذوي الإعاقة أن الظروف الجسدية أو الذهنية تؤدي بالإنسان إلى استعمال أساليب ووسائل جديدة لأداء نشاطات حياتهم اليومية ولكنها بالطبع لا تؤدي إلى عزل هذا الإنسان وإلغاء دوره وتوقيف حياته ، بل العمل على مساعدته لتحقيق التكيف مع المحيط المجتمعي.
بل يجب أن تكون حافزاً لإعطائه فرصا متساوية في التعليم والعمل والحياة الأسرية والمشاركة في النشاطات الثقافية والاجتماعية والترفيهية مثله مثل غيره من غير المعوقين.
وهذا يتطلب التواصل والتعامل مع هذه الفئة والتعامل معها بشكل مباشر دون تردد أو خوف ، كما تدعوكم إلى عدم السخرية منهم أو الاستهزاء بهم وألا تُطْلِقوا عليهم الأحكام المسبقة ، فكل شخص سواء أكان معاقاً أو غير معاق له ما يميزه عن الآخرين ، وله من القدرات أكثر بكثير مما لديه من إعاقة-الإعاقة لا تلغي الإرادة-.
لتعزيز هذه المفاهيم في يوم المعاق العالمي يوم الأربعاء بتاريخ 3/12/2014م وبمناسبة يوم المدافعين عن حقوق الانسان يوم الثلاثاء بتاريخ 9/12/2014م وبمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان يوم الاربعاء بتاريخ 10/12/2014م وبمناسبة يوم المعاق العربي الذي يصادف 13/12/2014م يرجى العمل بالإجراءات والمقترحات الآتية على نطاق التربية والتعليم:
1-الحديث في الإذاعة المدرسية والإذاعات المحلية والفضائيات صباح يوم الثلاثاء 3/12/2013م عن حقوق المعاق العالمي واليوم العالمي للمدافعين عن حقوق الانسان ويوم المعاق العربي .
2-نشر الكلمات والفعاليات بيوم المعاق على صفحات التواصل الاجتماعي-الفيسبوك-الخاصة بالمدرسة.
3-الحديث من خلال حصص التربية المدنية والاجتماعيات عن المعاقين والتأكيد على حقوقهم التي أقرها القانون .
3-تحفيز الطلبة على كتابة قصة قصيرة،شعر،خاطرة،مقالة حول حقوق ذوي الاعاقة واحتياجاتهم.
4-عمل وسيلة تعليمية لخدمة ذوي الإعاقة لمباحث اللغة العربية والرياضيات والعلوم والمواد الأخرى.
5- رسم لوحة فنية ،كاريكاتير يعبر عن ذوي الاعاقة.
- عمل مجلة حائط عن المواءمات الخاصة بذوي الاعاقة أو توثيق قصة نجاح دمج طالب من ذوي الاعاقة المبدعين في المدرسة أو في المجتمع المحلي أو العالمي.
7- عرض مسرحية أو اسكتش تمثيلي عن دمج ذوي الاعاقة في المدارس والمجتمع المحلي.
8- القيام بزيارات تبادلية مع المؤسسات التي تُعنى بالاعاقة والتأهيل وإشراك ذوي الإعاقة في الفعاليات والأنشطة المدرسية.
9-عرض القرص المدمج بعنوان :في البيت المجاور-فيلم وثائقي -حول الإعاقة الحركية للطلبة لمشاهدة الصعوبات والتحديات والبدائل والمواءمات المقترحة لتسهيل حركة ذوي الاعاقة الحركية أو أي مشهد توثيقي لذوي الاعاقة في المجتمع المحلي.
10-توثيق تجربة المدرسة في دمج طالب من ذوي الاعاقة بإجراء مقابلة مع المدير/ة والمرشد/ة والمعلم/ة وولي أمر الطالب والطالب نفسة ومع أقرانه في الصف.
11-التأكيد على تشكيل لجنة الأصدقاء-الدعم والمساندة الأكاديمية والاجتماعية للطلبة ذوي الاعاقة في المدرسة وتفعيلها في المدرسة والمجتمع المحلي.
معا من أجل مجتمع لا يستثني أحدا
معا من أجل إزالة الحواجز المادية والثقافية والاجتماعية من أمام ذوي الإعاقة
معا من اجل سن وتشريع قانون الضمان الاجتماعي.
د. إدريس جرادات